دور الجيوبوجيا في تنمية المجتمع المصري
مع التركيز علي محافظات الصعيد والبحر الأحمر
ملخص المشروع الحالي المقترح
ينحصر المشروع الذي أقترحه، وهو لا يزال في مراحله الفكرية الأولي، في الربط بين ما هو متاح من البنية التحتية في صحراء مصر الشرقية وتوزيع ونوعية مصادر الخامات الطبيعية. وقد تبين من فحص الخرائط الطبوغرافية والجيولوجية المتاحة وجود أربع محاور رئيسية تقطع الصحراء الشرقية المصرية من الغرب إلي الشرق، هذا بالإضافة إلي وجود طريقين رئيسين أحدها أسفلتي موازي للنيل (طريق الصعيد)، والآخر موازي لساحل البحر الأحمر وهي طرق أسفلتية جيدة. هذا بالإضافة إلي خط سككك حديد الصعيد ومجري نهر النيل الذي يقطع مصر من شمالها إلي جنوبها. ويمكن تلخيص تلك المحاور المقترحة (شكل:1) كما يلي:
1 محور الكريمات/بني سويف – الزعفرانة 2-محور قنا - سفاجا
2-محور قفط - القصير 4-محور إدفو - مرسي علم
شكل 1: خريطة توضح مواقع محاور التنمية في مشروعي المقترح
1- محور الكريمات/بني سويف – الزعفرانة
يربط هذا المحور (محور 1 علي الخريطة) بين مدينتي الكريمات وبني سويف علي وادي النيل ومنطقة الزعفرانة علي ساحل خليج السويس، ويوجد عليه طريق أسفلتي ممتاز، ويمكن أن نسميه: محور مواد البناء. ويمكن إنشاء بعض المراكز التي تخدم إنتاج وتصنيع خامات مواد البناء حيث يمكن إنشاء مصنع للأسمنت، مجاير لإنتاج الجير بأنواعه، مصانع لتجهيز أحجار الزينة مثل الرخام والألابستر، مصانع لتجهيز خامات مواد البناء مثل كسر الدولوميت، الزلط والحجر الجيري المناسب لأعمال البناء ومصانع لزيادة تركيز الخامات لإعدادها للتصدير مثل رمل الزجاج والكاولين. وتجدر الإشارة إلي أن تلك الخامات توجد بكميات اقتصادية حول هذا المحور.
كما يمكن إقامة مصنع لإنتاج كربونات الكالسيوم المعجلة والنشيطة والتي لها استخدامات صناعية واسعة (Precipitated Calcium Carbonate) وكربونات الكالسـيوم النشطة (Activated Calcium Carbonate). وكل ما يحتاجه هذا المحور أن يتم تزويده بخط مياه من النيل للاستخدامات الصناعية والحاجات اليومية للعاملين في تلك المشروعات..
2- محور قنا – سفاجا
يصل هذا المحور (شكل :1) بين مدينة سفاجا علي ساحل البحر الأحمر ومدينة قنا علي نهر النيل في وسط الصعيد ويبلغ طوله 164 كيلومتر وعليه العديد من الخدمات والبنية التحتية اللازمة للتنمية. وتمثل مدينة قنا عاصمة لمحافظة قنا الطرف الغربي لهذا المحور ويحدها شمالاً محافظة سوهاج وجنوباً محافظة أسـوان وشرقـاً محافظة
البحر الأحمر وغرباً محافظة الوادي الجديد. هذا بالإضافة إلي أنها تشتمل علي محطة متميزة للسكة الحديد وبها ميناء نهري وطريق بري جيد يربطها بشمال مصر وجنوبها. كل هذه المواصفات لمحافظة قنا وعاصمتها تجعلها مركزا مناسبا في وسط صعيد مصر تنطلق منه الخدمات المطلوبة والمتاحة لمشروعات التنمية علي محور قنا - سفاجا. وهذا يجعلها أيضا مركزا مناسبا للنقل البري والنهري سواء إلي شمال مصر أو إلي جنوبها وإلي السودان والدول الإفريقية المجاورة.
