أعتبر مواطنون أن استهداف طيران تحالف العدوان السعودي للمنشأة النفطية والموقع النفطي لشركة النفط بمنطقة رأس عيسى، جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي أرتكبها العدوان بحق أبناء الشعب اليمني منذ إندلاع الحرب السعودية على اليمن .
وأشاروا إلى أن الشعب اليمني سيظل صامدا في مواجهة هذا العدوان الإجرامي مهما بلغت التضحيات .. منددين بالمجزرة البشعة التي أرتكبها طيران العدوان السعودي بحق المواطنين الأبرياء من أبناء محافظة الحديدة.
وكان طيران العدوان السعودي أستهدف الخميس 21 يناير 2016م منشأة رأس عيسى النفطية بغارتين أدت إلى تدمير أجزاء كبيرة منها واشتعال النيران فيها، فيما استهدفت بغارة ثالثة ناقلات النفط خارج المنشأة النفطية ما أدى إلى احتراق عشرات الناقلات واستشهاد من فيها من السائقين والعاملين وجرح العشرات من المواطنين.
حيث أستشهد 16 شخصاً وأصيب 15 آخرون في حريق اندلع في خزانات الوقود بمنشأة رأس عيسى النفطية بمحافظة الحديدة على البحر الأحمر (غرب اليمن).
وأوضح مصدر مسؤول في منشأة رأس عيسى أن أسباب الحريق جراء قصف طيران العدوان السعودي وأن حصيلة القتلى مرشحة للزيادة لاسيما عقب تعرض الجرحى لحروق وجروح بليغة وخطيرة.
وتقع المنشأة في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، وهى عبارة عن خزان عائم لتحميل وشحن السفن بالنفط الخام الذى يصل إليه من مأرب عبر خط أنابيب يبلغ طوله 439 كيلومترا وسعته التخزينية 3 ملايين برميل، وتقوم شركة صافر اليمنية بتشغيله ويبلغ أدنى معدل ضخ 15 ألف برميل في الساعة وأقصى معدل ضخ من 55 إلى 60 ألف برميل في الساعة..وهو أول ميناء تم إنشاؤه وضخ النفط إليه في اليمن، حيث بدأ العمل عام 1985م / 1986م .
وأوضح القائم بأعمال وزير النفط والمعادن أن طيران العدوان شن عدة غارات على المنشأة مستهدفا منصات التحميل وسكن العاملين ووسائل النقل والمرافق المختلفة واشتعال النار في المرافق النفطية وأنابيب النقل.. مديناً استهداف طيران العدوان السعودي منشاة رأس عيسى النفطية بالحديدة ما أدى إلى دمار كلي بالمنشأة واستشهاد وإصابة العشرات من العمال.
وقال الأعجم – في تصريحات صحفية – أن هذه المنشأة الحيوية التي كلفت اليمن مبالغ طائلة تعد أهم المنشآت الحيوية التي تقدم الخدمات النفطية ومشتقاتها لكل المحافظات والمواطنين والمؤسسات الخدمية.. معتبراً هذا الاستهداف مساسا بمستقبل كل أبناء اليمن وتدميرا لما تبقي من مصالح الشعب.
وحمل الأعجم تحالف العدوان وعلى رأسه أمريكا والسعودية مسئولية هذا الاستهداف لهذه المنشأة وانعكاسات ذلك على حياة المواطنين والخدمات الأساسية الشحيحة التي لا تزال تقدم لهم في ظل العدوان والحصار على المشتقات النفطية والسلع الرئيسية.
وكانت وزارة النفط طالبت الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام إلى اليمن – في وقت سابق – تحمل مسئوليتهم الأخلاقية والإنسانية والقانونية إزاء استهداف منشأة رأس عيسى وتعطيل دورها الحيوي.
وتقع منشأة رأس عيسى النفطية في موقع هام واستراتيجي يهيئها لتقديم خدمة كبيرة جدآ للشعب اليمني
ويأتي استهداف المنشأة عقب عودتها للمؤسسات الحكومية المتخصصة وتم تطويرها وبناء مرافق جديدة فيها ومحطات تعبئة إضافية ومساكن خاصة للعاملين والموظفين بالإضافة إلى تسهيل عمل تزود التجار منها بالمشتقات النفطية بسهولة والغيت الأتاوات الإضافية ومنع الإحتكار وقدمت خدمة كبيرة جدا في ظل الحصار المفروض على اليمن.
