دراسة تناقش "الأحزاب أم المستقلون.. من الرابح في البرلمان المقبل"

أمس PM 03:22 كتب : سلوى الزغبي

أرشيفية

نشر المركز الإقليمي للدراسات السياسية والإستراتيجية، دراسة حول من سيكون الرابح والمتسحوذ من الأحزاب أو المستقلين على البرلمان المقبل، وأشارت الدراسة إلى أن الفاصل هو أزمة التواصل الجماهيري التي تعاني منها كافة الأحزاب في الشارع المصري، وأنها أصبحت لا تُمثل معضلةً لبعضها في حسم مقاعد بالانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث استطاعت تلك الأحزاب مؤخرًا التغلب على هذه الأزمة من خلال التقاط رموز المستقلين وترشيحهم بصفاتها الحزبية.

وطرحت الدراسة، عدة تساؤلات منها: "ما هي المسارات التي اتخذتها هذه الأحزاب للتغلب على تلك الأزمة مؤخرًا، وما هو تأثيرها على فرص المستقلين في الانتخابات المقبلة، وهل تفاقمها سيغلب نسبة الأحزاب على نسبة المستقلين في مجلس النواب".

أوضحت دراسة "برنامج الدراسات المصرية"، أنه بعد ثورة الـ30 من يونيو قطعت أغلب الأحزاب المصرية جسور اتصالها بقواعدها في المحافظات، التي بنتها في الفترة التي تلت مباشرة ثورة الـ25 من يناير حتى انتخابات مجلس النواب المنحل في 2011.

وأضاف أن الفترة التي تلت خروج الإخوان من السلطة مثّلت أعلى معدل لفقدان الاتصال بين الأحزاب التي تأسست قبل وبعد 25 يناير 2011، وقواعدها في المحافظات وعلى المستوى القاعدي في المراكز والقرى، وأدت عملية التنشيط الموسمي للاتصال الحزبي بالجماهير إلى فقدان ثقة بين الطرفين تمثلت ملامحه في أشياء عدة منها، الهجرة شبه الجماعية من الأحزاب التي تشكلت بعد ثورة الـ25 من يناير، نتيجة فشل الأحزاب في تحقيق الوعود التي تضمنتها معظم برامجها، أو التي قِيلت شفويًّا أثناء جمع توكيلات التأسيس، وأيضًا نتيجة إغلاق أغلب الأحزاب مقارها في المحافظات نتيجة عدم قدرتها على دفع الإيجارات، والهروب من مواجهة المواطنين.

وتحدثت الدراسة، عن الطرق البديلة التي لجأت لها بعض الأحزاب للتغلب على ظاهرة فقدان التواصل الجماهيري، ونتائجها، المتمثلة في الهروب شبه الجماعي لأعضاء بعض الأحزاب من أحزابهم، وعدم استقرار الراغبين في الترشح على اختيار حزب بعينه - إلى طرق بديلة تمثلت في التقاط رموز المستقلين.

واتضحت هذه الظاهرة في حزب "لمصريين الأحرار" الذي استقطب العدد الأكبر من المستقلين "سواء كانوا نوابًا أم رموزًا انتخابية في دوائرهم"، في قطاعات الجمهورية الأربعة، وحزب "الوفد" الذي احتل الترتيب الثاني في استقطاب نواب الوطني ورموز العائلات والمستقلين الخدميين، ثم أحزاب: "الحركة الوطنية، المؤتمر، مستقبل وطن، حماة الوطن".

فيما ستؤدي ظاهرة التقاط بعض الأحزاب لرموز المستقلين والقادرين منهم على المنافسة لمعالجة خلل التواصل الجماهيري إلى ترجيح تقارب نسبة نواب الأحزاب ونسبة المستقلين في البرلمان أو تفوق نسبة الأحزاب على المستقلين بفارق محدود، حيث من المحتمل أن يكون المتنافسون من المستقلين في أغلب الدوائر من مرشحي الدرجة الثانية، حيث إن عدد المترشحين من المستقلين بلغ في مرحلة الانتخابات المتوقفة 5053 مرشحًا فرديًا، كان منهم 3514 مرشحًا مستقلا أغلبهم من مرشحي الدرجة الثانية والثالثة في دوائره، ويفتقدون للـ"عزوة" والقبيلة والثقل الجماهيري، بينما بلغ عدد المستقلين من الذين كانوا نوابًا في برلمانات سابقة ومن أعضاء الوطني المنحل ذي العصبية والقبلية ومن مقدمي الخدمات وترشحوا على أحزاب 1539 مرشحًا، قد تنحصر أغلب مقاعد الإعادة فيما بينهم.

كما أنه من المرجح أن يؤدي التشابك العائلي في بعض قطاعات الجمهورية، خاصة قطاعي الصعيد والدلتا، في ظل موافقة الأحزاب ذات الثقل المالي للمشروطية الانتخابية التي تحددها تلك التشابكات - إلى حسم معظم الدوائر للمستقلين المنتقلين لتلك الأحزاب.

فمن الملاحظ من خلال قراءة ترشيحات المرحلة الانتخابية المتوقفة أن بعض الأحزاب ارتمت في حضن العائلات، وانتهى الكثير منهم إلى أن يحمل مرشحوها الصفة الحزبية. فعلى سبيل المثال، بلغ عدد العائلات المترشحة في محافظة الأقصر 9 عائلات، ترشح من رموزها 8 أفراد على أحزاب "المصريين الأحرار، الوفد، حراس الثورة، السلام الديمقراطي".

وأشارت الدراسة، إلى أنه في النهاية، يُمكن القول إنه في ظل نص المادة "6" من قانون مجلس النواب، المتضمن "يشترط لاستمرار العضوية بمجلس النواب أن يظل العضو محتفظًا بالصفة التي تم انتخابه على أساسها، فإن فقد الصفة، أو غير انتماءه الحزبي المنتخب على أساسه أو أصبح مستقلًا أو صار المستقل حزبيًا؛ تسقط عنه العضوية بقرار من مجلس النواب بأغلبية الثلثين"، وفي ظل اقتصار تواجد ظاهرة التقاط المستقلين في حزب أو حزبين فقط من الأحزاب المتنافسة، قد يأتي شكل البرلمان المقبل على غير الترجيحات التي تُشير إلى سيطرة المستقلين على البرلمان، وقد يتعثر البرلمان المقبل في سرعة انجاز مهامه الأولى، خاصة إصدار اللائحة وتشكيل مكاتبه النوعية، خاصة في حالة تمدد ظاهرة التقاط وتصفية رموز المرشحين المستقلين التي تقوم بها الأحزاب ذات الثقل المالي.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 92 مشاهدة
نشرت فى 27 أغسطس 2015 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,823,370