هناك ثلاث حالات للفكر :-
الحالة الأولى هى المحتوى والوعى :-
أنت دائماً ممتلئ الفكر ،فكرة تأتى وتروح ، رغبة ، غضب ، طمع ، وطموح الفكر دائماً مشغول ليل ونهار كل يوم عندما تكون مستيقظاً نسميه "تفكير" وعندما تكون نائما تسمية " حلم " لكنها الآلية ذاتها .. الحلم شئ بدائى أكثر ليس إلا ، لأنه يفكر عبر الصور فهو يستخدم الأشكال والألوان .فالحلم أكثر بدائية من التفكير فأحلامك فيها حقيقة أكثر من يقظتك لأنك أكثر بدائية وأقرب إلى أصلك ، فى أحلامك لاتحاوا خداع أى شخص بينما فى النهار لديك طبقات من الشخصية تحيطك وتخفيك ومن الصعب جداً معرفة الشخص الحقيقى وراءها أما فى الليل ، مثلما تنزع عنك ثيابك ستزول الشخصية .. لن تحتاجها لأنك لن تتواصل مع أى شخص ستظل بمفردك فى السرير ، لن تكون حتى فى هذا العالم بل فى مملكتك الخاصة بك فلا داعى للإختباء أوالتظاهر .
الحالة الثانية هى الوعى دون المحتوى :-
وهذا هو التأمل أنت متيقظ تماماً ، وهناك فجوة من الصحوة . لاتمر بك أى فكرة ، وأنت يقظ لست نائم.
الحالة الثالثة وهى الذوبان :-
عندما يختفى المحتوى أى الشئ المنظور ، فلايمكن للناظر أن يبقى لفترة طويلة ، لأنهما يتواجدان سوية وينتجان بعضهما البعض .
عندما يبقى الفكر دون أفكار سيتجول قليلاً هنا وهناك ، نتيجة استمرار حركته السابقة . دون المحتوى لن يبقى الوعى لفترة طويلة لانعدام الحاجة إليه ، لأن الوعى هو دائماً " وعى لشئ ما " .... عندما يسألك أحدهم هل أنت واعى ؟ ستقول له : واعى لماذا ؟
إذاً أولاً تختفى الفكرة ثم يختفى الوعى وراءها. بعدها تأتى الحالة الثالثة وهى ذوبان القطرة فى بحر الفطرة . لايوجد محتوى ولا وعى لكن تذكر هذا الإختفاء للمحتوى والوعى ليس حالة من اللاوعى ، بل هو حالة من الوعى الفائق من الوعى التجاوزى .
الوعى أصبح واعياً فقط لنفسه .... استدار 180 درجة ونظر إلى الداخل واكتملت الحلقة.
إذاً أولا ارم المحتوى من فكرك فتصبح نصف فارغ ، ثم ارم الفكر والوعى فتصبح مكتمل الفراغ .. وهذا الفناء المكتمل هو أجمل شئ يمكن أن يحصل لك أعظم بركة وكرامة يمكن أن يكرم بها الإنسان على مر الزمان .
فى هذا الفناء وزوال الأنا والنفس هناك كل الإستقرار والأمان ستفاجئ بمعرفتك لهذا : الأمان والإستقرار الأبدى التام يتحقق بفناء ذاتك
سيختفى كل الخوف لأنه ماهو الخوف الأساسى ؟؟؟؟
تابع الجزء الثانى
ساحة النقاش