لقد استوقفتني كلمة أوباما الأخيرة أمام الأمم المتحدة خاصة في المقطع الذي أشار فيه فقال بمنتهى السهولة :

* أنا مسيحى مثل غالبية الأمريكيين، ومع ذلك، فإننا لا نحرم التجديف ضد أقدس معتقد!!

قول يرمي به في قاع جهنم  سبعين خريفا إن كان مسلما , فما بالك وهو لايدين بالاسلام ! , وصحيح ما شاع في القول العام ( ليس بعد الكفر ذنب ) غير أنه قول له من الدلالات الكثير  أوله أنه لمبكي ومضحك في نفس الوقت

مضحك لانه في تقديرنا قول سفيه , ومبكي لاننا لانعلم كيف ننقذ هذا المسكين أوباما نحن المسلمون ننقذه من النار , وماهو الدور المنوط بنا كمسلمون في التوعية والتعريف ,بالدين الحق

من هنا فالغيرة التي صاحبت الفلم المسيئ كانت رائعة وإن أحدثت تجاوزات تجب المراجعة معها , والفلم المسيئ رغم بذائته  أفصح عن غياب الدور التوعوي للمسلمين داخل هذه البلاد بل و داخل بلادنا أيضا , دور  يسأل عنه المراكز الاسلامية المنتشرة في كافة البقاع , الى جانب رؤوس الدعوة وعلمائها في بلاد الاسلام

إذ كيف اجد قوما لايقيمون قداسة للمعتقد قدر قداستهم للأثر المنحوت تمثالا كان أم صورة أوحتى بيت قديم  كان مبنيا منذ  عشرات السنين فقط وقد شاهدت منذ قليل الحرص التام على نقل هذا البيت  في احدى ولايات الغرب الأمريكي بيت أثري تاريخي حرص صاحبه ألا يهدم لقرب الزحف العمراني وتكلف مقابل نقله من مكانه أكثر من 500ألف دولار أمريكي !!

ولا يقيم من ثم قداسة وتقديرا للعقيدة الايمانية وبالتالي لايجرم انتهاك هخذه القداسة التي طالما طالها الانتهاك مرات تلو الأخرى غفلت عنها القلوب والنفوس فلا معنى لما بعد الموت ولا معنى لآخرة وحساب

من هنا فالغيرة الرائعة التي صاحبت الفلم المسيئ , كانت غيرة في محلها والتي بغيرها لطمست العقيدة وحبها وأثرها وغاب تعظيم الله سبحانه والذي لايزل بفضل الله يقر في القلب والنفس ويحرك المشاعر والأفئدة في رحمة رائعة تفتقدها الشعوب الأوربية وغيرها والحمدلله على نعمة الاسلام

فلا تدهش وأنت تسمع وتشاهد رد الفعل البارد لدى الأوربيين وغيرهم من غير المسلمين لهذه الغيـرة الايمانية الصحيحة غيرة ليعلم بها من لايعلم أن القداسة للعقيدة أكبر عند الله من قداسة أثر أو بيت قديم