الأسرار العشرة للنجاح… الملياردير جاك ما (علي بابا)
هل سمعتم من ذي قبل برجل يُدعى “جاك ما”؟ أظن أن الكثيرين منكم سيجيبون: بالطبع، وهل يخفى القمر! أما اولئك الذين سيجيبون لا لم نسمع به من قبل فنقول لهم: تعالوا كي نتعرف سويا على قصة أغنى رجل في الصين. وبخلاف العادة، لن نستطرد في سرد سيرته الذاتية بالتفصيل، بل سنشير إليها سريعا، ونركز اهتمامنا على كشف أسرار النجاح التي مكنت هذا الرجل من أن يتبوأ مكانة رفيعة في دنيا الأعمال والثراء.
“جاك ما” هو رجل أعمال صيني يمتلك مجموعة شركات تجارية ناجحة على شبكة الانترنت، وهو أول رجل أعمال آسيوي تظهر صورته على غلاف مجلة فوربس الأمريكية. وهو الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة علي بابا التي أسسها وتمتلك الموقع التجاري المشهور علي إكسبريس، وذلك قبل تقاعده عام 2013. )
لم يكن “جاك ما” طالباً جيداً على الإطلاق؛ فقد كان سيئا في الرياضيات، وفشل مرتين في الحصول على قبول في الجامعة التي وصفها لاحقاً بأنّها أسوأ جامعة في البلاد، إلّا أنّ ذلك لم يمنعه من تطوير لغته الإنجليزية عبر العمل في أحد الفنادق والاحتكاك مع السيّاح الأجانب ليستطيع في النهاية دخول الجامعة ويتخرج منها أستاذاً للغة الإنجليزية براتب 12 دولار شهريا. وكان حلمه أن يعمل في التجارة، وقد كان له ما أراد.
ورغم أنّه أسس واحدة من كبرى الشركات التقنية في العالم، إلّا أنّ “جاك ما” ليس بارعاً على الإطلاق في أمور التكنولوجيا، فالشيء الوحيد الذي يجيد استخدامه هو حاسوبه الشخصي لإرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت.
وبعد هذا الاستعراض الموجز لسيرة “جاك ما” الذاتية، سنغوص الآن في بحر ذلك الرجل كي نتعرف على أسرار نجاحه وكما يرويها هو بنفسه.
10 اسرار للنجاح من الملياردير جاك ما
1. الاعتياد على أن تكون مرفوضا
يقول “ما” إنه تقدم للقبول في الجامعة على مدى ثلاثة أعوام، إلا أن طلبه رُفِض، فبدأ بتقديم طلبات العمل وتم رفض طلبه ثلاثين مرة. فتوجه إلى البحث عن عمل في سلك الشرطة؛ حيث تقدم إلى تلك الوظيفة خمسة أشخاص وكان “ما” الوحيد الذي لم يتم تعيينه. ويضيف أنه حينما افتتحت مطاعم كنتاكي في الصين تقدم بطلب وظيفة هو وثلاثة وعشرون شخصا فتم قبولهم جميعا ما عداه! ويردف قائلا: إنه تقدم بعشر طلبات للدراسة في جامعة هارفرد، وقد قوبل طلبه بالرفض في كل مرة، ويقول – مازحا -: قلت في نفسي، لا بأس فإنني سأعود كي أعمل مدرسا فيها في المستقبل. ورغم كل هذا الرفض إلا أن “ما” لم يستسلم ولم يحبط بل عود نفسه على أن يكون مرفوضا.
2. أبقي حلمك حيا
يقول “جاك ما”: نحن في شركة علي بابا لدينا سر بسيط إنه مثل عبارة افتح يا سمسم؛ ألا وهو أبقي حلمك حيا، ولا تتنازل عنه مهما حصل، فالإصرار على تحقيق الحلم سر عظيم من أسرار النجاح.
3. ركز على ثقافة العمل
قد يظن البعض أن نقطة القوة الرئيسة التي تتمتع بها شركة علي بابا هي التكنولوجيا. إلا أن “ما” يعتقد أن أهم نقطة قوة في شركته تتمثل في الاهتمام بثقافة العمل؛ فمجموعة القيم التي يتبناها العاملون، الذين يزيد عددهم عن عشرين ألف موظف، تنص على أن الجميع يساندون ويدعمون بعضهم بعضا ولا يركزون فقط على تحقيق مصالحهم الشخصية، وهذا بدون أدنى شك يدفع الشركة إلى الأمام.
