ألتراس أهلاوي..بورسعيد..اللادولة!!
اكتب هذه السطور يوم الثلاثاء 5 مارس 2013، في ظل أحداث مؤسفة تشهدها مدينة بورسعيد منذ أن صدر الحكم الأولي بإحالة أوراق 21 متهماً في قضية مذبحة بورسعيد إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في الإعدام كإجراء من ضمن الإجراءات الجنائية، يوم 26 يناير 2013، والتي حدثت عقب انتهاء مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي، ومن المنتظر أن يصدر الحكم النهائي يوم السبت 9 مارس 2013. فبورسعيد مشتغلة، وقد سقط العشرات من أهالي بورسعيد منذ 26 يناير وحتى الآن ومازال مسلسل القتل سوء من المدنيين أو العسكريين من أفراد الشرطة والجيش في مناطق ثلاثة ببورسعيد أمام سجن بورسعيد العمومي، وفي محيط مديرية أمن بورسعيد، ومحيط مبني ديوان محافظة بورسعيد، يقوم الجيش الثاني الميداني بتأمين المنشآت الحيوية والممتلكات الخاصة والعامة ببورسعيد، وقد دخل العصيان المدني العام ببورسعيد أسبوع الثالث، فكل شيء ببورسعيد متوقف تماما في سابقة لم تحدث من قبل، فقد ضربت بورسعيد مثلا ونموذجاً للعصيان المدني كما ينبغي أن يكون.
وفي أول تطبيق عملي لتوكيل قائد الجيش المصري وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي لإدارة شئون البلاد، توجه أهالي بورسعيد عن بكرة أبيهم للشهر العقاري لإصدار هذه التوكيلات، ففي الوقت الذي لا يرضى أهالي بورسعيد فيه عن الشرطة ووزارة الداخلية وتعتبرها خصماً وعدواً وأن لهم ثأراً كبيراً معها بعد سقوط مئات الضحايا ما بين قتلي و جرحى، أيضا الوضع مشتعل بين رابطة مشجعي النادي الأهلي المسمي ألتراس أهلاوي وبين وزارة الداخلية بسبب تقاعسها عن حماية زملائهم الذي راحوا في مذبحة إستاد بورسعيد، وهم في انتظار حكم القاضي على قيادات الشرطة ببورسعيد المحبوسين على ذمة هذه القضية وسوف يصدر الحكم عليهم أيضا يوم السبت 9 مارس.
كنت أقلب صفحات المجموعة القصصية للطلائع "مٌستنبح" للأديب ماهر عبد الواحد، والتي صدرت الطبعة الأولى منها أواخر العام 2012 عن سلسلة أدب الجماهير التي يشرف عليها الأديب الكبير/ فؤاد حجازي، ودار الإسلام للطباعة والنشر، فوجدت القصة رقم 25 في ترتيب الكتاب (ص82، 83) بعنوان "ألتراس أهلاوي" وهي قصة تحكي يوم عزاء ابن سعيد الوحيد الذي كان ضمن مشجعي النادي الأهلي ببورسعيد وقتل غدراً، فـ سعيد ظل مغترباً لمدة عشرين سنة يعمل بالخليج، وقد رجع لمصر بعد أن حصل ولده على الثانوية العامة وأراد أن يدخل الجامعة، وكان مصيره هو الموت في تلك المذبحة، ويطلق الروائي المهندس/ ماهر عبدالواحد مجموعة من الأسئلة والاستفسارات التي جاءت على لسان سعيد هذا الأب المكلوم وهو يقول:
"لماذا قتلوا ابني وزملائه، ومن هم القتلة؟!! إن قتل سبعين ونيف من زهور الوطن يُعتبر مجزرة حقيقة، إنهم شباب صغير السن، إنهم رياضيون ومثقفون، إنهم الجيل الواهد، من الذي قفل أمامهم أبواب الأمل والمستقبل ثم قتلهم؟ هل هناك عداء بين التراس الأهلي وبلطجة وفلول النظام البائد؟ هل هناك تواطؤ بين الجهاز الأمني وبعض المسئولين، هل مازال من بسجن طره يحكمون؟! هل هناك مخطط لتدمير مصر وشباب مصر!! هل نحن متجهون إلى اللادولة؟!".
والآن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيحدث ببورسعيد وباقي المحافظات التي بدأت فيها بعض مظاهر العصيان المدني أسوة ببورسعيد بعد حكم السبت 9 مارس2013.
بقلم/ محمود سلامة الهايشة – كاتب وباحث مصري ([email protected] ).
ساحة النقاش