بقلم محمد سعيد أبوالنصر
لأن الفقر واحد من المواضيع المهمة والذي يعاني منه المجتمع فما زال حديثنا موصولا عنه ووقفنا عند الحديث عن خطوط الفقر وشرحنا عدة خطوط منها خط الفقر المطلق وخط الفقر النسبي ، ولنكمل بقية الخطوط .
د-خط أو مؤشرات الفقر البشري (فقر الحياة والفرص) (Poverty Indicators)
وهذا الخط يطلق عليه فقر الحياة والفرص "،ومحتوى هذا الفقر يتصف بالتنوع وهو يقيس الحرمان البشري في مجالات التنمية البشرية الأساسية والمؤشرات المستخدمة هي العمر المتوقع عند الولادة والنسبة المئوية للسكان الذين لا يتوقع لهم أن يعيشوا حتى سن 40 سنة ، والنسبة المئوية للأمية بين البالغين ، ومعدل معرفة القراءة والكتابة لدى البالغين ، والنسبة المئوية للسكان الذين لا تتوفر لهم سبل الحصول على الخدمات الصحية والمياه المأمونة والصرف الصحي ، وأخيرا النسبة المئوية للأطفال ناقصي الوزن دون سن الخامسة .
ونستطيع حساب دليل الفقر البشرى في البلدان النامية من خلال المعادلة التالية
دليل الفقر البشري ـ 1( 3p1+ p2+ p3 /1 )
حيث أن : p1 ـ الاحتمال عند الولادة بعدم العيش حتى 40 سنة ( مضروبا بمئة )
P2 ـ معدل الأمية لدى البالغين .
P3 ـ المعدل غير المرجح للسكان الذين ليس لديهم فرص الوصول إلى مصدر مياه محسن ، وللأولاد دون الوزن السوى ( تحت سن الخامسة ) ."
أما دليل الفقر البشري ، والخاص في البلدان المتقدمة ، فيحسب بالمعادلة التالية:
دليل الفقر البشري _2 =( p1+ p2+p3+p4) حيث أن : p1 = الاحتمال عند الولادة بعدم العيش حتى (60) عاما ( مضروبا بمئة ) .
P2 = البالغين المفتقرين إلى المهارات الوظيفية في الالمام بالقراءة والكتابة .
P3 = السكان تحت عتبة الفقر على أساس ( 50 % من متوسطات دخل العائلات الجاهز للإنفاق )
P4= معدل البطالة الطويلة الأمد ( 12 شهرا أو أكثر ) أو ما يطلق عليه الاستبعاد الاجتماعي .
هـ-خط الفقر الاجتهادي:
بالإضافة إلى خط الفقر المطلق وخط الفقر النسبي، هناك ما يعرف بخط الفقر الاجتهادي الذي تستند وتقوم فكرته على أن مسألة تحديد الفقر هي "مسألة تعتمد على ما يجتهد به الأفراد في المجتمع من تقدير للحد الأدنى لمستوى المعيشة الذي يعد مقبولا" اجتماعيا " في ذلك المجتمع ، وبهذا فإن خط الفقر الاجتهادي لا يتغير بتغير المكان والزمان فحسب ، وإنما يختلف أيضا بالأفراد بمقدار اختلاف الأفراد ضمن المجتمع نفسه والمدة الزمنية نفسها، وقد لوحظ أن تقدير الأفراد بمقدار الحد الأدنى المقبول للمعيشة يميل إلى الارتفاع عادة بارتفاع دخولهم وهي المشكلة الرئيسة لتقدير هذا الخط ".