تسعى كل مواثيق الشرف والعمل الاعلامي في العالم ( غير معمول بها ولا معترف بها لدينا ) ' الى إرساء عدة قواعد تنطبق على كل الاعلام المقروء والمسموع والمرئي في كل الوسائل التقليدية والجديدة و تسعى لأهداف محددة منها على سبيل المثال :
- حماية الجمهور من أي استخدام غبر مسؤول للاتصال أو ضد التوجهات الاجتماعية لها أو استخدامه للدعاية.
- حماية القائمين بالاتصال من أن يتحولوا بأي شكل من الأشكال لقوة لا تقدر مسؤوليتها تجاه مجتمعاتها أو احتمالية تعرضهم لإذلال أو لأي ضغط يتعرض لأدوات المهنة أو لتأثيرها على الجمهور ،،،،
-حماية الوسائل الإعلامية والإعلاميين بقوانين تحميهم وتحمي حقوق الحصول على المعلومات من مصادرها ،،
وغيرها ،، إيماناً وتأكيداً ان الاعلام كلمة يترتب عليها الكثير من الأفعال ،،
بينما نحن مازلنا نسعى وراء ما ورد في أدبيات الصحافة أنّ عضّة الكلب للرجل ليست خبراً ، نلهث وراء أشهر التعريفات التي جرت صياغتها في نهاية القرن التاسع عشر حول تعريف الخبر ذي القيمة الإخبارية , مستحق النشر, وهو خبر الإثارة والخروج عن المألوف، فعندما يعض الكلب رجلاً فليس هذا بخبر، ولكن عندما يعض الرجل كلباً فهذا هو الخبر، وتم التأكيد على هذا التعريف في القرن العشرين وقد امتد أثره في التناول الإعلامي إلى يومنا هذا. ،،
يذكرنا ذلك بنقاش حاد على احدى الفضائيات المصرية في عام ٢٠٠٧ حول قصة أحد الأمراء المقيمين في أحد فنادق القاهرة وكلابه، حيث عضت كلاب الأمير في الحادثة الأولى فتاة مصرية كانت تعبر الطريق أمام الفندق مع والدها، وفي الحادثة الثانية كان الضحية فتىً مصرياً آخر، الضحيتان حدثت لهما أضرار جسيمة ، وقال محامي الأمير في البرنامج: "نعالج الولد كما عالجنا البنت.. و عض كلب لبني آدم ده أمر وارد حدوثه"! (نعم امر طبيعي ،،ووارد ،،!!و يبدو ان شخصاً ما سرب أدبيات الصحافة من كليات الاعلام الى كليات الحقوق والقانون !!! )
ثم أمرت النيابة المصرية في التحقيق بـ... بماذا ..؟؟؟؟؟... بضبط وإحضار الكلب!! ،،، وحتى لا استسلم لسوء الظن راجعت اهل القانون في هذا الشأن قالوا يجوز ذلك ربما لفحص الكلب أو إجراءات اخرى ،، لكن هل هذا وفقط !!!؟؟؟؟
بينما في الولايات المتحدة تدخل فتاة السجن بتهمة انها عضت كلب العائلة، حيث احتجزت الشرطة الأمريكية شابة بتهمة عضّ كلب العائلة، وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الفتاة عادت إلى منزلها ثملة وتصرفت بعنف مع أمها وعضت كلب العائلة من نوع بولدوج الذي عُثر بجسمه على آثار ٣ عضات، وحضرت الشرطة إلى المنزل بعد اتصال من الجيران للشكوى من علو الصراخ، ودفاعا عن الكلب المسكين الذي لم تستطع الاسرة التي تأويه ان تحميه ،،،،،،بينما الفتاة هي الاخرى قد خضعت لعناية طبية بعد أن عضها الكلب في ظهرها دفاعاً عن نفسه ثم نقلت إلى السجن الذي خرجت منه بعد دفع كفالة بقيمة ٣ آلاف دولار،،،،
.... فمتى نعيد ترتيب القيم الإعلامية التي نصدِّرها لمجتمعاتنا ..خاصة بعد وأثناء احداث كبرى تغير وجه الوطن والأحداث والناس ؟؟!! ،، غضب وفقر وثورة ،،فهل يكون على هذه الحال اعلام يسعى للتغيير والتطوير ويقوم بدوره المنشود ؟؟!!
لست بحاجة الان ان أؤكد ،،انني ايضا ، ،،في القضايا التي يتناولها الاعلام ،،من أنصار حقوق ال،،،،، حيوان ،،
افكار من كتابي #الاعلام_شنقا
#د.نادية_النشار