أوضح عضو اللجنة الثورية العليا، لدى افتتاحه اليوم بصنعاء فعالية الاحتفاء اليمني باليوم العالمي للمتاحف (18مايو)، التي تنظمها وزارة الثقافة ممثلة بالهيئة العامة للاثار والمتاحف خلال 16-18 مايو تحت شعار" المتاحف والفضاءات الثقافية" .. أن اليمن الغني بثقافته وبتاريخه وتراثه عصي على المعتدين والمحتلين الجدد، كما كان عهده مع المحتلين والمعتدين السابقين.
وقال" نحتفل هذا العام بهذه المناسبة، والوطن اليمني العريق يتعرض لأشد وأبغض عدوان عرفه التاريخ الانساني، عدوان استهدف فيما استهدف الآثار والمواقع التاريخية والتي برغم ما تعرضت له من دمار إلا أنها لا تمثل إلا النذر اليسير من ماهو مغمور تحت ثراء هذه الارض الطاهرة".
واضاف: نحتفل ونحن موغلون في هذا التاريخ الفريد، فالمتحف الذي دمر من قبل العدوان سنبني بدلاً عنه الف متحف ، ذلك أن تاريخ عشرة الاف سنة لن تتسع لمكنوناته وكنوزه متاحف العالم. مشيراً الى من يعتدي اليوم على اليمن، بنيت ثقافته على كراهية التاريخ وعلى رفض الثقافة نفسها.
وتطرق إلى المحتلين الجدد، مؤكداً أن اليمنيين لم ولن يسمحوا لأي محتل أن يدنس أرضهم وحتما سيواجهون بكل شدة وبأس.
وعبر عضو الثورية العليا، عن تقديره لوزارة الثقافة على تنظيم هذا الحفل، ولكل من ساهم في مساندة ودعم فعالياته من القطاعين العام والخاص.
وكانت القائم بأعمال وزير الثقافة هدى ابلان قد نوهت باهمية الاحتفال بهذه المناسبة، وقالت : "نحتفل باليوم العالمي للمتاحف هذا اليوم الذي يجمع الذاكرة الانسانية في يوم واحد نستعيد من خلاله تاريخنا التليد ومآثرنا العظيمة لنكون رقما حقيقياَ في ركاب الانسانية وحضارتها الفاعلة المؤثرة ".
وأضافت أبلان : أن هذا اليوم تذكار بالخلود والأبدية بعيدا عن الذوبان والنسيان، اعتدادا بالأيدي التي صنعت كل هذا الفخر وأنجزت هذه الصيرورة التاريخية التي جعلت من اليمن كله متحفا حياَ مفتوحا للإنسانية بمختلف ثقافاتها وأفكارها.
ولفتت إلى أن اليمن يحتفل بهذا اليوم بعد عام تعرض خلاله لعدوان سعودي همجي استهدف هذا التاريخ البهي ضمن سلسلة من الغارات تعبر عن حقد دفين لترا ث هذا الشعب العظيم ومعالمه.
وقالت القائم باعمال وزير الثقافة " لذلك يأتي احتفالنا كئيباً ونحن نشهد اندثار كثير من المعالم وضياع العديد من القطع الاثرية خاصة في عدد من المتاحف المستهدفة ومع ذلك نحن مصممون على ترميم كل هذا الخراب رغم شحه الإمكانيات ولكن الارادة النابعة من تاريخ هذه الارض مصممه على المضي قدماً في ترميم واستعادة ما يمكن استعادته من هذا الإرث".
فيما رحب رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني بالحضور محييا مشاركتهم في هذا الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف 18 مايو رغم الظروف الصعبة والعدوان الغاشم على الوطن.
وأشار السياني إلى أنه و رغم العدوان السعودي الحاقد على اليمن لأكثر من عام وحتى الآن واستهدافه المباشر والممنهج للآثار والتراث اليمني مستمر لمحاولة طمس حضارة وتاريخ اليمن العريق إلا أنه فشل من تحقيق هدفه الحاقد..لافتا إلى أن اليمن زاخر ومليء بالتراث والمتاحف والمواقع الاثرية.
وقال:" لقد أصاب آثارنا ما أصابها ولكنها كثيرة وستشاهدون في المعرض المصاحب للفعالية اليوم صور لنماذج من الآثار التي دمرت من قبل العدوان وستشاهدون الاثار التي لم تدمر وهي كثيرة جدا، اقول لكم انكم تنتمون إلى أرض كلها آثار كلها تراث، سنحتفل رغم العدوان وسنفخر بحضارتنا وتراثنا وآثارنا الغزيرة والمتنوعة ".
