دراسة تطـالب بمحـاضر فـورية للمتسـببين فى تلـوث الميــاه ◀ أحمد مهدى 0 24 طباعة المقال
حذرت دراسة مصرية حديثة من أن تلوث المياه فى مصر من أخطر أنواع التلوث التى تهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات، لذلك لابد من حملة قومية مثل حملة شلل الأطفال وغيرها من الحملات، لمنع إلقاء المخلفات بأنواعها فى نهر النيل، وفروعه، ونشر الوعى الصحى والبيئى لمنع السلوكيات الخاطئة التى تسبب تلوث المياه، مع عمل محاضر ودفع غرامة فورية للمتسبب فى تلوث المياه كغرامة المرور.
الدراسة أعدتها الدكتورة سناء السيد مصطفى مدير الصحة المهنية ورئيس مجلس إدارة جمعية الثناء لتنمية المجتمع وحماية البيئة ورئيس مجلس ادارة الاتحاد النوعى لحماية البيئة بالبحيرة، بهدف نشر الوعى الصحى بأهمية الحفاظ على كل قطرة ماء داخل قرى المحافظة، بالتعاون مع الأهالى والعاملين بإدارة الصحة المهنية، وذلك تحت رعاية وكيل وزارة الصحة بالبحيرة.
وفى البداية، أكدت الدراسة أن الماء مصدر الحياة لجميع الكائنات، وأنه يمثل ثلث مساحة الكرة الارضية، وأن الماء النقى هو ماء المطر، أما الماء المقطر فهو الرائق والشفاف عديم اللون والطعم والرائحة ومتعادل، لكن هذه الخواص تتأثر بما يطرأ على المياه من تغييرات نتيجة سقوط الأمطار من السماء على سطح الأرض ثم جريانها على هذا السطح مكونة الأنهار وفروعها (المياه السطحية)، وتسرب جزء منها فى باطن الأرض مكونة المياه الجوفية التى تظهر على هيئة عيون وينابيع وآبار.
ويعد الماء مركبا كيماويا يتكون من ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأكسجين، ويحتوى الماء فى الطبيعة على مواد مذابة فيه كالأكسجين، وثانى أكسيد الكربون، ومواد أخرى عضوية وغير عضوية.
وبحسب الدراسة: «تتلوث المياه نتيجة للسلوكيات البشرية الخاطئة غير الواعية بمدى المخاطر والأضرار التى تلحق بهم وبأسرهم وبالمجتمع ككل، من الناحية الصحية، التى تنعكس على النواحى الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، من جراء تصرفاتهم تجاه المياه، وإلقاء الصرف الصحى المحمل بالمواد العضوية وغير العضوية والصرف الزراعى المحمل بالأسمدة العضوية والكيماوية والمبيدات الحشرية والصرف الصناعى بأنواعه المختلفة، وأيضا إلقاء القمامة والمخلفات الزراعية والحيوانية، وغيرها بما يؤدى إلى تلوث المياه بدرجة تفوق قدراتها الطبيعية على التنقية الذاتية فتصبح مياها رديئة نوعا وكما، ويتحول المورد المائى من مصدر للحياة الى مصدر لانتشار الأمراض والأوبئة».
أنواع التلوث
ووفق الدراسة: «هناك نوعان لتلوث المياه أحدهما بكتيري، وهو أشد أنواع التلوث خطرا لما يتسبب عنه من أمراض معدية سريعة الانتشار. والآخر كيميائي، نتيجة لوجود مواد سامة مثل الرصاص والزرنيخ والمبيدات الحشرية والاسمدة الكيماوية (ونتيجة لوجود مخلفات تتحلل فى المياه وتستهلك الأكسجين الذائب الموجود بها وتكسبها لونا وطعما ورائحة كريهة).
وتشير الدراسة إلى أن التغييرات التى تحدث فى المياه نتيجة تلوث المياه السطحية بمياه المجارى وغيرها، تبدأ بتعكر المياه ويميل لونها للسواد، حيث تبدأالمواد العالقة فى الرسوب، ويختفى الاكسجين الذائب فى الماء، وتبدأ عملية التعفن، ويظهر غاز كبريتيد الهيدروجين وثانى أكسيد الكربون والأمونيا على هيئة فقاقيع على سطح الماء، وتنعدم الحياة فى المياه إلا من البكتريا اللاهوائية (الممرضة)، فيتحول مورد الماء إلى مستنقع غير مسموح بالشرب منه للانسان والحيوان، أو رى الزراعات منه، وتظهرعليه يرقات البعوض وبعض الديدان. أما إذا كان التلوث خفيفا فإن الأكسجين الموجود بالمياه يكون كافيا لأكسدة المواد العضوية، ولا تظهر -على ذلك- التغيرات السابقة.
صور التلوث
وتنتقل الأمراض للإنسان عن طريق مياه الشرب الملوثة والاستحمام فى الأنهار أو الترع أو البرك أو حمامات السباحة الملوثة، وكذلك رى المزروعات التى تؤكل نيئة مثل الخضراوات والفاكهة بماء ملوث، والمشروبات التى يوضع بها الثلج الملوث لتبريدها.
أما الأوبئة التى تنتشر بواسطة المياه، فيسبق ظهورها إصابة الأهالى بنزلات معوية، وتصيب عددا كبيرا من الأهالى الذين يستعملون هذا المورد فى وقت واحد، كما أنها تصيب جميع الأعمار بغض النظر عن حالتهم الاجتماعية.
ولكى نتجنب هذه الحالة من التلوث الشديد للمياه الذى يودى بحياة الانسان، تدعو الدراسة إلى مشاركة كل الجهات المعنية مثل الرى والصحة ومجالس المدن والبيئة وشركة المياه والصرف الصحى فى عمل مسح ودراسة ومتابعة لكل مآخذ المياه والمناطق المحيطة بها، ومنع القاء المخلفات بكل أنواعها.
وكذلك دعت الدراسة إلى مراجعة عينات مياه الشرب سواء سطحية او جوفية غير مطابقة ومعرفة أسباب عدم مطابقتها ومعاينة هذه الأماكن على الطبيعة ومتابعتها حتى تتحسن وتصلح للاستخدام الآدمى من خلال المعامل واللجنة الثلاثية المكونة من الصحة والبيئة وشركة المياه والصرف الصحى.
رابط دائم:
ساحة النقاش