جيف بيزوس Jeff Bezos، أغنى رجل في العالم، هو مؤسس شركة أمازون العملاقه Amazon، إحدى أكبر وأشهر شركات التجارة الالكترونية في العالم،  وهو الرئيس التنفيذي لها ايضا. كما أنه يمتلك صحيفة واشنطن بوست Washington post و شركة طيران.

وقد بدأ بيزوس عمله على بناء أمازون من متجر بسيط لبيع الكتب على الانترنت كان يديره من منزله. كانت المبيعات الأولية بطيئة للغاية، لكنه اليوم حقق من خلالها ثروة هائلة جعلته أغنى رجل بالعالم. متغلبًا بذلك على بيل غيتس Bill Gates، حيث وصلت ثروته إلى 124.3 مليار دولار عام 2018. وحسب فوربس Forbes فإن جيف بيزوس كان ثالث ملياردير في العالم لعام 2017 بثروة وصلت حتى 72.8 مليار دولار،لتزيد الى  124.3 مليار دولار هذا العام بعد إضافة مبلغ 40 مليار دولار إلى ثروته.

إن كل ذلك يدعونا للتساؤل، كيف حقق جيف بيزوس كل تلك الثروة؟ وهو ما سنحاول الإجابة عنه من خلال سرد قصة نجاح بيزوس وشركته أمازون.

إقرأ أيضاً : كارلوس سليم… من دُكَان صغير إلى إمبراطورية من ذهب

كيف بدأ جيف بيزوس عمله؟

بعد تخرج بيزوس من جامعة برينستون حيث درس الهندسة الإلكترونية وعلوم الحاسوب، ذهب إلى وول ستريت حيث كان الطلب كبيرًا على علوم الكمبيوتر ليعمل في العديد من الشركات. وقد عمل في البداية في شركة فيتيل FITEL (وهي شركة ناشئة تهدف إلى بناء شبكة للتجارة الدولية). عمل بيزوس بعد ذلك في شركة D.E. SHAW المتخصصة في تطبيق علوم الكمبيوتر ضمن سوق الأوراق المالية. وكان يعمل في D.E. Shaw. حين توصّل إلى فكرة كان من شأنها تغيير حياته وإحداث تغيير كبير أيضًا في تاريخ الإنترنت. لقد فهم بيزوس الآفاق المحتملة لبيع المنتجات عبر الإنترنت، ليقرر حينها مغادرة الشركة وبدء العمل على متجره.

Amazon.com 

أنشأ بيزوس متجرًا لبيع الكتب على الانترنت، وقد وضع أيضًا قائمة بالمنتجات التي يمكن بيعها عبر الإنترنت، بما في ذلك الأقراص المدمجة والبرمجيات. لكنه استقرّ في النهاية على الكتب بسبب وجود مجموعة واسعة من العناوين. لم يضطر بيزوس لدفع الضرائب على منتجاته بسبب عدم وجودها بشكل مادي، وقد كانت تلك إحدى الميزات التي حصل عليها بيزوس في بداية عمله. اختار لشركته عدة أسماء في البداية منها Cadabra، MakeItSo.com و aard.com. وأخيرًا قرر بيزوس استخدام عنوان Amazon.com بعد أن بحث بالكلمات التي تبدأ بحرف A في القاموس. وقد أحب وقع الاسم بالإضافة إلى أنه أحد أطول الأنهار على الأرض واسم أكبر مكتبة أيضًا.

تم افتتاح الموقع في 16 يوليو 1995، بعد أن تمت تجربته من قبل 300 مستخدم. وقد حقق انتشارًا عبر جميع الولايات الأمريكية بالإضافة إلى 45 دولة أخرى خلال شهر فقط. وبحلول سبتمبر 1995، وصلت المبيعات إلى 200,000  دولار في الأسبوع.

يهمك : أفضل 21 طريقة سهلة ومُجرَّبة للربح وكسب المال من الإنترنت

اهتم بيزوس بجمهوره مؤمنًا بأهمية ذلك في ترسيخ ثقة العملاء، وحتى في إضعاف المكتبات الأخرى التي ستبدأ قريبًا في إنشاء مواقع خاصة بها. كان أكبر منافس لأمازون هو بارنز آند نوبل Barnes & Noble. وفي عام 1996، قدرت مبيعاتهم بـ 2 مليار دولار بينما كان أمازون متخلفًا بمبلغ 16 مليون دولار في العام ذاته. وقد كان هناك محاولة للتعاون بين أمازون وبارنز آند نوبل لكنها فشلت.