أما مدينة سفاجا والتي تشغل الطرف الشرقي لهذا المحور فهي تمثل إحدى المواني المصرية الهامة علي البحر الأحمر، وتعتبر إحدى بوابات مصر التي تخدم التجارة إلي الجزيرة العربية ودول الخليج العربي ودول شرق آسيا. كما أنها تمثل مركزا للاستشفاء وخاصة في أمراض الروماتزم والأمراض الجلدية، وهي تجذب عددا كبيرا من السـياح من
أجناس مختلفة. وتتميز شواطئ سفاجا برواسب من الرمال التي تحتوي علي نسبة عالية من الرمال السوداء التي ترسبت بفعل العوامل الطبيعية المختلفة من مصدرها الرئيسي من منكشفات صخور جبال البحر الأحمر إلي الغرب من منطقة سفاجا، وهذا يمثل إحدى الأدوار الهامة التي تلعبها الظواهر الجيولوجية والطبيعة في تنمية منطقة سفاجا وتجعلها من أهم مراكز الاستشفاء العالمية.
ومن ناحية دور الجيولوجيا في تنمية هذا المحور، فإنه يمكن تقسيم هذا المحور إلي ثلاثة قطاعات: 1- القطاع الغربي 2- القطاع الأوسط 3- القطاع الشرقي
1- القطاع الغربي
يتميز هذا القطاع بوجود غطاء من الطبقات الرسوبية وأهمها من الحجر الجيري والطفلة والطين، وبعض طبقات البر يشيا بروكاتيللي والتي تمثل نوعا من أحجار الزينة. وتجدر الإشارة أن امتدادات حزام رواسب فوسفات وادي النيل يصل بالقرب من هذا المحور حيث يظهر بعض ترسباته في جبل أبو حد ووادي حمامه ووادي السراي.
1- القطاع الأوسط
تغطي هذا القطاع منكشفات من الصخور النارية تشتمل علي صخور الجرانيت والدايوريت والتي يمكن استخدامها كأحجار للزينة. ويوجد في هذا القطاع بعض الخامات الغير فلزية مثل ألتلك والأسبستوس. كذلك يوجد في مناطق محيطة بهذا المحور تمعدنات للذهب بوادي فطيرة ووادي الجدامي. كما يوجد التنجستن بوادي الدب ووادي أبو خريف. ويوجد أيضا تمعدنات للنحاس بوادي بارود ووادي أم تاجر، وأحيانا يتواجد الزنك والرصاص مع النحاس كما في منطقة الورا.
2- القطاع الشرقي
يشمل هذا القطاع جزءا محدودا علي ساحل البحر الأحمر ويغطيه طبقات من الصخور الرسوبية وأهمها الحجر الجيري والدولوميت. كما ويوجد في هذا القطاع بعض الخامات الغير فلزية مثل الجبس، كما يوجد إلي الجنوب منه بعض رواسب لخامات الفوسفات في مناطق جبل وصيف وأم الحويطات وجاسوس، وهذه الرواسب تمثل الامتداد الشمالي لخامات فوسفات جبل الضوي الشهيرة.
ويمكن اعتبار هذا المحور مناسبا لإقامة مشروعات استثمارية تنموية مثل: مصنع للأسمنت، مجاير لإنتاج الجير بأنواعه، مصنع لإنتاج كربونات الكالسيوم المعجلة والنشيطة، مصانع لتجهيز أحجار الزينة مثل الجرانيت والدوليريت الرخام، مصانع لاستخلاص وإنتاج العناصر الإستراتيجية مثل الذهب والتنجستن والزنك والرصاص مع النحاس
3- محور قفط - القصير
يقع هذا المحور (شكل:1) إلي الجنوب من محور قنا-سفاجا، ويربط بين مدينة قفـط التي تبعـد 32 كم إلي الجنوب من مدينة قنا ومدينة القصير التي تقع علي ساحل البحر الأحمر وتبعد حوالي 80 كم جنوب مدينة سفاجا. ويحتل هذا المحور طريق أسفلتي جيد يبلغ طوله 180 كم.
