الانترنت والاعلام :
الانترنت ..قوة عظمي الثانية أو الرأي العام العالمي. أصبح الإنترنت وسيلة تنظيمية أساسية وتبادل المعلومات والأفكار والاخبار حول الأحداث العالمية كالتغييرات العالمية في المناخ وقضايا اللاجئين أو غيرها .. ديمقراطية الوصول المباشر Direct Access Democracy .. ديمقراطية منحت المواطن الإلكتروني e-Citizen سلطة النشر.
في أواخر تسعينيات القرن الماضي وتحديدا عام ١٩٩٩ ، سألت احد شركاء ميكروسوفت ، لماذا تنتشر اجهزة التليفون المحمول بهذه السرعة المذهلة ، ولا يوجد حتى الان نفس المؤشرات لانتشار اجهزة الكمبيوتر ، كان وقتها التليفون المحمول بسيطا في الإمكانيات ، مجرد جهاز تليفون لكنه صغير الحجم ، وجوال ، أجابني بثقة ، سنوات قليلة و ينتشر ، وسيجد الباحثون طرقا لاستحداث ضرورات تطور الاستخدام الشخصي لاجهزة الكمبيوتر ، وهذا هو الحل الوحيد ، بالفعل بعد سنوات وجد كل واحد نفسه لديه الرغبة الملحة في الاستخدام الشخصي للكمبيوتر ، والإنترنت
، و مواقع التواصل الاجتماعي ، بل وتداخل الكمبيوتر مع الموبايل ، حتى اننا الان لا نحمل مجرد تليفونات محمولة بل نحمل اجهزة كمبيوتر شديدة التطور بهذا الجهاز السحري سمارت فون ، ، من شبكة صغيرة بين مجموعة من العلماء في امريكا (فى 1959) ليتبادلوا الملفات بينهم فى أطار برنامج أمريكى اسمه (وكالة مشروعات الأبحاث المتقدمة أو advanced research projects agency) الى الأنترنت الحالي بنظام عالمى لتبادل المعلومات والبيانات عن طريق مجموعة من اجهزة الكمبيوتر المتصلة ببعضها, و تتكون من مجموعة من الشبكات الصغيرة في البيوت و الجامعات و الشركات و الحكومات ... شبكة عالمية كبيرة يمكن عن طريقها تبادل الفايلات وعمل شات و لعب اشهر اللعبات و عمل ايميلات.ومكالمات ومشتريات ومبيعات .. وسماع اذاعات ورؤية تليفزيونات ... عالم عجيب .. يأخذك .. ولا يتركك الا وانت واحد من ضحاياه .. او .. واحد من مستثمريه ... ومسثمري نفسك فيه... انت تختار ..
تزايدت أهمية الإنترنت بشكل كبير منذ التسعينيات في القرن الماضي ، حتى دعا البعض إلى اعتبارها وسيلة اتصالية جديدة بحد ذاتها، بل ويمكن أن تحل محل وسائل الإعلام التقليدية، وإن كان البعض مازال مترددًا في قبول هذه الرؤية، في وقت واجه فيه أساتذة الاعلام والاتصال الجماهيري تحديًا يتمثل في كيفية دمج الإنترنت والورلد وايد ويبWWW ضمن مقررات علوم الصحافة والاتصال الجماهيري للمساعدة في إعداد إعلاميين جدد للمنافسة في سوق العمل في ظل تصور يرى أنه لا بديل عن التحول الي هذا الشكل الجديد في تعليم علوم الصحافة، بل وتنبأ البعض منذ البداية ، بأنه لن ينقضي العقد الأخير من القرن العشرين دون ان تتم عملية الدمج هذه بين الإنترنت وعلوم الاتصال الجماهيري والصحافة ،،
نعم تستطيع ان تكون ناشرا ومخرجا ومذيعا في هذا الاعلام الجديد،،، لم يعد الكمبيوتر آلة جامدة بعد ان استقر فيه سكانه المقيمون فامتلأ بالحياة بكل ما فيها ،،مع وضع في الاعتبار انه قد يكون مضحكا بعد اقل من خمس سنوات ان نسميه الاعلام الجديد ،، بل قد يكون من قبيل التوثيق ودراسة التاريخ ان تقرأ هذه الأوراق ،،،
على أننا يجب ان نقر في البداية بأن هذا الاعلام الجديد الذي تولد من التزاوج Convergence ما بين تكنولوجيات الاتصال والبث الجديدة والتقليدية مع الكومبيوتر وشبكاته , تعددت أسماؤه ولم تتبلور خصائصه النهائية بعد ويأخذ هذا الاسم لأنه لا يشبه وسائط الإتصال التقليدية , فقد نشأت داخله حالة تزامن في إرسال النصوص والصور المتحركة والثابتة والأصوات .