قامت أمازون بتصميم نظام لتحميل معلومات بطاقات ائتمان العملاء وعنوان الشحن، بالإضافة لتنفيذ عملية شراء عن طريق لضغط على زر واحد. وقد حصلوا من خلاله على براءة اختراع تم استخدامها ضد بارنز آند نوبل، وتم استخدامها كوسيلة لمحاولة القضاء على المنافس الجديد eBay.com الذي ظهر في السوق في منتصف عام 1998.

أمازون Amazon وإيباي eBay

 eBay كانت أحد أكبر المنافسين لأمازون. فبالإضافة لتنوع المنتجات التي كانت تسعى إليه الشركة، لم تكن إيباي بحاجة إلى استخدام مخزون أو مستودعات حتى، وذلك لأن الباعة كانوا عبارة عن أشخاص واقعيين يسعون لبيع منتجاتهم مقابل أعلى عرض تم تقديمه وهو ما يعرف بآلية المزاد. بدأ بيزوس بالعمل على مشروع لإدخال تقنية المزاد، والذي أطلقه في مارس 1999.

التوسع السريع لأمازون

عقدت أمازون شراكة مع مئات من تجار التجزئة، وقامت بتنظيم فرع تابع لها بعنوان خدمات أمازون والتي سمحت للعملاء بطلب السلع من مواقع ذات علامات تجارية مشتركة مثل “بوردرز”و “تويز آر أس”. وفي عام 2003، أطلقت أمازون محرك البحث التجاري مع التركيز على مواقع التجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى افتتاح متجر لبيع السلع الرياضية عبر الإنترنت، يقدم حوالي 3000 علامة تجارية مختلفة. وقد أدى ذلك لإطلاق أمازون في كل من إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، كندا واليابان على مدى العشر سنوات التالية.

في عام 2006، أطلق جيف بيزوس خدمات أمازون ويب Amazon Web Services التي تتضمن مجموعة واسعة من الحوسبة العالمية، التخزين، قاعدة بيانات، تحليلات، تطبيق، وخدمات النشر. أما عن القفزة الأخرى التي قامت بها أمازون فقد كانت بمثابة ابتكار في مجال تطوير التكنولوجيا وذلك من خلال تقديم سلسلة من القارئات الإلكترونية أمازون كيندل Amazon Kindle عام 2007 وتعتبر كيندل الآن العامل الرئيسي في إنشاء سوق الكتب الإلكترونية دوليًا. وقد ساعد هذا الجهاز على تأمين 95٪ من السوق الأمريكي للكتب حتى ظهر تحدي آخر من قبل أبل حين دخول جهاز آي باد iPad للسوق عام 2010.

بلو أوريجن Blue Origin

في عام 2004، أسس بيزوس شركة طيران تدعى بلو أوريجين، تهدف إلى تطوير تكنولوجيا جديدة لرحلات الفضاء، بهدف إقامة “وجود إنساني دائم في الفضاء الخارجي”. تمتلك الشركة منشأة خاصة لإطلاق الصواريخ غرب تكساس. وفي 24 نوفمبر 2015، تمكّنت بلو أوريجين من إرسال صاروخ إلى الفضاء والهبوط بنجاح حيث كانوا يختبرون مركبة فضائية جديدة تدعى شيبرد New Shepard، وهي مركبة فضائية تهدف إلى السفر إلى الفضاء بأسعار تنافسية.

واشنطن بوست Washington Post

في عام 2013، اشترى بيزنس واشنطن بوست مقابل 250 مليون دولار. وقال دونالد جراهام، رئيس مجلس إدارة الشركة والرئيس التنفيذي للشركة: “كان بإمكان بوست البقاء تحت ملكية الشركة، لكننا أردنا أن نفعل أكثر من مجرد بقائنا على قيد الحياة”. وقد أكّد بيزوس أنه لن يسعى لتغيير قيم واشنطن بوست، ولكنه سيقوم فقط بالتركيز أكثر على الجمهور.

ترجمة : Jeff Bezos Biography: Success Story of Amazon Founder and CEO