التابعون ، Followers

،،،

اشعر اني  مضطر ،  مجبر ، غصب  ، ان هذا ما ينبغي عليّ ان افعله دائماً !!!!!!! انا أنفذ غالبا وجهة نظر اصحاب القرار ،، المتبوعين ، انتظر افكارهم ، افعالهم ، قراراتهم ،  فيسيطرون على افكاري ، وافعالي ،  وهكذا 

فما الذي اضطرك  للتبعية ، ومن ؟

غالباً مجموعة من الحاجات والاحتياجات التي تجبرنا على تحمل ما لا نستطيع تحمله ، ومن لا نستطيع تحمله ،،

 ، هذه التبعية ،  و هذا الأسر ، سواء الوظيفي ، او النفسي ، العاطفي ، المالي ، يجرنا لتبعية مذلة ، لا نرضى فيها عن اكثر من خمسين بالمائة من تصرفاتنا ، يتحكم المتبوع  في التابع بكل الطرق ، المال ، السلطة ، القوة ، الحماية ، القهر ،  والتبعية الوحيدة التي يمكن ان تؤدي لهدف مع فتح باب النقاش والاختلاف والاحترام هي تبعية العلم والعلماء ، حتى هذه لا تعد تبعية فهي عملية تعلم مستمر وتدرب على اتخاذ قرارات ، و حرية ، وفكر ، لكن كل تبعية تقتل في التابع قدراته على التفكير المستقل خطر مدمر  الأثر ،،

والى متى يمكن ان تتحمل هذه التبعية التي تضايقك  ؟؟

الى اللحظة التي نقرر فيها ان ما حدث يكفي جدا 

هل الامر بهذه السهولة ؟

لا ، ومن قال ان هذه الأحاسيس الأسيرة  التابعة ، المقيدة المجبرة أسهل !!

متى يكون بإمكاني ذلك ؟

حين تدرك انه لا معنى لهذه التبعية النفسية العاطفية المالية الوظيفية ان تستمر 

كيف أتخلص من خوفي تجاه اتخاذ قرارات حاسمة ؟

بالارادة والحسم ، بعض الآلام الحاسمة المؤقتة افضل من الآلام المزمنة طويلة الامد ، بل انها لا نهاية لها في ظل حياة قصيرة معقدة ،

تاريخيا ، نجد ان كلمة تابع ظهرت كمصطلح في القرن السادس عشر وتشير الى رتبة العريف  في الجيش البريطاني  وهي رتبة اقل بالطبع من ضابط ، وعلى مستوى الكتابات السياسية أشار المصطلح  إلى الفئات الأقل مكانة في المجتمع،

التابعون مهمشون لا يعبرون عن افكارهم ،  ليست لهم رؤية ، ولا طموح لهم ،، هم فقط تابعون  ،، وفي الهند  كان رواج المصطلح ، في ثمانينات القرن الماضي حيث اهتمت مجموعة من باحثي التاريخ من الهنود   بقراءة نقدية للتاريخ الهندي من خلال دراسة أوضاع المهمشين أو التابعين ، وفي منتصف التسعينيات  بدأت دراسات التابع بدخول الدراسات الأنثوية، والأفريقية، والأميركية اللاتينية ،،

، 

المتبوعون يتنوعون بين فاسد وصالح ، ولا يُعفي التابع  من المسئولية ، لو اسلم قلبه وعقله دون تفكير لأحد ،، 

يبدو مفهوم para freezing مهما للغاية انه مفهوم يؤكد على ضرورة اعادة صياغة الافكار ، لتفكيك الجليد ، واعادة المفردات لحالتها الاولى ، لفهمها و اتخاذ قرارات بشأن كيفية استخدامها ، 

وهكذا انت مسئول عن مشاعرك ، سعادتك ، مواقفك ،

- في لحظة ما ينبغي ان تكف عن تلقي الأوامر ، وفي نفس اللحظة ينبغي ان تكف عن إعطاء الأوامر ايضا ، او سرد قائمة الطلبات ،

السعي لحياة تحبها مسألة تخصك تماماً ،

الشخص الذي تعتمد كليا عليه وتتبعه ويقودك  متذمرا من إلحاحك و حصارك ، قد يبدي انزعاجا منك ، لكنه في نفس اللحظة ربما يشجعك على استمرار التبعية والانقياد ،

