authentication required

 

استكمالاً لموضوعنا ماهو الخوف الأساسى ؟

إنه الخوف من الموت ......كل المخاوف الأخرى من القطط والفئران والظلام والكهرباء والارتفاعات وغيرها ماهى إلا انعكاسات عن هذا الخوف الأساسى .... كل المخاوف يمكن أن نرجعها إلى خوف واحد من الموت ، خوف من أنه : " يوماً ما سأختفى ، يوما ما سأموت وانتهى .... أنا الآن حى وموجود واليوم أت لامحالة سأزول فيه من الوجود ".

  ولكى نتجنب ذلك نسلك طرقاً تتيح لنا أطول حياة ممكنة ونحاول تحصين حياتنا وتأمينها .... فنبدأ بمسايرة الناس وطال عمرك وياباشا ، ويابرنس وياوزير .......... وتدريجيا نصبح أكثر أماناً وضماناً بسبب الخوف ... ثم نصبح مشلولين لأنك كلما ازددت أماناً واستقراراً كلما نقصت منك الحيوية والحياة .

  الحياة موجودة فى روح التحديات وفى الأزمات ، الحياة تحتاج إلى عدم الأمان !. عندما تمر بك حالة من التحدى أو تهديد الأمان ستجد أنك أكثر حيوية وتيقظ ، ولهذا يصبح الأغنياء أغبياء : سترى فيهم نوع من البلاهة والغباء والخدر طوال الوقت .. إنهم آمنون جدا ولايوجد أى تحدى أمامهم ، لذلك لايحتاجون لأن يكونوا أذكياء ! طالما أنهم فى أمان . الذكاء مطلوب فقط فى تحديات الحياة ، وعندها تقوى ناره لتحقيق المعجزات

 بسبب الخوف من الموت نركض وراء الأمان والضمان من حساب البنك إلى تأمينات الحياة ، والمال نصبح مواطنين فى دولة ما ، ننضم إلى تيار أو حزب سياسى ..... ونصبح معلبين ومتقوقعين . كل هذه طرق لإيجاد الأمان ، لإيجاد مكان تنتمى إليه فتشعر بالأمان كانتمائك إلى وطن أو دين ... وبسبب هذا الخوف يستمر رجال الدين والسياسة باستغلالك . إذا لم تكن واقعاً فى فخ الخوف لايمكن لأحد أن يستغلك.

 بمجرد أن تعرف هذا الفناء الداخلى فلن يكون هناك أى خوف من الموت ، لأن الموت قد حصل مسبقاً !!!! لقد حصل فى فن الفناء لقد اختفيت تماماً فيه ، فكيف يمكن أن تخاف بعد الآن ؟ خائف من ماذا ؟ وعلى ماذا ؟ ومن سيكون هناك لكى يخاف ؟

 فى الفناء سيختفى كل الخوف بسبب حدوث الموت قبل حدوثه .. موتوا قبل أن تموتوا ... لم يعد هناك أى موت ممكن الحدوث ..ستشعر بنوع من اللاموت ، نوع من الخلود مع الواحد الأحد فى هذا الوجود.

لقد حل البقاء فيك بعد حال الفناء ... والآن لن تبحث عن أى أمان لزوال الحاجة الزائفة إليه ... هذا معنى مايقال دون أى فهم : الأمان بالله .

<!--<!--<!--

هذه هي حالة أهل الله وأهل الحق والطريق... حالة من لا يريد إلا رضاه... وأيها الحق لم تترك لي صديق..... هذه هي حالة الإنسان الذي ليس بحاجة إلى أي انتماء لأي بلد أو دين أو أي علبة فارغة ليسكن فيها.

<!--<!--<!--

فقط عندما تصبح فانياً يمكن أن تصبح ذاتك.. يبدو الأمر متناقضاً.

ولن تحتاج للمساومة لأن المرء يساوم مدفوعاً بالخوف والطمع...

ويمكنك أن تعيشاً متمرداً إلى الحق وثائراً حقيقياً لأنه ليس لديك شيء لتخسره...

لا شيء يسبب لك الخوف... لا أحد يستطيع قتلك، لأنك قمتَ بذلك بنفسك!

لا أحد يمكنه سلب أي شيء منك، لأنك قد رميتَ كل ما يمكن أخذه منك..

أنت الآن في فناء... أنت فناء... لذلك تبدو الظاهرة متناقضة:

في هذا الفناء ينبع أمان عظيم من العظيم.. استقرار ما بعده قرار... لأنه لا يوجد أي موت ممكن الحدوث... فقط الانتقال والنمَوت...

ومع اختفاء الموت يختفي الزمن أيضاً... وتختفي كل المشاكل التي سبّبها الموت عبر الزمن... في اليقظة بعد هذا السبات وزوال المشكلات ستبقى فقط السماء الصافية.. مليئة بالأنوار الإلهية الشافية.... المكان الذي أشار إليه كل الأولياء.

<!--<!--<!--

مقام الفناء هو سابع المقامات السبعة.. سُدرة المنتهى والنهاية... كل التقنيات والطرق والتأملات ضرورية حتى الوصول إلى المقام السادس، بعدها سترى أن الفناء هو المطلوب للقاء.

في المقام السابع سترى بنظرة تجاوزية وأبدية تختلف عن النظرة العادية. ومن الهام أن نعرف كيف يظهر الخالق في المخلوق.. الأبدي في المحدود... الباطن في الظاهر... وبنفس الوقت الظاهر هو الباطن أيضاً... الشيء واللاشيء..

الله يتكامل بنا ليُعرف... الإنسان بذرة الله والله بذرة في قلب الإنسان..

المصدر: كتاب : من المعرفة إلى العرفان تأليف : آشو
  • Currently 51/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
18 تصويتات / 678 مشاهدة
نشرت فى 29 نوفمبر 2010 بواسطة tulipe

ساحة النقاش

tulipe

tulipe
IDB »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

293,886