ويعد خط الفقر المطلق وما يشتق منه من مؤشرات هو الأنسب بالنسبة للدول المنخفضة الدخل ، فتلك الدول تسعى إلى توفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للسكان ،أما بالنسبة للدول المرتفعة الدخل فإن خط الفقر النسبي، وما يشتق منه من مؤشرات، هو الأنسب لها، لأن تلك الدول تمتلك عادة شبكات أمان مختلفة تتضمن حصول كافة السكان تقريبا على الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية ، ولهذا فإن مشكلة الفقر فيها هي مسألة عدالة التوزيع أكثر مما هي مسألة توفير الحد الأدنى المذكور، وعلى هذا فإنه يلاحظ أن خط الفقر المطلق هو المعمول به النسبة للدول النامية في حين يلقى خط الفقر النسبي والاجتهادي اهتماما أكبر في الدول المتطورة. ويمتاز خط الفقر المطلق بأنه يتيح إمكانية المقارنة بين الدول وبين الأزمنة المختلفة وذلك باعتباره يعتمد على معيار الاحتياجات الأساسية للإنسان الذي يفترض ثباته إلى حد ما من مكان لآخر أو من زمان لآخر. وخط الفقر النسبي لا يتيح نفس الإمكانية للمقارنة لأنه يعتمد على مستوى الدخل وكيفية توزيعه وهما عرضة للتغير بتغير المكان والزمان، مثلما هو الحال بالنسبة لخط الفقر الاجتهادي الذي لا يختلف باختلاف المكان والزمان فحسب بل يختلف باختلاف الأفراد أيضا ،فإجمالي تكلفة السلع المطلوبة لسد الاحتياجات الاستهلاكية الأساسية لفرد تختلف عن الاخر .كما أن هذه الأسلوب يتطلب بيانات ومسوحات إنفاق ودخل كل أسرة كل على حده
6-كيف تتم عملية تقدير خط الفقر؟
تتم عملية تقدير خط الفقر بناءا على الحاجة اليومية لجسم الإنسان من الطاقـة، أو السـعرات الحرارية والتي تمكنه من ممارسة حياته الطبيعية، وأداء واجباته اليومية، ومن ثم يتم تحويل هذه الطاقة إلى عدد من سلات الطعام تشمل الوجبات اليومية الرئيسية ، مع الأخـذ بعـين الاعتبـار تقلبات الأسعار، والأنماط الاستهلاكية المختلفة من بلد لآخر، ومن فئة اجتماعية لأخرى ضـمن البلد الواحد وقد تضاف حاجات أخرى، مثل الحاجة إلى السكن، والملبس، وأجور النقل، وبالتالي فان القيمة النقدية لكل هذه الحاجات تعتبر الخط الذي يقسم المجتمع إلى فقراء وغير فقراء.. صحيح من خلال خط الفقر يمكن معرفة عدد الأفراد أو الأسر الذين هم تحت خـط الفقر، وكذلك يمكن أيضا من خلال هذا الخط تقيم سياسات مكافحة الفقر. إلا أنه يبقـى عـاجزا عـن معرفة عمق وشدة الفقر، وكذلك معرفة الفجوة بين دخل الفقراء وخط الفقر، لذلك تـم اسـتخدام مقياس شدة الفقر، ومقياس فجوة الفقر للتغلب على هذه الثغرات.
7-الأساليب أو المؤشرات المتبعة في قياس الفقر
تتعدد وتتنوع طرق ومناهج قياس معدلات الفقر وذلك نظرا لتنوع طرق ومناهج تحديد مفهوم الفقر وأنواعه وفقا لما أشرنا إليه سابقا ، ويمكن التميز في هذا الإطار بين هذه الأساليب لقياس الفقر : ولقد صنفت المحاولات التي جرت لقياس الفقر على النحو التالي:
أ- دخل الأسرة
يعبر هذا المؤشر عن قدرة الأسرة على الحصول علـى السلع والخدمات الاستهلاكية التي تعد المحور الأساسي لمستوى المعيشة . ومن الصعوبات التي تعترض هذا المؤشر تحديد الدخل الذي يمثل الحد الفاصل بين الأسر الفقيرة والأسر غير الفقيرة، وتباين الأسر من حيث حجمها وتركيبتها وفقا للعمر والجنس ،وتغيـر مستوى معيشة الأسرة التي قد لا يتطابق مع تغير مستوى دخلها، وصعوبة الحصول على بيانات دقيقة عن الدخل لعوامل اقتصادية واجتماعية غير أن استخدام مؤشر الدخل لقياس الفقر يثير عدة مشاكل نظرية وعمليـة. ففي الجانب النظري تبرز مشكلة تحديد مستوى الدخل الذي يمثل الحد الفاصل بـين الأسر الفقيرة والأسر غير الفقيرة، ثم إن تباين الأسر في حجمها وفي تركيبها مـن حيث العمر ونوع الجنس، ينبغي أخذه في الاعتبار سواء عند تقدير مستوى المعيشة أو عند تحديد الحد الفاصل المذكور. وعلاوة على ذلك فإن تغير مستوى معيـشة الأسرة قد لا يتطابق مع تغير مستوى دخلها، إذ إن جزءا من ذلك الدخل قد يوجه للادخار أو للإنفاق على جوانب تساهم سلبا في مستوى المعيشة، كتلـك المتعلقة بالإدمان على الكحول والمخدرات والقمار، وقد يكون العكس صحيحا حيث تتمتع بعض الأسر بمستوى معيشي يتجاوز مستوى دخلها عن طريق التصرف بما لـديها من مدخرات . وفي الجانب العلمي يصعب الحصول على بيانات دقيقة عن الدخل ، إما بسبب الميل إلى إعطاء بيانات مغلوطة عنه، تفاديا للـضرائب أو لعوامل اجتماعية أو غيرها، أو بسبب تعقد مكونات الدخل وصعوبة قياس تلك المكونات
ب . الإنفاق الاستهلاكي الإجمالي للأسرة:
استحدث هذا المؤشر لتلافي المشاكل الناجمة عن مؤشر دخل الأسرة ولكونه أكثر ارتباطا بمستوى معيشة الأسرة وإمكانية تقدير الإنفاق علـى نحـو أدق من مسوغات الأسرة التي تجمع فيها بيانات والاستهلاك الفعلي لعينات الأسر
ج متوسط إنفاق الوحدة الاستهلاكية
يعتبر هذا المؤشر استكمالا لمؤشر الإنفاق الاستهلاكي الإجمالي للأسرة . وقد استحدث لمعالجة مشكلة تباين الأسر في أحجامها وتركيبتها . ويتم احتسابه من خلال قسمة الإنفاق الاستهلاكي الإجمالي للأسر ة على ما يقابل حجمهـا من الوحدات الاستهلاكية، ويؤخذ على هذا المؤشر تفاوت إنفاق الوحدة الاستهلاكية من أسـرة لأخرى تبعا للموقع وما يتطلبه من زيادة أوخفض في إنفاق الوحـدة، واختلاف الكيفية التي يتم حساب عدد الوحدات الاستهلاكية "غير أن مؤشر إنفاق الوحدة الاستهلاكية ينطوي أيضا على مشاكل عديـدة، فارتفاع متوسط إنفاق الوحدة الاستهلاكية لفئة معينة من الأسر قد يرجع إلى ارتفاع ما تدفعه من الأسعار أو لأنها ملزمة بإنفاق مبالغ أكبر على جوانب معينة مقارنـة ببقية الفئات، كما هو الحال بالنسبة لإنفاق الأسر في المدن الكبيرة على المواصلات مقارنة بالأسر في المدن الصغيرة أو الريف، إضافة إلى أن ذلك المتوسـط يعتمـد على كيفية حساب عدد الوحدات الاستهلاكية"
د - نسبة الإنفاق على المواد الغذائية
يستخدم هذا المؤشر وفقا لوجهة النظر التي ترى أنه كلما ارتفعت نسبة الإنفاق على المواد الغذائية انخفضت النسبة التي توجهها الأسرة من إنفاقهـا علـى السلع غير الضرورية. وبالتالي، فإنه مؤشر أو دلالة على انخفاض مستوى المعيشة للأسرة. ويمتاز هذا المؤشر بأنه يتيح المقارنة بين مختلف الأسر حتـى وإن تباينـت أحجامها أو وحدات العملة التي تتعامل معها"
هـ-حصة الفرد من السعرات أو البروتين
يعتبر هذا المؤشر من المؤشرات الغذائية التي يمكن استخدامه للتمييـز بـين الفقراء وغير الفقراء وفقا لحاجة الفرد من السعرات الحرارية أو حاجته للبـروتين، وباعتبار أن نقص التغذية هو أحد الأوجه الأساسية لمعاناة الفقراء ."