وكان المدير العام التنفيذي لشركة النفط اليمنية علي الطائفي ومعه مدير عام فرع الشركة بالحديدة حسين مقبول قاما بزيارة تفقدية لمنشأة النفط في رأس عيسى والصليف ومنشأة الحديدة للوقوف على الاشكاليات التي قد تؤثر سلبا في سير العمل.
وناقشوا الاشكاليات المتعلقة بفرع الحديدة ومنشآته والحلول للتغلب عليها خلال الفترة القادمة ووجه بحلها.. مستعرضين اهم التحديات التي تواجه الفرع ومنها انشاء مبنى جديد للشركة و سرعة اعداد دراسة لاعادة بناء المبنى القديم او ترميم المبنى بشكل كامل
ووجه المدير العام التنفيذي لشركة النفط اليمنية حينها بإنشاء اربعة خزانات اضافية برأس عيسى ، سعة الخزان الواحد 35 الف طن والتشاور مع مؤسسة موانئ البحر الاحمر اليمنية لعمل وتطبيق الشروط والمواصفات التي تجعل من ميناء رأس عيسى النفطي مطابق للمواصفات وشروط الابحار وعمل رصيف بحري لاستقبال السفن العملاقة حتى اكثر من 100 الف طن.
كما وجه بسرعة عمل دراسة لإنشاء مبنى اداري متكامل وتوفير عدد ست كرفانات بصورة إسعافية واستكمال نظام الأمن والسلامة والإطفاء ، مع انشاء خزان للماء ليعمل بصورة عاجلة.
وفي منشأة الصليف تم التوجيه بعمل دراسة وفحص الدراسة المقدمة من شركة الطير الاخضر التركية ، وامكانية تنفيذها على المساحة التي تمتلكها الشركة في الصليف من خلال اقامة مدينة نفطية متكاملة بمواصفات دولية عالية جدا.
وفي مواقف إسعاف لمن تبقى من جرحى وضحايا الاستهداف السافر وضعتنا الدكتورة أشواق محرم نائب مدير عام مكتب الصحة في محافظة الحديدة – التي كانت تستقبل المصابين وضحايا الحادثة في مدخل الطوارئ – وضعتنا أمام صورة مؤلمة لما حدث مع المصابين والمواقف المؤلمة التي شاهدتها .
وقالت الدكتورة محرم أن إدارة المستشفى منعت أهالي وأصدقاء الضحايا من الدخول لعدم حدوث إي فوضى أو عوائق تعميق عمل أطباء الطواري وحتى يتسنى للأطباء إجراء عملهم بأكمل وجه ولأن الحالات في الطواري كانت مؤلمه ومن بين الحالات من يعاني من الإصابة بشظايا وتمزيق في الجسم ودماء ونزيف وأجساد محروقة بالكامل وآخرى محروقة بشكل نصفي.
قالت انا كنت أخرج استقبل سيارات الإسعاف التي طلبتها من مستشفى الثورة بمحافظة الحديدة لكي ننقل المحروقين الي مستشفى الحروق وكنت ارجع الي الطوارئ لأتفقد الحالات كنت أخاف أن تموت ومابين خروجي من الطواري وعودتي إليه كنت أرى وجوه تبكي ويد تلمس يدي أحدهم كان كبير السن يقول لي ابني مات نظرت إليه وجاوبته وكنت كذابه حتى صوتى كان يكذب وعيوني تكذب وتعابير وجهي كاذبة .. أجبته :لا وأنه يتلقى العلاج وانا كنت قد ابعدت جهاز التنفس والقلب بيدي عن ابنه لأنه مات وآخرون كان قد لقوا نفس المصير.
تتابع الدكتورة أشواق : كنت أرى الناس تبكي وأرى المصابين يتألمون ويصرخون وأنا أبكي ويسألون لماذا تبكي هل هم اقاربك.. ازعجني السؤال بقدر ما كان مؤلم .
وقالت :" سيارات الإسعاف تتوافد كنت أنا وطاقم التمريض ندفع بسرير الطوارئ لنقل المريض الي سيارة الإسعاف وكان جسمه كله محروق والمصاب هو أحد سائقي ناقلات النفط التي تعرضت للقصف بالغارة الثالثة .. وكنت مثل المجنونة ادفع بقوتي وكل وجه يسأل عن قريب له .. أحدهم صرخ هذا ابي .. وأنا صرخت أيضا ..لأن اليتيم يحس بوجع الآخر ..الكل حضر .. والكل كان يبكي .. المكان كله رجال وشباب .. المواقف ابكاني كثيراً من لم يكون صديقه ضحيه فقد كان ابنه أو ابوه هو الضحية وهناك رأيت صورة مصغره لاحتراق وطن.