كيف أحقق اول خطوة في فك حصار التبعية ؟ 

حدد الطريقة التي تريد حقا ان تتصرف بها مع هؤلاء المسيطرين عليك ، وعبر عن ذلك بثبات ، تعلم جملة انا لا اريد ان افعل ذلك ، او انا اريد ان افعل ، ضع كل ما تفعله في ميزان رغباتك واهدافك و اتخذ قراراتك ،

لست مضطرا لكلام تقوله  ، او زيارات ، او جلسات المجاملة ، 

ابحث عن عمل تحبه حتى لو كان تطوعيا ، مكسبك الأصلي ان تشعر باحترام وتقدير ، 

توقع ان يقابل البعض ( خاصة الذين تتكل تماماً عليهم وتتبعهم ) قراراتك باستهجان او سخرية ، تحمل ذلك مؤقتا حتى تثبت انك تستطيع ،، 

لا تشاطر المتبوعين كل شيء ، احتفظ بقدر من الاحداث  لنفسك ، 

انت مسئول اساسي عن سعادتك الذاتية ، لا تكن عبئاً على احد ، لا تطارد احدا بإلحاح ، حافظ على قدر من الحكمة وحسن التصرف واتخاذ القرارات ، لن تلتصق بمتبوعك ، فقد خلقك الله فردا ، وسيحاسبك فردا ايضا ، فلماذا تصر على الاختباء وراء غيرك ، ملقيا بكل مسئولياتك عليه ، وربما يضجر ،، !!! او يستمتع لكنه يظهر الضجر والملل ،، ابتعد قليلا ، 

عاداتك الخاطئة لا تبرر استمرارك فيها ، بل ان سعيك لتطوير جذري سيساعدك بالتأكيد ، قم باشياء بمفردك ،،

ابذل  جهدا من اجل هدف ، غاية ،افعل شيئا تحبه وتحدده بنفسك ، لا احد يستطيع ان يملي عليك ذلك ، انت تقود حياتك بعزيمة وارادة مهما كان الموقف ، يمكنك ان تقرأ الكثير من السير الذاتية لأشخاص ناجحين تحبهم وتأثرت بهم ، اشحذ مشاعرك و املأ قلبك بتجاربهم ،

 جرب ان تمنح الآخرين أشياء تسعدهم  ، ستحصل على الكثير حين تتعلم ان تمنح ،،

هذه المعوقات التي تدفعك دفعا لان تظل تابعا قابعا يمكنها ان تكون ادوات عمل و تحد عظيم ، ضعها امام عينيك  وواجهها ،، 

حدّث نفسك ، هؤلاء الذين تتبعهم معجبون كثيرا بشخصيات اكثر إستقلالية ،، 

حقق التوازن بين أفعالك وأفكارك ، لا تحدث صراعا مجهدا ، اذا  انت اردت وأحببت ان تفعل فافعل ، تضايقت من امر واستحال تغييره توقف ، لن ينتهي العالم لذلك لكن ربما تبدأ بطريقة افضل ،

حرك افكارك الطيبة دائماً ، حفز افكارك التي تبعث على السعادة ، تذكر مواقفك الناجحة قبل الأسر في علاقات التبعية المؤذية ، تعامل مع المحفزين ، اصحاب القلوب الطيبة ، وعبر لهم عن محبتك و تقديرك لقلوبهم الطيبة ،

اقترب من الله بحب كبير ، وثقة ويقين هو خلقك بخصوصية فريدة ، استثمر ذلك طول الوقت ، طريقتك المبتكرة لشكر نعم الله هي ان تحفظها بخصوصياتها وتألقها ، انت تعرف كثيرا عن نفسك ، عن طموحاتك وأحلامك ، وقدراتك ، سواء عرفت او تسعى لان تعرف ، فقد خلقنا الله افرادا ، و سنحاسب امامه فرادى ، كل وفق عمله ، و نيته لا وفق متبوعه  . 

حفظكم الله 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 305 مشاهدة
نشرت فى 22 فبراير 2016 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

644,835