يلاحظ مما سبق أن المؤشرات المذكورة أعلاه لقياس مستوى المعيشة، وبالتالي لقياس الفقر، بها جميعها نقطة ضعف مشتركة وذلك أنها تأخذ في الحسبان مـا تحصل عليه الأسرة من دخل الاستهلاك مباشرة فقط، وتهمل الدخل أو الاسـتهلاك الذي تحصل عليه بشكل غير مباشرة يسهم في مستوى معيشتها، ويقصد بـذلك مـا تحصل عليه الأسرة من خدمات صحية وتعليمية ودعم فـي الأسعار ومساهمات أخرى تقدمها الدولة ولا يمكن إهمال دورها في رفع مستوى معيشة الأسرة وكذلك فإن مستوى معيشة الأسرة يعتمد بجانب الدخل والاسـتهلاك على عوامل أخرى عديدة مثل الظروف الصحية والبيئية والمستوى التعليمـي ودرجـة الأمان والضمان ضد الجريمة والمرض و البطالة والكوارث ومدى حريـة التعبير والاختيار." وبالتالي فإنه حتى لو أمكن من خلال تلك المؤشرات قياس بعض مظاهر الفقر، فإن ذلك القياس سيكون معبرا عن البعد الاستهلاكي للفقر ، وليس معبرا عن الأبعـاد الأخرى للفقر. لذا تم اللجوء إلى مقاييس أوسع في قياس الفقر من خلال التركيز علـى البعـد الشمولي وذلك بأخذ البعد غير الاستهلاكي أيضا، ذلك أن القائمين على هذا الأمـر اعتبروا أنه لا يمكن أن يتحقق قياس الفقر من خلال مؤشر بسيط واحـد، حيـث اقترحت عدة طرق لقياس الفقر، وهي طرق تنطوي على استخدام مؤشرات متعددة لهذا الغرض " ولقد جرت محاولات عديدة لاستخلاص مقياس مركب واحد مـن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المذكورة بحيث يكون ذلك المقياس معبرا عن مستوى المعيشة.
وأهم تلك المؤشرات هي المؤشرات التي عمل بها برنـامج الأمم المتحدة الإنمائي والمتمثلة في حساب ما يدعي "دليل التنمية البشرية " من خلال التـرجيح البسيط نسبيا لثلاثة مركبات يعكس كل منها جانبا من جوانـب التقـدم الاقتصادي والاجتماعي . والمركبات الثلاثة هي":
أ- طول العمر، ممثلا بالعمر المرتقب عند الولادة.
ب- المعرفة ممثلا بالقراءة والكتابة عند الكبار ومتوسط عدد سنوات الدراسة.
ج- مستوى المعيشة الكريمة، ممثلا بنصيب الفرد من الناتج الإجمالي الحقيقـي المعدل على حسب القيمة الشرائية للدولار." إلا أن جهود العديد من المهتمين بهذا المجال خلال العقدين أو الثلاثة الأخيرة، وبدعم العديد من المنظمات الدولية وفي مقدمتها البنك الدول ي وبعض المنظمات المتخصصة للأمم المتحدة، أثمرت بتطوير منظومة من مؤشـرات قيـاس الفقر ، وتتصف هذه المؤشرات بخصائص عديدة، مقارنة بغيرها، مما ساهم فـي انتشار تطبيقها واعتمادها ليس على المستوى الوطني فحسب، وإنما لأغراض المقارنـات الدولية أيضا ،وتعتمد منظومة المؤشرات هذه في الأساس علـى تقسيم المجتمع المعني أولا إلى فئتين هما فئة الفقراء وفئة غير الفقراء وذلك عن طريق ما يـدعي بخط الفقر، ثم يتخصص كل مؤشر منها بقياس أحد أوجه الفقر كنسبة الفقراء وحجم الفجوة التي تفصلهم عن خط الفقر ودرجة التفاوت في شدة فقرهم." ولذا نظرا لجوانب القصور التي تعتري هذه الخطوط ، فقد تم تطوير مؤشرات جديدة أخرى تستعمل في عملية قياس الفقر وتسد الثغرات في خط الفقر. فمن هذه المؤشرات
1-نسبةالفقر :أو مؤشر نسبة الفقر (Indicator Headcount Index)
مؤشر نسبة الفقر: ويسمى هذا المؤشر أيضا م عامل تعداد الأفراد (Headcount Index) ، وهو عبارة عن ناتج قسمة عدد السكان الفقراء على عدد السكان الكلي ." أو بعبارة أخرى تعرف نسبة الفقر بأنها :نسبة عدد السكان الذين يقع إنفاقهم تحت خطوط فقر محددة على أسس معينة تناظر ثلاث مستويات معيشية هي :
خط الفقر المدقع أو الغذائي : ويساوى تكلفة تأمين متوسطة التنوع لغذاء يعطى الفرد المتوسط ( حسب العمر والنوع والبيئة الطبيعية والوظائف الحياتية ) السعرات الحرارية المتعارف عليها صحيا ، ويكاد يكون هذا الخط مكافئا لحد بقاء ذات الفرد في حدود الحفاظ على النوع الإنساني ( حد البقاء البيولوجي) .
خط الفقر الادنى :ويساوى تكلفة سلة الغذاء المشار اليها تكلفة إشباع حد أدنى ضروري من الحاجات غير الغذائية ( كالملبس والمأوى والعلاج وقدر من المعرفة الضرورية للتفاعل مع متغيرات الحياة في المجتمع المحلي المحيط بالفرد ) ويكاد الخط مكافئا لحد البقاء البيولوجي للفرد فضلا عن حد بقائه المجتمعي .
خط الفقر الاعلى : ويساوى التكلفة التي يعبر عنها الفقر الأدنى مضافا إليها تكلفة الارتقاء بمستوى إشباع الحد الادنى من الحاجات غير الغذائية إلى ما هو مقبول اجتماعيا في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية السائد في المجتمع . وهذا الخط يناظر ما يطلق عليه الحد الأدنى لمستوى المعيشة اللائق اجتماعيا ( ويعرف بخط الفقر الكلى ) ، وهو يتجاوز حد البقاء البيولوجي والمجتمعي إلى حد أدنى من توافق مستوى المعيشة مع القدرات الاقتصادية والخصائص المجتمعية العامة ." ، وهذه النسبة تقيس الأهمية النسبية للفقراء سواء كان ذلك على مستوى الأفـراد أم على مستوى الأسر، ويمكن قياسها بالمعادلة التالية:
عدد الأفراد تحت خط الفقر للفرد
نسبة السكان الفقراء = _______________________ ×100 مجموع عدد السكان
ومؤشر نسبة الفقر أو عدد الـرؤوس Head Count Index يبين نسبة الفقراء من المجموع الكلي للسـكان، ويمتـاز هذا المؤشر بالبساطة والسهولة وكثرة الاستخدام، ويستفاد منه في تقييم سياسات تقليل الفقر، ولكنـه يؤخـذ علية بقصوره عن معرفة عمق وشدة الفقر، وللتغلب على هذه المشكلة فقد تم تطوير مؤشر آخر وهو
2-مؤشر فجوة الفقر (Poverty Gap Indicator)
يقيس هذا المؤشر حجم الفجوة الإجمالية الموجودة بين دخول الفقراء وخط الفقر أو مقدار الدخل اللازم للخروج من حالة الفقر إلى مستوى خط الفقر المحدد. فهذا المؤشر يمكن من خلاله معرفة مدى انخفـاض دخـل الفقراء عن مستوى خط الفقر، ومن خلاله يمكن معرفة الدخل اللازم لرفع دخل الفقراء إلـى مستوى خط الفقر، ويؤخذ عليه عدم قدرته على معرفة مدى التفاوت في دخل الفقراء أنفسـهم وقد تم تطوير مؤشر آخر لحل هذه الإشكالية وهو
3-مؤشر شدة الفقر(Poverty Severity Index):
ويتم حسابه باعتباره يساوي الوسط الحسابي لمجموع مربعات فجوات الفقر"، ويقيس هذا المؤشر مدى التفاوت الموجود بين الفقراء ، ويمكن حسابه باعتباره يساوي الوسط الحسابي لمجموع مربعات فجوات الفقر النسبية للفقراء كافة. وكلما ارتفعت قيمة هذا المؤشر دل ذلك على فقر أكبر، وتزايد التفاوت في توزيع الدخل بـين الفقراء .".
4-معامل "جيني" (Gini Index): يستخدم كمؤشر لقياس التفاوت في توزيع الدخول ما بين جميع السكان فقراء وغير فقراء .ويعتمد البنك الدولي أسلوب خط الفقر بتقسيمه المجتمع إلى فئتين: فقراء وغير فقراء ، وذلك بتحديد خط الفقر الذي يعرف بأنه إجمالي تكلفة السلع المطلوبة لسد الاحتياجات الاستهلاكية الأساسية ويتطلب تطبيق هذا الأسلوب بيانات مسوحات إنفاق الأسرة ودخلها ."
