الكذب -
وأخطرها الكذب على الله:

اللسان هي: اللحمة التي خلقها الله فيك لتستطيع الحوار مع الآخرين، والتعبير عما في نفسك، وجعلها الله تحت تصرفك تقول بها خيراً أو شراً «ورب كلمة يتفوه بها ابن آدم، لا يلقي لها بالاً، تهوي به في النار سبعين خريفا».

أولاً: آفة الكذب:

1- وأخطرها الكذب على الله:

ومن أمثلتها: إسعى يا عبدي وأنا الرزاق.

أو الجرأة على الفتيا بغير علم «فإن أجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار».

قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].

2- الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم:

قال عليه الصلاة والسلام: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [حديث صحيح].

والبعض يقول: أكذب للرسول، ولا أكذب عليه، وخاصة فيما يتعلق في الترغيب والترهيب من أذكار وأدعية أو فضائل السور.

3- الكذب على العلماء:

بالقول عليهم ما لم يقولوه. والكذب عند كثير من الناس صار فناً يتفنّون به ويسمونه بكذب المصلحة أو الكذبة البيضاء، والحقيقة أنه باب لكل شر.

لسانك لا تذكر بها عيوب الناس *** فكلك عيوب وللناس ألسن

ثانياً: آفة الوعود الكاذبة:

وهي علامة من علامات النفاق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كُنَّ فيه فهو منافق إن صام وصلى وزعم أنه مسلم، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أوتمن خان» [متفق عليه].

وما أكثر ما يتلاعب بعض الناس بالوعود، ويخلفون الميعاد دون عذر شرعي، أو يضمر في قلبه وهو في أثناء إنجاز الوعد أن يخلف الوعد وتلك آفة.

بل قد يكون عند البعض مرض ينبغي أن يعالج نفسه منه؛ لأن خلف الميعاد مدعاة لضياع الحقوق أحياناً، ولضياع الأوقات على الآخرين، وهو موجب للسخط والغضب في القلوب.

ثالثاً: آفة السب:

فلا ينبغي أن يصدر من المسلم السب لأي بشر كان, فإن كان الذي سبيته مسلماً فقد جاء في الحديث أن: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر».

وإن كان غير ذلك، فلا يزيده السب إلا عتواً وإعراضاً، والله تعالى يقول: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:125].

والمسلم طاهر اللسان، عفيف القول، بعيد عن البذاءة، وإيذاء الخلق.

رابعاً: آفة اللعن:

وما أسهلها عند بعض الناس، وما أكثرها على ألسنة بعض العوام، سواءً كان اللعن لإنسانٍ أو حيوان.

والمؤمن كما جاء في الحديث: «ليس بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش البذيء» [رواه أحمد بسند صحيح].

ولعن المؤمن كقتله، والذي لا يستحق اللعنة ترجع على صاحبها.

واللعنة طرد من رحمة الله، وهل يرضى أحدٌ لنفسه أن يبعد يوم القيامة عن الشفاعة والشهادة؟!

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة» [رواه مسلم].

الخطبة الثانية:

خامساً: آفة السخرية والاستهزاء:

وتلك قاصمة الظهر فهي مثيرة للأحقاد، ومدعاة للخيلاء، والاحتقار بالآخرين، وما يدريك أيها المستهزئ أن من استهزأت به خيرٌ مقاماً منك عند الله، وأرفع ذكراً فهلا سمعت قول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات:11].

فإن كنت أقل ممن استهزأت به أفلا يكفيك التأمل في عيوب نفسك وإصلاحها قبل الاستهزاء بالآخرين، وإن كنت خيراً فما ذاك صنيع الشاكرين ولست بآمن أن يسلبك الله مما أعطاك ويمنح غيرك ما كان بك من نعمة ويبدلك طبع من سخرت منه.

فاشكر الله على النعماء وإياك والسخرية والاستهزاء، وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم, كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه» [رواه مسلم].

والاستهزاء أو السخرية قد يكون بكلمة أو بنظرة أو بإشارة أو بإيماء والأصل في ذلك كله ما يجول في القلب.

سادساً: كثرة المزاح والمداومة عليه:

لأنه نوع من الغفلة عن الآخرة، وتضييع للوقت بما لا ينفع، فضلاً عن كونه مفضياً لكثرة الضحك، وكثرة الضحك تميت القلب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً» [متفق عليه].

وكان الإمام على رضي الله عنه يقول: "من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قلّ حياؤه، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه».

أما المزاح المشروع فهو القليل المنضبط بالصدق والعفة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يمزح مع أصحابه، ولكنه كان لا يقول إلا حقاً ولا يعمل إلا حقاً، كقوله لتلك المرأة: «أنت زوجك الذي في عينيه بياض»، وكان يمزح مع الأطفال: «يا أبا نعير ما فعل النغير».

المصدر: موقع الشيخ أحمد معوض

المصدر: منبر علماء اليمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 297 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,948

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.