وفي الحفل، الذي حضره القائم بأعمال وزير السياحة عصام السنيني ورئيس المركز الوطني للوثائق القاضي علي ابو الرجال ونائب رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية نبيل منصر ووكيلا وزارة الثقافة أمة الله الثور وعائد الشوافي ورئيس مجلس الترويج السياحي فاطمة الحريبي والمدير التنفيذي لمجموعة الكبوس التجارية ابراهيم الكبوس وعدد من الأدباء والأكاديميين والمثقفين؛ اُلقيت قصيدة شعرية للشاعر عبدالفتاح جمال، كما تضمن الحفل فقرة غنائيه للفنان محمد الصلوي عبرت عن عمق تاريخ الحضارة وجمال الثقافة اليمنية.
وخلال الفعالية افتتح عضو اللجنة الثورية العليا الأخ طلال عقلان معرض يجسد بعض ملامح الحضارة اليمنية من خلال مجموعة من الصور واللوحات والمعمولات التي تعبر عن العمق الحضاري في تاريخ اليمن وذاكرة شعبه كما أبرزت بعض الصور مدى الحقد الدفين الذي عبر عنه العدوان السعودي في استهدافه لعدد من المعالم الأثرية. كما اشتمل المعرض على عدد من الأعمال الفنية التي عبرت عن خصوصية البيئة والثقافة في اليمن في بعض مظاهرها التراثية.
كما افتتح عضو اللجنة الثورية العليا الأخ طلال عقلان بازار التراث الشعبي الذي أقيم ضمن الفعالية الاحتفائية في ساحة دار الكتب بمشاركة عدد من مراكز الحرف اليدوية والتي عرضت مجموعة من المنتجات التقليدية تبرز تنوع وعبقرية وجمال الانتاج الحرفي اليمني.
وطاف عقلان و معه القائم بأعمال وزير الثقافة هدى أبلان ورئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف في اجنحة المعرضان، واطلعوا على محتوياتهما من صور وأعمال فنية ويدوية وحرفيه تبرز حضارة وتراث الشعب اليمني الزاخر والعريق.
وشهدت الفعالية توزيع عدد من المطبوعات التوعوية بأهمية المتاحف وضرورة تضافر الجهود في الحفاظ عليها وتنميتها في خدمة التراث والحفاظ على الآثار.
وتتواصل فعاليات الاحتفائية من خلال استمرار المعرض و البازار مصحوبين بمحاضرات علمية توعوية.
في ظلّ الأيام الثقافية التي تنظمها الأمانة العامة لجائزة رئيس الجمهورية للشباب في اليوم الثالث على التوالي تدشين الورشة الفنية (المرسم الحر) تحت شعار (الإنسان أبقى) بمشارك 40 شابا وشابة من الفنانين التشكيليين الذين قاموا برسم لوحات فنية ضمن مرسم حر يشرف عليه لجنة فنية مختصة. وفي افتتاح الورشة أكدت نائب وزير الثقافة هدى أبلان أن المشاركين في الورشة الفنية رغم الألم والأعاصير يواصلون نشر ثقافة المحبة والسلام عن طريق الفن والريشة. وقالت" هذه الفعاليات الشبابية تعد انجازا ورسالة صمود في وجه العدوان، وفي النهاية العدوان سينتهي ويبقى الفن". من جانبه أوضح أمين عام الجائزة فؤاد الروحاني أن اللجنة الفنية التي تشرف على المرسم الحر تضم نخبة من كبار الفنانين التشكيليين ستقيم الأعمال المشاركة وتختار أفضل 10 أعمال لتكريمها في حفل أختام الفعاليات الثقافية غدا الخميس. ولفت إلى أن الورشة تنظم ضمن برنامج فعاليات الأيام الثقافية، الذي تضمن إقامة حفل توقيع إصدارات قصصية وشعرية، لشباب فائزين بالجائزة بدورات سابقة، وكذا افتتاح معرض للفن التشكيلي الاثنين الماضي. تخلل الورشة التي حضرها مستشار وزارة الثقافة حكيم العاقل قصيدة للشاعر عبدالإله الشميري عبرت عن الوضع الراهن للوطن وصمود أبناءه في وجه العدوان الغاشم الذي لم ولن يكسر شموخ الإنسان اليمني، ولن يزد اليمنيين إلا تماسكا وتوحدا.
