قصص النجاح

كارلوس سليم… من دُكَان صغير إلى إمبراطورية من ذهب

ShareTweetGoogle++

 

ليس مستغربا أن يصل الإنسان إلى قمة الثراء والنجاح إذا كان يمتلك أموالا طائلة تمكنه من ذلك. ولكن العجيب أن ينطلق من دكان صغير يحوي القليل من البضائع التي لا تتجاوز قيمتها بضعة آلاف من الدولارات إلى تأسيس إمبراطورية تساوي عشرات المليارات من الدولارات. ولكن إذا عُرِف السبب بَطُل العجب؛ فبَطلُ قصتنا استطاع بفضل ذكائه وفطنته وحبه للتعلم والعمل أن يشق طريقه في عالم الأعمال والمال، منطلقا من دكان متواضع لبيع الأدوات المنزلية، حيث تعلم على يدي والده فنون التجارة وأتقنها وهو لا يزال طفلا صغيرا.

ولم يكن ليخطر في بال والده أن هذا الطفل سيصبح في يوم من الأيام أحد عمالقة رجال الأعمال، وثالث أغنى رجل في العالم، سيتحول الهواء بين يديه إلى ذهب! وبعد هذه المقدمة أظن أنكم عرفتم عن أي رجل نتحدث؟ نعم إنه كارلوس سليم، رجل الأعمال المكسيكي المنحدر من أصول لبنانية. فتعالوا بنا كي نستطلع مسيرته وقصته الماتعة، من خلال التوقف في محطات حياته ونتعرف على بعض أسرار نجاحاته وإنجازاته العظيمة، لنستخلص منها الفائدة والعبرة، علّها تشكل بارقة أمل على طريق الباحثين عن الشهرة والثراء.

ذو صلة :  أوبرا وينفري… من حضيض الفقر المُدقع إلى قمة الثراء والنجومية

وُلِد كارلوس سليم في المكسيك عام 1940. ويُحكى أنه، ومنذ كان في العاشرة من عمره بدأ بجني المال؛ فقد كان يشتري بعض الوجبات الخفيفة والمشروبات ليبيعها على أفراد أسرته. ومما قد يثير الاستغراب أن كارلوس سليم كان يعتبر رجل أعمال وهو لا يزال في الثانية عشرة من عمره؛ حين قرر أن يشتري أسهما في أحد المصارف المكسيكية. أما عن مؤهلاته العلمية فهو مهندس مدني؛ حيث درس الهندسة في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك.

ولعل أحد الأمور اللافتة التي تستحق الوقوف عندها، أنه كان يضبط مصروفاته منذ أن كان شابا يافعا؛ فقد اعتاد أن يحتفظ بدفتر يسجل فيه كل ما يحققه من أموال من ناحية، وما ينفقه من ناحية أخرى. ويُذكَر أيضا أن بطل قصتنا أسس شركة عقارات وعمل سمسارا في بورصة المكسيك، حيث استطاع أن يستثمر مُدّخراته في شراء مجموعة من الشركات. وما أن بلغ السادسة والعشرين من عمره حتى وصلت ثروته إلى ما يزيد عن الأربعين مليون دولار! ولم يكتفِ صاحبنا بذلك بل استمر في رحلته في عالم الأعمال والمال والاستثمار؛ فقام بتأسيس شركة للوساطة المالية في عام 1965 وأخذت في التوسع حتى أصبحت تستثمر في مختلف أنواع الشركات.

اقرا ايضا : كيف تصبح مليونيرا من الصفر في 4 خطوات بسيطة وسهلة

وخلال إحدى الأزمات المالية التي عصفت بالمكسيك في عام 1987 هبطت أسعار الأسهم هبوطا حادا، وقد أدى ذلك إلى خشية الكثيرين من المستثمرين من حدوث كارثة مالية، فأحجموا عن الشراء، بينما رأى كارلوس سليم أن هذا هو وقت الشراء فقام بشراء عدد كبير من الأسهم، ليبيعها لاحقا ويحقق أرباحا طائلة. ولعل أبرز ما يميز بطل قصتنا عن رجال الأعمال الآخرين أنه يقوم بشراء المؤسسات التي تعاني من الصعوبات والمشكلات، فيحولها – بفضل حنكته وبراعته في الإدارة والاستثمار- إلى مناجم ذهب!