وتدل الاسماء المتعددة للتطبيقات الاعلامية المستحدثة , كل واحدة , على ارضية جديدة لهذا الاعلام , فهو الاعلام الرقمي Digital Media لوصف بعض تطبيقاته التي تقوم على التكنولوجيا الرقمية مثل التلفزيون الرقمي والراديو الرقمي وغيرهما , او للاشارة الي اي نظام او وسيلة اعلامية تندمج مع الكومبيوتر . ويطلق عليه الاعلام التفاعلي Interactive Media طالما توفرت حالة العطاء والاستجابة بين المستخدمين لشبكة الانترنت والتلفزيون والراديو التفاعليين وصحافة الانترنت غيرها من النظم الاعلامية التفاعلية الجديدة .
وهو أيضاً الاعلام الشبكي الحي على خطوط الاتصال Online Media بالتركيز على تطبيقاته في الانترنت وغيرها من الشبكات . كما يطلق عليه تعبير الوسائط السيبرونية Cyber Media من تعبير فضاء السيبر Cyber Space الذي أطلقه كاتب روايات الخيال العلمي ويليام جبسون William Gibson في روايته التي اصدرها عام 1984 بإسم Neuromancer والتعبير مأخوذ من علم السيبرنطيقاCybernetics المعروف عربيا بعلم التحكم الآلي ، ويعني تعبير السايبرميديا العالم المصنوع من المعلومات الصرفة التي تأخذ – ليس فيزيائيا- شكل المادة , ويصف التعبير وسائل التحكم الإلكتروني التي حلت محل الأداء البشري ولكنه يستخدم هنا لوصف فضاء المعلومات في شبكة الانترنت .
يطلق على الاعلام الجديد ايضا صفة اعلام المعلومات Info Media للدلالة على التزاوج داخله بين الكومبيوتر والاتصال وللدلالة أيضاً على ظهور نظام اعلامي جديد يستفيد من تطور تكنولجيا المعلوماتية ويندمج فيها . ويطلق عليه اعلام الوسائط التشعبية Hypermedia لطبيعته المتشابكة وإمكانية خلقه لشبكة من المعلومات المتصلة ببعضها بوصلات تشعبية او وصلات قاطرة Hyperlinks ، وهنا نحن معنيون بميزات خاصة بشبكة الانترنت التي اعطت ميزة التشعبية والوصلات Links لما ينشر او يبث داخلها , كما يطلق على بعض تطبيقات هذا الاعلام المستحدث , اعلام الوسائط المتعددة Multimedia لحالة الاندماج التي تحدث داخله بين النص والصورة والفيديو.
ونلاحظ ارتباط بعض هذه الاسماء بتطبيقات الكومبيوتر , فبعضها خرج من طبيعة الوسيط الاتصالي وأخرى من خبرات ثقافية يصعب ايجاد تعبير مقابل لها خارج البيئة التي ولدت فيها , كما أن بعض الاسماء يشير الى تطبيق جزئي من تطبيقات الاعلام الجديد او احدى ميزاته كما هو الحال بالنسبة للتسميات التي تنطلق من ميزات شبكة الانترنت , وبعضها يلم بأطراف اخرى من الوسائل مما يوسع من قاعدة التعريف ومن قاعدة الوسائل والتطبيقات والخصائص والتأثير للاعلام الجديد بشكل عام .