ويوجد بمدينة القصير ميناء هام، ويعتبر إحدى مواني مصر الهامة علي البحر الأحمر، والذي يستخدم منذ زمن طويل في تصدير خامات الفوسفات والتي اشتهرت بإنتاجها المناجم القريبة من مدينة القصير، والتي انتشرت في الصحراء الشرقية مثل منجم أبو تنضب، ورباح والحمراويين وغيرها منذ زمن بعيد. وتجدر الإشارة إلي أن معظم تلك المناجم قد أغلقت إما لعدم اقتصادية الخام الناتج أو لعدم ملائمته للمواصفات العالمية، وهذا ما يحتم علي مفكري وعلماء هذا البلد الأمين أن يجدوا بديلا تنمويا ليعوض هذه الكارثة الناتجة عن غلق تلك المناجم. ويمكن أيضا تقسيم محور قفط – القصير من ناحية دور الجيولوجيا في تنمية هذا المحور إلي ثلاثة قطاعات: 1- القطاع الغربي 2- القطاع الأوسط 3- القطاع الشرقي.
وفيما يلي وصف لكل من هذه القطاعات ودور ما تحتويه من صفات جيولوجية وتعدينية في التنمية.
1- القطاع الغربي
يغطي جزء كبير من هذا المحور، ويتميز هذا القطاع بوجود غطاء من الطبقات الرسوبية وأهمها هو الحجر الجيري والطفلة والطين، وكذلك الحجر الرملي. وتجدر الإشارة بأنه يوجد طبقات عظيمة من رواسب خامات الفوسفات إلي الجنوب من منطقة اللقيطة وتغطي مساحات كبيرة في وادي المشاش ووادي أم خريط (سالمان، 1985).
2- القطاع الأوسط
يغطي هذا القطاع جزء كبيرا من هذا المحور ويتميز بوجود صخور الديوريت، والسربنتين والجرانيت بأنواعه المختلفة والرخام والبريشيا فرد أنتيكا. وتمثل تلك الصخور مصدرا هاما لصخور الزينة. كذلك يوجد بعض الخامات اللافلزية مثل التلك بوادي الحرامية والفواخير ووادي حماضات. كما يوجد الأسبستوس في وادي أم صدمين. والأسبستوس والماجنيزيت. كما يوجد بعض التمعدنات الهامة حول هذا المحور في في جزئه الأوسط مثل تمعدنات الذهب بوادي عطا لله ووادي أم عش الزرقا ووادي الفواخير وغيرها. كذلك يوجد تمعدنات للنيوبيوم والتنتالوم بمنطقة كب عميري وجبل أبو زيران.
3- القطاع الشرقي
يتميز هذا هذا القطاع بوجود صخور الديوريت، والسربنتين والبازلت، وتمثل تلك الأحجار مصدرا لصخور الزينة. كما يحتوي هذا القطاع علي أقدم مناجم للفوسفات في مصر في مناطق عدة مثل : نخل وجبل حماضات وجبل الضوي وعنز وناصر وحبل الجير. كذلك يوجد في هذا القطاع خامات التلك والأسبستوس والأوكر ( أكاسيد الحديد).
ويعتبر هذا المحور مناسبا لإقامة مشروعات استثمارية لتركيز خامات الفوسفات وتصنيعها وصناعة حامض الفوسفوريك مع وحدات لتنقيته لإنتاج أنواع صالحة للاستخدامات المختلفة في الزراعة والدواء والأغذية ، ومصنع لإنتاج كربونات الكالسيوم المعجلة والنشيطة، و مصنع للأسمنت، ومصانع لتجهز أحجار الزينة واستخراج الذهب وغيره من العناصر الاستراتيجية.
4- محور إدفو – مرسي علم
يصل هذا المحور (شكل:1) بين مدينة إدفو بوادي النيل ومدينة مرسي علم بساحل البحر الأحمر. ويمكن أيضا تقسيم محور قفط – القصير من ناحية دور الجيولوجيا في تنمية هذا المحور إلي ثلاثة قطاعات:
1- القطاع الغربي 2- القطاع الأوسط 3- القطاع الشرقي
وفيما يلي وصف لكل من هذه القطاعات ودور ما تحتويه من صفات جيولوجية وتعدينية في التنمية
1- القطاع الغربي
يغطي جزء كبير من هذا المحور، ويتميز هذا القطاع بوجود غطاء من الطبقات الرسوبية وأهمها هو الحجر الرملي والحجر الجيري وطبقات الطفلة والطينة. وكذلك يوجد بعض من منكشفات صخور الجرانيت والكوارتزيت. وتجدر الإشارة بأنه يوجد طبقات عظيمة من رواسب خامات الفوسفات إلي الشرق من مدينة السباعية وهي تمثل امتدادات رواسب الفوسفات الضخمة الموجودة في وادي المشاش ووادي أم خريط.
2- القطاع الأوسط
يغطي هذا القطاع أيضا جزء كبيرا من محور إدفو – مرسي علم، ويتميز بوجود صخور الديوريت، والسربنتين والبريشيا فرد أنتيكا والرخام، وتمثل تلك الصخور مصدرا هاما لصخور الزينة. كذلك يوجد بعض الخامات اللافلزية مثل التلك والأسبستوس ( في نجرس وحفافيت) والماجنيزيت. كذلك يوجد بعض تمعدنات الخامات الفلزية مثل الكروميوم (وادي حافيا وأم نحاسيلا وزبارا)، وتوجد تمعدنات الذهب في البرامية وعتود والسكري وحمش وغيرها. كما يوجد التانتالوم والنيوبيوم في وادي الشرم، ويوجد الزمرد في زبارا ووادي سكيت.
3- القطاع الشرقي
يمثل هذا هذا القطاع امتدادا للقطاع الأوسط حيث بوجود به أيضا صخور الديوريت، والسربنتين والبازلت، وتمثل تلك الأحجار أيضا مصدرا لصخور الزينة. كذلك يوجد في هذا القطاع بعض الخامات اللافلزية مثل التلك والأسبستوس والفرمكيوليت والمجنيزيت، كما توجدبه أيضا الأوكر ( أكاسيد الحديد). وتوجد تمعدنات الرصاص والزنك في جبل الرصاص وأم خاريجا.
ويعتبر هذا المحور مناسبا لإقامة مشروعات صناعية استثمارية مثل: مصنع لإنتاج حامض الفوسفوريك، ومصنع للحديد والصلب، ومصانع ووحدات لاستخلاص وإنتاج العناصر الإستراتيجية مثل الكروميوم و الذهب والتانتالوم والنيوبيوم والزمرد والرصاص والزنك، ومصانع ووحدات لإنتاج المعادن المالئة مثل التلك والأسبستوس والماجنيزيت. كذلك يمكن إنشاء وحدات لإنتاج الفرمكيوليت والأوكر ( أكاسيد الحديد)، ومصانع لإنتاج أحجار الزينة مثل صخور السر بنتين وصخور الديوريت وصخور الجرانيت والكوارتزيت.
فوائد المشروع
1- إقامة العديد من مـراكز التنمية الصناعية التي ترتبط بنوعيـــة الخاماـــت المعـدنيـة والصخور الاقتصـادية حيث يمكـن إقامة المشروعات الاستثماريـة التنموية المناسبة في كل مركــز
2- تعمير جزءا كبيرا من الأراضي الصحراوية المصرية مع أقل تكلفة تصرف علي البنية التحتية وإحداث نشاطا هائلا في محافظات الصعيد والبحر الأحمر، وتصحيح الخريطة السكانيـة لمصر وذلك بتخفيف الضغـط علـي المناطق المكتظة بالسكان مثل القاهرة والإسكندرية ومناطق الدلتا وبعض مدن الصعيد
3- استيعاب عدد هائل من العمالة المعطلة وخلق فرص عمل متنوعة وإدخال تقنيات متقدمة
4- فتح مجالات استثمارية هائلة للصناعات التي سوف تقام وزيادة مجالات التصدير، مما يساهم في تنشيط الاقتصاد المصري والمساهمة في رفع معدلات النمو الاقتصادي مما يساعد في رفع مستوي معيشة المجتمع المصري
ساحة النقاش