وفي عام 1990 خطى كارلوس سليم خطوة مهمة أحدثت فرقا جوهريا في مسيرته العملية؛ حينما اشترى هو وشركاؤه شركة الهاتف الحكومية المكسيكية “تيلمكس” بمبلغ 1.7 مليار دولار، واستطاع أن يحولها إلى منجم ذهب يُدِر المال الوفير. كما أنشأ شركة “أميركا موفيل” ووسع دائرتها من خلال الخوض في صفقات استحواذ، فوصل بها كي تكون رابع أكبر شركة للخدمات اللاسلكية على مستوى العالم. بدأ كارلوس بالتوسع خارج المكسيك، من خلال إنشاء شركة “تيلمكس” في الولايات المتحدة والانضمام إلى مايكروسوفت. ويذكر أن قيمة ثروته الصافية تبلغ نحو 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي للمكسيك!

يهمك : كسب المال دون تعب : 18 افكار مشاريع لتحقيق الدخل السلبي

ولعل أبرز الأسباب التي تقف وراء نجاح كارلوس وزيادة ثروته: قدرته الفائقة وحنكته على إدارة شركاته، وشراء الشركات المتعثرة بأسعار زهيدة، ومن ثم إعادة تنظيمها وتحويلها إلى منجم يدر ذهبا. كما أن ميله إلى المغامرة وخوض غمار المنافسة يعد من ضمن أسباب ثرائه ونجاحه منقطع النظير، بالإضافة إلى استراتيجيته الاستثمارية الفريدة من نوعها المتضمنة شراء الأسهم في الأوقات العصيبة حينما ينخفض سعرها والاحتفاظ بها ومن ثم بيعها عندما تتعافى ويرتفع سعرها، ومن الأمثلة على ذلك شراء حصة في نيويورك تايمز حين هبط سعر سهمها في عام 2008.

ولكن هل تعلم – عزيزي القارئ – أن كارلوس سليم لا يعيش في قصر منيف ولا يمتلك مجموعة من السيارات الفاخرة، وليس لديه طائرة خاصة أو يخت بملايين الدولارات، بل إنه يعيش في بيت عادي منذ أربعين سنة، ويقود سيارة مرسيدس مصفحة من الطراز القديم؟!

ولأن الحياة لا يمكن أن تستمر في العطاء دائما؛ فهي كما تعطيك تأخذ منك، فقد تكبد كارلوس سليم أكبر خسارة له بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث خسرت أسواق المال العالمية حوالي 41 مليار دولار، كان نصيب كارلوس لوحده منها 4.6 مليار دولار، ليصل حجم ثروته إلى 45.2 مليار دولار.

 ونختم مقالتنا هذه مع أشهر مقولات بطل قصتنا، ولنتمعن فيما تحمله من دروس وعبر.

يقول كارلوس:

  • إن رجال الأعمال يفعلون خيرا أكبر حين يوفرون الوظائف والثروة من خلال الاستثمار، لا أن يكونوا مثل “بابا نويل” الذي يحقق الأمنيات.
  • الثروة مثل البستان؛ فما يجب أن تفعله هو أن تجعله ينمو، وتستثمر فيه ليصبح أكبر، أو تُنوّع لتخوض مجالات أخرى.
  • نعلم أن الأزمات تكون دائما مؤقتة، وليس هناك شر يستمر مئة سنة؛ فهناك دائما قفزة. حين تكون هناك أزمة يحدث رد فعل مبالغ فيه وتبخس قيمة الأشياء.
  • أسبوع العمل يجب أن يكون أقصر، وأعتقد أن الناس يجب أن يعملوا ثلاثة أيام فقط.

 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 122 مشاهدة
نشرت فى 11 نوفمبر 2020 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,783,498

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters