بحوث التسويق الدولي كأداة للدخول إلى الأسواق الدولية يمكن القول أن بحوث التسويق الدولي تلعب دورا حيويا في اتخاذ القرارات الإدارية والتسويقية على مستوى المؤسسة، ويتوقف نجاح هذه القرارات على مدى نجاح المؤسسة في احتكاكها بالمستهلك ومعرفة احتياجاته ورغباته ومحاولة إشباعها، وبذلك أصبحت عملية البحوث التسويقية الدولية ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لما لها من دور وأهمية في نجاعة القرارات التسويقية وترجع هذه الأهمية لجهاز بحوث التسويق إلى تزايد أهمية دور التسويق نفسه في المؤسسة واعتباره العمود الفقري فيها، إضافة إلى تزايد الاتجاه في السنوات الأخيرة إلى تبني المفاهيم التسويقية الحديثة، إذ تساهم هذه الأخيرة في الدخول للسوق الدولي من خلال :

1- تحليل حاجات ورغبات المستهلك الأجنبي :

ويروي فيليب كوتلر تلك القصة الطريفة عن صانع الأحذية بهونغ كونغ فيقول : أراد مستثمر في صناعة الأحذية بهونغ كونغ أن يعرف ما إذا كانت هناك سوق للأحذية في احد الجزر النائية بأقصى جنوب المحيط الهادي وفي سبيل تحقيق غايته أرسل لهذه المهمة ثلاثة أشخاص واحد تلو الآخر

المبعوث الأول : وهو موزع يعمل لصاحب المؤسسة وكان رده بعد معاينته للجزيرة أن لا احد ينتعل حذاء وكل الناس يمشون حفاة وبالتالي فلا توجد سوق للأحذية هناك ولم يقتنع صاحب المصنع بهذا الرد فأرسل شخصا آخر

المبعوث الثاني: وهو رجل بيع الذي قام هو الآخر بإرسال برق مستعجل مفاده أن لا احد ينتعل حذاء بهذه الجزيرة مع العلم فان حجم السوق كبير جدا"

المبعوث الثالث: وهو رجل تسويق فبعد أن أجرى هو الآخر تحقيق مع شيخ القبيلة وأعيانها خلص إلى التقرير الآتي: لا احد ينتعل الحذاء بهذه الجزيرة، وأقدام هؤلاء السكان في حالة يرثى لها وقد أعرب شيخ القبيلة بترحيبه بهذه المبادرة مؤكدا في ذات الوقت على أن 70% من أهل البلدة سيقبلون على شراء الأحذية ب 10 دولار للوحدة ومن المتوقع حسب مسؤول التسويق أن تصل المبيعات إلى 500 وحدة في السنة وأن التكلفة النهائية للوحدة تقدر ب 6 دولارات مما يعني ربحا قدره 4 دولارات للوحدة وما هي إلا البداية وبناء عليه فأنا أوصي بإرسال المنتوج إلى السوق"

ويمكن أن نستخرج من هذه القصة الفوائد التالية:

<!--البحث العميق: يظهر أن الباحث الحقيقي هو الشخص الذي لا يكتفي بالحقائق الظاهرة، بل يستمر في البحث والتعمق للوصول إلى معلومات موثوقة. هذا يبرز أهمية الاستمرار في استكشاف ودراسة المواضيع لضمان فهم شامل ودقيق.

<!--اكتشاف الرغبات: تشير القصة إلى دور بحوث التسويق في اكتشاف الرغبات الظاهرة والضمنية للعملاء. يتعين على المسوقين فهم الحاجات والاحتياجات الفعلية والمحتملة للعملاء لتلبية توقعاتهم بشكل فعال.

<!--القدرة الشرائية: يشير النص إلى أن حجم السوق وحده ليس مبررًا كافيًا لجاذبية السوق. يظهر أن القدرة الشرائية للأفراد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد جاذبية السوق، مما يبرز أهمية فحص عوامل القدرة الشرائية عند استهداف الأسواق الدولية.

<!--توجيه الإعلانات والتسويق: يؤكد النص على أن التسويق الفعّال يدعم اتخاذ القرارات بناءً على معلومات دقيقة حول الجدوى الاقتصادية والنتائج المالية المتوقعة. يشير أيضًا إلى أهمية تكييف الإعلانات واستراتيجيات التسويق لتتناسب مع توقعات العملاء في الأسواق الدولية.

2- إن بحوث التسويق الدولي تعتبر إحدى وظائف التسويق مثل الإشهار والتسعير، وبالتالي فهي تسهم في السلع التي تتفق واحتياجات المستهلك في السوق الدولية ، وكذلك تسعير تلك السلع بما يتفق مع خصائص الطلب الأجنبي.

3- تنشيط المبيعات:

إن بحوث التسويق تساهم في تنشيط مجهودات البيع وزيادة المبيعات سواء كان ذلك بحل المشاكل التسويقية التي تواجهها المنظمة أو بالحفاظ على نقاط القوة وعوامل النجاح والعمل على تعزيزها.

4- بحوث التسويق وسيلة لتحسين الموقف التصديري للمنظمة فهي تضع أمام مسؤوليها أفضل البدائل المتاحة، وهذا ما يسهل عملية اتخاذ القرارات التسويقية التصديرية.

5- تساهم مساهمة فعالة في تزويد المصدرين بالعديد من البيانات والمعلومات عن الأسواق الخارجية حتى يتمكنوا من النفاذ إليها، مثل تكاليف الشحن والتأمين قوانين الاستيراد والتصدير، المواصفات القياسية الرسوم الجمركية والضرائب ... الخ. وبعد وضع الحلول التطبيقية يستمر دور بحوث التسويق من خلال متابعة تنفيذ الحلول لتجنب الأخطاء.