ان الإعلام على شبكات التواصل الاجتماعي الجديد اعلام تعددي بلا حدود ومتعدد الوسائط ليؤدي ادواراً جديدة ، متنوعة لم يكن بوسع الاعلام التقليدي تأديتها، فهو على سبيل المثال لا الحصر وسيلة تعليم و منافس تلقائي للمدارس ، هو منافس لوسائل الاعلام الجماهيرية ، هو الان وسيلة انتاج فني لبعض الفنون التي ارتبطت نشأتها به ، و هو يعمل في سياق مؤسسات جديدة تختلف كثيراً عما عهدناه في وسائل الإعلام التقليدية، فهو ليس إعلام صحفيين وكتاب وقراء، ولكنه مجتمع متفاعل يتبادل فيه الأعضاء خدماتهم ويحصلون على احتياجاتهم الأساسية ويمارسون أعمالهم اليومية.
يجب علينا ان نقر ان تغييرا كاملا يلمس الوسائل الاعلامية القائمة تكنولوجيا وتطبيقيا ، واعلاميا ومهنيا ووظيفيا ، كما أن هنالك مستحدثات اعلامية غير مسبوقة تأخذ مكانها الان ، وقد جاءت بتطبيقات وخصائص جديدة ، وان حالة جديدة من الاداء العالمي والتعامل الجماهيري مع الاعلام و اصبحت وسائل الاعلام حسب الطلب Mass Customization تأخذ مكان وسائل الاتصال الجماهيري Mass Media ، وأن نقر ايضاً ان عملية تحويل وتغيير جذرية تتم للوسائل القائمة Metamorphosis عندها ستكون جميع اجهزة التلفزيون وجميع اجهزة الراديو خارج نطاق الاستخدام كونها اجهزة تعمل في اتجاه واحد One-Way والتغيير الجاري يتجه نحو بناء وسائل تفاعلية Interactive Media هنا تعمل جميع الاجهزة التقليدية وغيرها على منصة الكومبيوتر وتصنع عالما اتصاليا جديدا ثنائي الاتجاه Tow -Way له مزايا لم تكن تتوفر في الاعلام القديم .
و يعد مفهوم المضامين التي ينتجها المستخدم User Generated Content) UGC) من أحدث المفاهيم المرتبطة بصحافة الإعلام الجديد. وهو مفهوم يعد تطوراً لمفاهيم سابقة شغلت الدراسات الصحفية في السنوات القليلة الماضية مثل مفهوم التفاعلية(Interactivity)،وصحافة المواطن(CitizenJournalism)،وصحافة المشاركة (Participatory Journalism).
ومع انتشار وتزايد أهمية ومكانة وسائل الإعلام الجديدة، بدأ هذا المفهوم يحظى باهتمام بعض الباحثين، باعتباره يعكس تحولاً جذرياً في المفاهيم الصحفية التقليدية، وطبيعة العلاقة بين المشاركين والمستهدفين من العمل الصحفي.
عوامل انتشار هذا مفاهيم اعلامية جديدة :
-تصاعد أهمية الإنترنت لتمتعها بالعديد من السمات التي تمكن المستخدمين من إنتاج مضامينهم بأنفسهم ونشرها بيسر وسهولة.
-الاعتماد المتزايد على الرقمنة في العمل الإعلامي.
-سهولة التواصل والاندماج بين الأجهزة المستخدمة في إنتاج هذه المضامين وانتشار مساهمات المستخدمين في ساحات ومنتديات الإنترنت والمدونات والمواقع المختلفة، وعبر الوسائل التفاعلية المتنوعة.
-تصاعد التنافس بين المؤسسات الإعلامية لشراء أكثر المواقع استضافة لمضامين المستخدمين كما حدث مع موقع يوتيوب. وهي مساهمات من المتوقع أن تتضاعف نتيجة لتوفر العديد من الأشكال التفاعلية التي تسمح للمستخدمين بتقاسم وتشارك المعلومات مع بعضهم البعض.