وفي موقف أخر تسرد الدكتورة أشواق نائب مدير مكتب الصحة بالحديدة : :يا الله يا الله يا الله ...انا عطشان هكذا كان صراخه أحد المصابين .. طلبت أن يتم إعطائه حقنة بثدين لشدة الألم وكان نصف جسده محروق ونصفه الأخر ينزف دماء وجراح عميقه في كل مكان من جسده ودماءه تملئ المكان طلبت سيارات إسعاف من هيئة مستشفى الثورة وتم إرسالها .. خرجت الى الساحة انتظر السيارات لكي انقل أحد المصابين ... جسمه محروق بأكمله وبعدما وصلت الإسعاف ونقلناه إلى مستشفى الحروق .. عدت لابحث عن الجريح الذي كان عطشان علني أستطيع أن اسقيه ماء ....اقتربت منه ...لم يعد يصرخ كان صامتا يتنفس بصعوبة ...بواسطه تنفس يدوي .. تساءلت لماذا صمت هل نام وانا أعلم أنه مات .. وطاقم التمريض يحاول أن يضغط والآخر يعيد الجهاز ...قلت لهم مات .. مات وصرخت بمرارة وبكاء مات أحد سائقي القاطرات التي كانت تسكب مادة الديزل من المحطة في رأس عيسى .. سألوني هل هو قريبك ...لماذا هذا البكاء ...فقلت لهم انا ابكي وطن وهو وطن .. وبكاء الأوطان موجع .!!
لم يكتف تحالف قوى العدوان على اليمن بفرض حصار بري وبحري وانتهاك الأجواء وسيادة وطن ولم يكتف بعمليات القتل والتدمير التي طالت كل المواقع المدنية العامة والخاصة والمنشئات والمؤسسات الخدمية والمجتمعية والصناعية وارتكاب المجازر الوحشية بحق ابناء الشعب اليمني وهاهي الأن تقوم باستهداف منظم للمؤسسات والموانئ والمطارات والمنشئات الاقتصادية والنفطية والتي تقدم خدماتها للشعب اليمني .
ولعل الهدف من ذلك كله هو تدمير ما تبقى من المؤسسات الخدمية للوطن بهدف تركيع الشعب اليمني في مسعى لإيقاف عجلة الإنتاج الوطنية من خلال تدمير المصانع والمعامل الإنتاجية بصورة مباشرة والتسبب بإيقاف عشرات المصانع الإنتاجية في ضل الحصار المفروض.
خبراء اقتصاديون يؤكدون أن الحرب الاقتصادية هي جزء من هذا العدوان السعودي وذلك من خلال محاربة حركة الملاحة اليمنية براً وبحراً وجواً، ليكون الاقتصاد هو الحرب الأقسى في معيشة الناس والمواطنين والفقراء ، حيث أن استهداف المصانع والمزارع المؤسسات الانتاجية ومصادر رزق اليمنيين يأتي لخلق فوضى وعدم استقرار تمويني.
وكما هو متضح فإن العدوان السعودي والدول المتحالفة مع المملكة يتعمدون منذ بدء عدوانهم على اليمن تدمير البنية التحتية والمنشآت الحيوية ومقومات حياة المواطن اليمني وتدمير الاقتصاد اليمني وذلك بعد وصولهم إلى اليأس في إخضاع الشعب اليمني وإركاعهم وإعادتهم إلى مربع الوصاية وصناعة النفوذ في الداخل لمصلحتها وتنفيذ خدمات للمملكة.
وقال مصدر محلي في محافظة الحديدة أن استهداف منشأة رأس عيسى النفطية بمحافظة الحديدة من قبل تحالف العدوان السعودي يهدف في المقام الأول إلى تدمير الاقتصاد اليمني.. مشيراً إلى أن قصف منشأة رأس عيسى النفطية كان متعمداً لأغراض اقتصادية وليس لأغراض عسكرية.
وقال إن التحالف لا يهتم ما إذا كان الهدف مدنياً فيقوم بتدميره ويتسبب بكارثة ومجازر بشعة ترسم ملامح وجوه ونوايا القبح في وجوه القيادة السعودية وحقدهم على اليمنيين ككل.
وقال أنه ليس بغريب استهداف هذه المنشأة الحيوية من قبل هذا العدوان الغاشم خاصة وان هذه المنشاة تعود بالنفع على المواطن البسيط من مشتقات نفطيه سواء كانت منشئات نفطيه او مصانع حليب الاطفال ومستلزماتهم فهم حاقدين على هذا الشعب من قديم الازل ولكن افتضحت نواياهم الخبيثة بهذا العدوان الهمجي وتفتضح تباعاً.