8- صعوبات قياس الفقر
هناك بعض العقبات التي تعتري عملية قياس الفقر سواء في تقدير الاحتياجات الأساسية مـن السلع الغذائية أو في تقدير حاجة الجسم من السعرات الحرارية، وهذه المشاكل لا بد من أخـذها بعين الاعتبار عند عملية تقدير خط الفقر. فهناك مشكلة تحديد الاحتياجات الأساسية من السلع الغذائية الضرورية وترجمتها إلـى أرقـام، وخاصة أن هذه الحاجات ليس لها تقدير متفق عليه، فهي تخضع لتأثير بعض العوامل المتصـلة بالأسرة من حيث تركيبتها، كما وتتأثر كمية هذه الحاجات بمقدار الجهد الذي يبذله أفراد الأسرة وطبيعة العمل الذي يقومون به، وقد تنخفض أو ترتفع هذه التقديرات من عام لآخر، وذلك حسب منهجية التقدير المتبعة واختلاف الأسعار، وقد تكون هناك عدة بدائل مختلفة من السلع الغذائيـة يمكن من خلال ها تلبية حاجة الجسم من البروتينات، كما أنه يمكن أن تكون هناك أهداف متعددة من وراء استهلاك المواد الغذائية، وليس فقط إشباع حاجة الجسم من السـعرات الحراريـة أو البروتينات." وهناك بعض الانتقادات التي توجه لخط الفقر، وهي كونه يعتبر ظاهرة الفقر ظـاهرة مجـردة يمكن قياسها والتعبير عنها بشكل واضح من خلال خط الفقر فقط، مع أن الواقع يشير إلى غيـر ذلك حيث يرتبط الفقر بجوانب كثيرة يصعب قياسها بمقياس واحد، ويخفي خط الفقر الفروق في دخل الأسر مهما كانت صغيرة أو كبيرة، فقد يقترب دخل أسرتين من خط الفقر ويكونوا فعـلا فقراء ولكن كون أحدهما يقع تحت مستوى خط الفقر والآخر فوقه يصنفون على أنهم أسرة فقيرة وأخرى غير فقيرة، وهناك مسألة اختلاف كمية الإنفاق على السلع غير الغذائية وصعوبة تحديد اعتبارات تفضيل الإنفاق على هذه السلع من شخص لآخر، وأيضا اختيـار الأسـرة أم الفـرد كوحدة قياس لتحديد خط الفقر." لذلك فإن تحديد الاحتياجات الأساسية من السلع الغذائية اللازمة لمختلف أنواع الأسر ليس بالأمر السهل والواضح كما يبدو، فإن هناك بعض المتغيرات التي لا يمكن السيطرة عليهـا أو قياسـها كميا، فمسألة الأذواق، والاهتمامات، تختلف من شخص لآخر، وكذلك دوافع الأفراد، وميـولهم، ورغباتهم في إشباع حاجاتهم تختلف من شخص لآخر، لذلك فان هذه العقبات يصعب البت بها من الناحية الكمية. ويتبين من هذا كله أن عملية قياس الفقر تمثل ضرورة ملحة من أجل معرفة حجم الفقر وشدته وتحديد أسبابه، وكذلك من أجل مراقبة تطورات الفقر ومعرفة خصائص الفقراء ، ومنـاطق تركيـزهم وتقييم السياسات الموجهة للتخفيف من حدة الفقر أو القضاء عليه. ويتبين من مفهوم الفقر تركيزه على الحد الأدنى من الحاجات الأساسية ومسـتوى المعيشـة، وبالتالي الدخل اللازم لشراء هذه الحاجات، لذلك فمن الطبيعي أن تتجـه الدراسـات التطبيقيـة لتحديد نسبة الدخل التي يتم إنفاقها على هذه الحاجات، وقد تم تحديد عتبة دخل أطلق عليها خـط الفقر.". وقد أصبح من الممكن التميز بين منهجين لقياس الفقر.
الأول: والذي يعنى بقضايا الرفاهية ومستوى المعيشة، ويستخدم مؤشرات الدخل وقيمة الإنفاق على السلع الاستهلاكية.
والثاني: والذي يعنى بالقضايا الاجتماعية، ويستخدم مؤشـرات التعلـيم والصحة والتغذية، فسوء التغذية وتردي الأحوال الصحية وانخفاض مستوى التعليم والأمية كلها صفات ملازمة للفقراء." وتختلف منهجيات قياس الفقر؛ وذلك حسب الجهة التي تقوم بعملية القيـاس............... وللحديث بقية