.
بقلم سيدمحمدالياسري
لماذا راودت الكثير من الدارسين وناقلي الخبر والمؤلفين ؟ لماذا اختارها علي بن ابي طالب ؟ لماذا استشار عقيل فيها؟ لماذا خلفت الزهراء ع ؟ لماذا لقبها ام البنين؟ والـ ( لماذا ) الأصعب ... لماذا لم تهتم باستشهاد ولدها عبدالله عندما قال ( بشر ) لها : عظم الله لك الاجر بعبدالله ! فترد عليه : سألتك عن ابي عبدالله الحسين ! وكذلك لماذا لم تهتم وهو يتلوا خبر ابنها عثمان ثم جعفر ؟ ولماذا سقط الطفل الذي تحمله عند ذكر ولدها العباس ؟ ولماذا بعدها قالت قطعت نياط قلبي اسألك عن ابي عبدالله؟
رحلة لماذا استمرت عبر التاريخ وسجلت مبررات وحجج ونظريات وبراهين ، الا الّا ان كل زمان تتولد الأسئلة وتزداد ويزداد العطش ( للجِربة) التي يحملها ولدها العباس ؟ تعطش الناس بالاسئلة كما عطشت رقية وزينب والرضيع وكلما ظل الماء مدى ؟ ظل القلم يسأل بمداده عن ام البنين !
لماذا تسأل عن الحسين ع و( بشر) أول مادخل للمدينة قال: قتل الحسين ، لماذا تسأل وبشر يرق عليها لاولادها وهي تسأل عن الحسين ع ؟ لم هل هي لم تصدق بالخبر؟ او الرواية فيها الخلل ؟ الرواية صادقة ، لاغبار عليها ، اذا لماذا تسأل ام البنين ؟
لكونها بالمدينة فزوجة الرسول ص ام سلمة رض عندما سمعت الناعي ( بشر ) تأكدت وهي ببيتها وقيل قبل بشر وهي الرواية الادق ، لان قبضة الرمل التي أعطاها لها الرسول ص لزوجته ام سلمة رض انها تصير حمراء دم عبيط بقتل الحسين ع حين يهاجر الى ارض بقرب الكوفة تدعى كربلاء او الطف او نينوى ، فهل تنتظر احد ام سلمة رض او تنظر الى الرمل في كل يوم بعد وداع ريحانة رسول الله ص كي تتأكد من ذلك ؟ وام البنين معها ! من المكن ان معطيات الحدث تدل على ان علوم الحسين ع صادرة مسبقا ولاسيما حين دخل الناعي وهو يصيح قد قتل الحسين بن علي بن ابي طالب ! فما الداعي للسؤال !؟
يمكن ان نضع " طرحا " يساوي معطيات التاريخ ان سبب بقاء ام البنين كان ترتيبا وتخطيطا للخط الإسلامي الإلهي الذي يؤكد للناس شرف وخصوصية الحسين ع في مجتمع العربي بالجزيرة الذي حوله جمع غفير بين حاج للكعبة وزائر لقبر الرسول ص ، وان الاهتمام البالغ الذي قدمته دليل على ان السيدة العظيمة تمتلك ايمانا يدعوها لحمل رسالة عظيمة مفادها مكانة الامامة والزعامة الإسلامية والخط الصحيح والمرتب باستلام خلافة الإسلام هو الحسين ع.
مايثيرينا ان الطفل الذي كانت تحمله وتطلعنا الروايات ان عمره سنتين او مادون ذلك قد تخلخل حين سمعت بان العباس ع قتل وسقط من يدها ، لكن لفتت الناس حين قولها لقد قطعت نياط قلبي اسألك عن الحسين ع وهو تقديم جعل الناس ان تلتفت اليها ولاهمية الامام الحسين ع ابن زوجها والذي لم تنظر له ابن زوج وخدمته على انه ابن فاطمة الزهراء ، وان اسمها غيرته خوف ان ينجرح عندما يسمع الحسين ع اباه يصيح فاطمة فيذكر امه؟ لا بل شعور بالامامة والزعامة وسقوط الطفل تريد ان تضع أهمية صاحب اللواء لمعسكر الحسين ع وكأنها عالمة بذات المعركة ! والتسلسل بالحدث واطالته من ابنها عبدالله الى العباس يشد الناس الى السؤال : لماذا تسأل عن الحسين ع؟ بهذا الحوار البسيط فتحت السيدة ام البنين افق ومدراك التاريخ للدارسين ، ليس حسب الامامة ، بل كل محاولات طمس اثار القصة التي حاولوا بني امية ان يغطوها بدثارهم ، وتسد حججهم الواهية ، كما تشير الى تخلف الناس عن الحسين ع وكأَنها تعلمهم بكلمته ووصيته للناس بعد ان ابدوا له على انهم ناصحين له وليس تخلف عن نصرته وتقهقهر فهي تذكرهم بمقولته فيهم : من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح.
فاذا كانت هذه المقولة والبصيرة ثابتة فلماذا تسأل ؟ انها تقول لهم انه الشهيد والفتح هذا لم تدركوه أيها العرب؟ وان كل الحزن الذي ابدته واخذ بها كان على الحسين ع ، لم تعش طويلا بعد ١٠ محرم ٦١ هـ ، فقد انتهت حياتها التي ليس فيها طعم من دون الحسين ع والتي غيرت حتى اسمها خوفا منها عليه ان يسمع : فاطمة
ما اعظمها وهي تجود بنفسها وابنائها الأربعة ، وعلى رغم المصيبة فهي مدرسة عظيمة قامت بالتوعية وجلب انتباه المجتمع الذي يتغفل عن الحقيقة ! ويتبع اهواءه مع القتلة، ... ظلت بعد حبيبها الحسين ع حتى ١٣ جمادي ٦٤ هــ ، كي تلتحق به ، وهي مدركة للاثنين الشهادة والفتح ..
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات
