بعد الحرب العالمية الثانية صدر تقرير عن لجنة حرية الصحافة ، لجنة هوتشينز ( هوتشينز هو اسم رئيس اللجنة ، و كان وقتها رئيس جامعة شيكاغو لامريكية ، وقد بدأت دراسته عام ١٩٤٢ بتمويل من رييس شركة الشتائم الذي استشعر خطرا يهدد المجتمع لما تفعله وسائل الاعلام المؤثرة وقتها ، وعلى رأسها الصحافة والاذاعة والسينما ، واشترك في الدراسة مجموعة من الخبراء والأساتذة المتخصصين ، ونبه إلى أن التجاوزات التي تحدث من قبل الإعلام والصحافة ، لها أكبر الضرر على المجتمع ، خاصة من اصحاب وسائل الاعلام ضد مؤسسات المجتمع ، وبعض فئات المجتمع ) هذا التقرير يعتبره الباحثون حجر الأساس لنظرية المسؤولية الاجتماعية في عام ١٩٤٧ ، صدر بعنوان: "صحافة حرة مسؤولة" ، وقد استهدفت النظرية وضع ضوابط اخلاقبة للصحافة والاعلام والتوفيق بين الحرية وبين المسؤولية الاجتماعية ، وجد هذا التقرير اهتماما كبيرا وأسس لنظرية مهمة في الاعلام هي نظرية المسئولية الاجتماعية التي ظل الراديو حريصا على الالتزام بقواعدها كأساس لممارسة الاعلام،
هناك مبدأ أساسي يميز بين وسيلة ساخنة مثل الإذاعة ووسيلة باردة مثل الهاتف فالساخنة هي التي تنقل معنى أوإحساساً واحداً بوضوح عال، والوضوح العالي هوحالة الامتلاء الجيد بالبيانات، الصورة الفوتوغرافية بصرياً هي عالية الوضوح - الرسم الكاريكاتيري منخفض الوضوح ببساطة لأنه لايقدم سوى القليل جداً من المعلومات المرئية، وعلينا نحن الجمهور أن نكون أكثر نشاطاً في فك ترميز النصوص التي تحملها وسائل الإعلام الساخنة لأنها توفر قدراً كبيراً من المعلومات وهناك القليل ممايمكننا القيام به على سبيل المثال ينقل الراديو معلومات أكثر من مكالمة هاتفية والصورة الفوتوغرافية ذات معلومات أكثر بكثير من الرسوم الكاريكاتورية ،
وسائل الإعلام الساخنة عالية الوضوح مايعني أنها كاملة البيانات وذلك يؤدي إلى انخفاض نسبة مشاركة الجمهور ، ووسائل الإعلام الباردة من ناحية أخرى تكون منخفضة الوضوح لأن لديها القليل من البيانات ومشاركة كبيرة من الجمهور في التعرض لها ،
آرثر آسابيرجر - ت: صالح خليل أبو اصبع ، وسائل الإعلام والمجتمع ، عالم المعرفة مارس ٢٠١٢