الحمد لله وبعد:
فلفت نظري عبارة رددها بعض المخلصين في عدن وهي: (الإمارات تضيء عدن)، إشارة إلى الجهود الإماراتية الكبيرة والكثيرة والتي من أبرزها السعي في حل مشكلة الكهرباء في عدن.
هذه المشكلة ليست وليدة الحرب الأخيرة، بل هي أزمة قديمة يعاني منها أهل عدن من فترات طويلة، وذلك نتيجة لأمور كثيرة تتعلق بمشكلة توقف مصانع توليد الكهرباء وارتفاع سعر البنزين في جرعات سابقة، وغير ذلك من الأسباب، ويعرف الجميع بإن هذه المشكلة سابقة ومتأصلة وإن زاد حدها مؤخراً.
إن ما تحتاج إليه عدن في جزئيات هذا الموضوع أمور كثيرة يعلمها المتخصصون.
ولكن عموم ما تحتاجه عدن وغيرها هو المسؤول الذي يقدم مصلحة الجميع على الفرد، والوطن على الحزب، والمصلحة العامة على الخاصة الإحتكارية.
ما تقدمه الإمارات منذ أول الأمر حين قدمت الكعبي والشامسي وغيرهم من الكثير من أبطالها، وماتبع ذلك من تعمير وبناء وتشييد وإعتناء، قابله البسطاء من أهل عدن بالامتنان والتقدير، والعرفان للجميل، دون الخوض في الظنون الكاذبة والتي حاول تصويرها من يفقدون مصالحهم الضيقة، وينتصرون لحزبهم المضمحل.
وفي نفس الوقت قابل الدواعش والقاعدة هذا الأمر بالتفجير والإغتيالات الآثمة والتي خالفوا فيها الوفاء الذي دلت عليه شريعتنا، بل وكان عليه أمر العرب قبل الإسلام.
فهل يقابل الإحسان بالإساءة؟.. والبذل والعطاء بالقتل والتفجير؟!!.
لا غرابة، فمنهج هؤلاء قائم على ذلك، فهم كلاب أهل النار والزائغون عن الحق المعارضون له.
وأخيراً يقول تعالى: (ما على المحسنين من سبيل).. فما تقدمه الإمارات هو إحسان وكرم لإخوتهم في الدين والنسب، ومافعلته في عدن في أشهر عجزت عنه دولة في سنوات.
فلنعرف لأهل الفضل فضلهم، حتى لا نكون ممن لا يشكر النعم بعدم شكر المتسببين فيها.
الأزمة في عدن أكثر من كونها أزمة كهرباء هي أزمة وفاء وصدق ممن إعتمد التشويه والكذب منهجا له، فلا هو بالذي يعمل ويبذل؛ ولا هو ممن ترك المخلصين يعملون.
(وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا).