دراسة: مصر تواجه خمس موجات من العنف
القاهرة _أ ش أ
الثلاثاء , 7 يوليو 2015 - 11:02 ص
طباعة
حددت دراسة صادرة عن المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة بعنوان "ملامح الترابط بين عمليات الإرهاب في مصر ودوّل الإقليم" أبعاد وأنواع موجة الإرهاب الحالي التي تتعرض لها البلاد حاليا المرتبطة بمستويات العنف في مصر وهى خمسة :
أولاها، العنف الإرهابي: ويقصد به العنف الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية الكبيرة، التي تملك قدرا كبيرا من الاحترافية والخبرة التنظيمية، والإمكانيات التسليحية العالية، والقدرة على تنفيذ عمليات ضخمة ومتزامنة، إضافة إلى القدرة على تكوين شبكة علاقات خارجية مع التنظيمات الإرهابية الإقليمية، مثل تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي أعلن عن مبايعته لتنظيم "داعش".
وثانيها، العنف الإخواني، وهو ما تمثله مجموعات "العنف المنظم" التي ينتمي أفرادها لجماعة الإخوان المسلمين، وتتسم هذه المجموعات بصغر حجمها وضعف إمكانياتها وقلة خبرة أفرادها من الناحية التنظيمية، لذا يطلق عليها البعض "تنظيمات العملية الواحدة"، حيث غالبا ما يسقط أفردها بعد أول عملية يقومون بها، من أمثال تنظيم "العقاب الثورى"، وينحصر نشاطهم غالباً في الاعتداء على رجال المرور وتفجير محولات الكهرباء وحرق المباني التابعة لمؤسسات الدولة.
وثالث تلك الأنواع، عنف السلفية الجهادية :وأشهر مثال لها تنظيم "أجناد مصر"، حيث تتكون هذه التنظيمات من أبناء التيار السلفي الذين قرروا التحول إلى الفكر الجهادي والعمل المسلح عقب فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة في منتصف أغسطس 2013، متأثرين بالفتاوى والخطب التى كانت تصدر عن جماعة الإخوان وحلفائهم من السلفيين، والتي كانت تدور حول أن مناصرة الإخوان هو جهاد فى سبيل الله ، وأن الصراع فى مصر هو صراع بين الإسلام والعلمانية، ومعظم المنتمين إلى هذه التنظيمات من أتباع حازم أبو إسماعيل، والذين كانوا يطلق عليهم إسم "حازمون"، وتتشابه "تنظيمات العنف السلفى" مع "مجموعات العنف الإخوانى" من الناحية التنظيمية والخبراتية.
ورابعها، العنف الفردي، وهو العنف الذي يمارسه بعض المتعاطفين مع " جماعة الإخوان " دون أن يكونوا منتمين إلى أي تنظيم أو تيار إسلامي محدد، ولكن يشعرون بأنه يجب عليهم الجهاد في سبيل الله عن طريق إلحاق الضرر بالدولة المصرية ولكن بطريقة فردية وليس بطريقة جماعية منظمة، بداية من الخروج في التظاهرات وانتهاء باستهداف رجال الدولة ومؤسساتها.
وخامسا وأخيرا، العنف السائل، أو ما يمكن أن يطلق عليه "العنف المختلط" الذي يجمع بين "العنف العشوائي" و"العنف المنظم"، أي أن هذا العنف برغم عشوائيته، ألا إنه يتم بشكل منظم إلى حد ما، لكن في إطار مكاني ضيق ومحدد، وهى الأماكن التي يمكن تسميتها "بؤر العنف العشوائي"، وغالبا ما تكون في المناطق الشعبية، خاصة في القاهرة الكبرى، مثل مناطق عين شمس، والمطرية، والمرج، وحلوان، ومنطقتي الهرم وفيصل، والأفراد الذين يمارسون هذا العنف هم من تيارات متعددة سواء من الإخوان أو السلفيين أو من تيار الجماعة الإسلامية، أو حتى من المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين.
وأشارت الدراسة إلى أن التغيرات التي طرأت على البيئة الإقليمية وخاصة الأزمات الإقليمية السورية والعراقية والليبية، لعبت دورا مهما في تصاعد الفكر والنشاط الإرهابي في المنطقة، والذي انعكس بقوة على شباب التيار الإسلامي في مصر، الذي انضم إلى العديد من التنظيمات الإرهابية، مما أدى إلى انتشار الفكر الجهادي بقوة في مصر.
ولفتت إلى أن الأزمة الليبية تمثل خطراً بالغاً على مصر، ولعبت دوراً هاماً في ارتفاع مستوى العنف، نظراً لأنها جعلت من الحدود الليبية شريان حياة هام لتلك التنظيمات، لكونها مصدر السلاح ومعقل للتدريب والإيواء، فضلا عن التحركات عبر أنفاق غزة.
ولخصت الدراسة إلى أن الإرهاب في مصر يمثل حالة فريدة من السيولة الجهادية التي يتداخل فيها العنف الجهادي المنظم مع العنف العشوائي، والتداعيات الداخلية لثورة 30 يونيو، مع التطورات الإقليمية خاصة فيما يتعلق بتمدد التنظيمات الجهادية العابرة للحدود، وعلى رأسها تنظيم "داعش".
ساحة النقاش