-ارتباط بعض الأحداث بهذا الاعلام الصاعد ، فقد برزت أهمية مفهوم المضامين التى ينتجها المستخدمون في أعقاب بعض الأحداث العالمية البارزة والكوارث الكبرى مثل كارثة إعصار تسونامي في نهاية 2004، وهجمات لندن سنة 2005، وأحداث لبنان سنة 2006، ، واحداث ثورات العالم العربي التي بدأت مع نهايات عام 2010 ، وبدايات عام 2011 ، حيث لعب المواطن العادي دوراً مهماً في تغطية هذه الأحداث سواء كشاهد عيان أو كصحفى أو كناشر للمعلومة والصورة والفيديو..، وباستخدام تقنيات بسيطة مكنته من منافسة أعتى الوسائل الإعلامية التقليدية، وتحقيق بعض الانفرادات الصحفية التي لم تتيسر لهذه الوسائل، وقد دفع نجاح مثل هذه التجارب بعض المؤسسات الإعلامية البارزة لإعطاء مساحة اهتمام أكبر للمضامين التي ينتجها الجمهور، وتضمينها تغطيتها الإعلامية.
بدأ البعض يتحدث عن نهاية مصطلح الجمهور التقليدي (audience)، والدعوة لاستبداله بمصطلح المستخدمين(Users)، باعتباره يتجه مباشرة للمعنيين بالتواصل مع هذه المواقع والجمهور الفعلي لها، وباعتباره يتصل مباشرة بالأفراد الذين يقومون بالفعل بتغطية الأحداث والتعليق عليها وتحليلها، وباعتبار أن العلاقة بين الجمهور والوسائل الجديدة لم تعد قائمة على التلقي بمعناه الكلاسيكي، أي عبر المشاهدة والاستماع والقراءة، بل على الاستخدام النشط عبر سلسلة لامتناهية من العمليات (النسخ، الطباعة، إرسال المقالات، إعادة نشر موضوعات على الشبكات الاجتماعية والتعليق عليها وتصنيفها ونصح الآخرين بتصفحها..وغيرها ).،،،،
طورت تكنولوجيا الاعلام الجديد وسائل الاعلام التقليدية وغيرها وألغت الحدود الفاصلة بين طبيعة كل وسيلة بل وألغت الحدود الجغرافية ومشاكل البث ،، وتطورت صناعة السينما والصحافة والإذاعة والتليفزيون ،، ويحمل سمات هذا الاعلام الجديد نفس سمات العصر من سرعة ودمج وتناقضات ،، سقطت الحواجز بين القريب والبعيد ،،بين الواقعي والخيالي ،، بين المرسل والمستقبل ،،لكنه أنتج سوء توزيع المعلومات وفروق في الترفيه ،،، فقد ترتفع خدمات الاعلام الجديد حاليا وقد يكون ليس في مقدور كل الناس بنفس السرعة ونفس القدر ، فأنقسم المجتمع الى طبقتين إحداهما تتسم بالثراء المعرفي والقدرة على جمع المعلومات ومن ثم القدرة على اتخاذ القرارات والأخرى تتسم بالفقر المعرفي ،، هذه الفروق مع تزاي الخدمة المقدمة وانخفاض سعرها مع الوقت قد تنتهي ،،
يتميز الاعلام الجديد بعدة سمات
التحول من التماثلي( analog ) الى رقمي ( digital. )
التفاعلية ( enter active )
تفتيت الاتصال ( demassification )
اللا تزامنية ( Asynchronization )
القابلية للتحرك ( Mobility )
القابلية للتحويل ( convertibility )
القابلية للتوصيل ( Connectivity )
الشيوع او الانتشار ( Ubiquity )
الكونية ( Globalization )
تكنولوجيا الاعلام الجديد ( Technology new information ) من حواسب ، اتصال كايلي ، أقمار صناعية ، ميكروويف ، ألياف ضوئية ، اتصالات رقمية ،