قد يهمك : خيارات ذكية لتوسيع مشروع عملك التجاري
4. تجاهل المحبطين
يقول “ما” عندما أخبرت بعضا من أصدقائي ومعارفي عن فكرة علي بي، وهو نظام دفع إليكتروني من خلال الإنترنت، رد علي معظمهم إنها أسخف فكرة يمكن التفكير فيها. واليوم أقول لهم إن هذه الفكرة السخيفة يستخدمها أكثر من 800 مليون شخص حول العالم!
5. كن مُلهَما
يعتقد “ما” أن الإنسان يستطيع أن يكون مُلهَما من خلال مشاهدة الناجحين، وكيف يقومون بعملهم؛ فيستطيع أن يتعلم الكثير من المهارات عن طريق مشاهدة الأفلام التي يمثل فيها نجوم الفن، فيستفيد من ذلك في التصرف على طبيعته وأن يكون كلامه تلقائيا ونابعا من الفطرة، بلا تكلف.
6. ركز دائما
يقول “ما” قد تبدو لك العديد من الفرص الناجحة، وقد يطرح عليك الكثيرون آلاف الأفكار التي تبدو جذابة. ولكن قد يكون من الحكمة رفض هذه الأفكار وعدم الاهتمام بها ليس لأنها فاشلة، بل لأنها ستشتت تركيزك في عملك.
7. اختيار الاسم اللافت
في إحدى المقابلات التلفزيونية سُئِل عن سبب اختيار اسم علي بابا بالذات، فأجاب: كنت مشغول البال في اختيار اسم للشركة التي أنوي تأسيسها. وفي أحد الأيام كنت أتناول الغداء في مطعم في سان فرانسيسكو، ومرت النادلة من جانبي، فسألتها: هل تعرفين علي بابا؟ فابتسمت وأجابت: افتح يا سمسم. وعندها صرخت قائلا: هذا ما يجب أن يكون اسم الشركة. ومما زاد من إصراري أنني خرجت إلى الشارع وسألت عددا من الناس نفس السؤال الذي سألته للنادلة، فأجاب جميعهم نفس إجابتها. واليوم إذا كتبت حرف (أ) بالإنجليزية على جوجل فإن أول اسم سيظهر أمامك هو علي بابا.
8. الزبون دائما رقم 1
يقول “ما” نحن في علي بابا نؤمن بأن الزبون يأتي في المرتبة الأولى، ويليه الموظف، وأخيرا المساهمين. ويضيف قائلا: المساهمون قد يتركونك إذا عانت شركتك من بعض الظروف الصعبة، كما أن الموظفين قد يجدون فرصة أفضل، فيتركوا عملهم في الشركة، ولا يبقى إلا الزبون؛ فإذا استطعت أن تستمر في إشباع حاجاته وتلبية رغباته وتقديم ما يريد فإنه سيبقى مواليا لشركتك.
قد يهمك : كيف تبيع أي شيء لأي إنسان؟
9. لا تشتكي، بل أبحت عن الفرص
وهنا يوجه “ما” خطابه إلى الشباب؛ فيقول: دائما نسمع أشخاصا يشتكون من انعدام الفرص أو قلتها. وأنا أقول لهم إن الفرص كثيرة، بل إنني اؤكد على أنه حيثما كانت الشكوى فهناك تكمن الفرص.
10. كن شغوفا
حينما تشاهد “ما” وهو يخاطب فريق العمل الذي يرأسه تلمس بصورة واضحة مدى طموحه وشغفه في تحقيق النجاح والتفوق. فهو يؤمن أن النجاح ليس مستحيلا طالما كان هناك إرادة وتصميم على النجاح. إنه يقول لهم: جميعنا نملك عقولا ولكن يجب علينا أن نؤمن بقدراتنا وأن نصر على النجاح وننظر إلى المستقبل بتفاؤل. ويضيف قائلا: يجب أن يكون لدينا هدفا وخطة كي نستطيع منافسة عمالقة التكنولوجيا ليس في الصين فحسب، بل على مستوى العالم لأنه لا ينقصنا شيء.
والحقيقة أن ما يقوله “جاك ما” ويؤمن به يمثل الخط الذي سار عليه كل الناجحين في مختلف المجالات؛ فهم حلموا كثيرا، ولكنهم استيقظوا من أحلامهم وبدأوا العمل فوصلوا إلى أبعد ما كانوا يحلمون به. فلماذا لا تكون مثلهم وتبدأ من الآن التخطيط لتحول حلمك إلى حقيقة؟
مصدر: wikipedia