دراسة تحذر من خطر المنتجات العشبية غير المرخصة على حياة المصريين
الجمعة، 14 مارس 2014 - 09:12
المشاركات فى الدراسةكتبت أمل علام
حذرت دراسة قام بها 3 طالبات بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، وهن إيمان حسن ويسرا جلال وريهام فصيح، من الأدوية العشبية غير المرخصة فى مصر، وذلك بإجراء بحث استقصائى موسع عن مجال الأعشاب الطبية والأدوية العشبية، وأسباب حيادها عن المسار الصحيح فى مصر، برئاسة الدكتور خالد مصيلحى، رئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة.
يقول الدكتور خالد: "أجريت هذه الدراسة بدأت منذ بداية شهر سبتمبر 2013، وانتهت فى أواخر فبراير 2014، وأجريت الدراسة بعمل مناقشات مباشره مع المواطنين، وملأ استبيانات مع أطياف مختلفة من المجتمع المصرى، مقسمة كالآتى: (فئة مرتفعة المستوى اجتماعيا وعلميا وفئة متوسطة علميا واجتماعيا والفئة الثالثة المنتميين للمجال الطبى من صيادلة وأطباء وممرضين، وقد تم تقسيم كل فئة من الثلاثة إلى رجال وسيدات)، وبلغ عدد الأفراد المشاركين الذين أجريت عليهم الدراسة ما يقرب من 1800 مشارك من حوالى 52 منطقة مختلفة على مستوى الجمهورية (مثل مدينة العبور والنهضة وحدائق القبة ومدينة نصر والزيتون ومصر الجديدة والهرم والتجمع وطنطا وبنها والشرقية وأسيوط وبنى سويف والإسماعيلية وغيرها من داخل القاهرة ومن خارجها).
ويشير إلى أن النتائج معبرة عما يعانى منه مجال العلاج بالأعشاب من فوضى، وعدم وعى تام، فمثلا عند سؤال أطياف الشعب المختلفة عن وصف الأعشاب الطبية فى كلمة واحدة كانت كلمة أمان وطبيعى ونقى تعبر عن رأى أكثر من نصف المشاركين.
بينما اعتبر 10% من المشاركين فى الدراسة، أنها نصب واحتيال، إشارة منهم للمنتجات غير المرخصة المنتشرة على شاشات الفضائيات.
ومن المقلق على حياة المصريين أن ثلث المشاركين من المستوى الاجتماعى والتعليمى المتوسط، ما زالوا يفضلون العطارين عن الأطباء والصيادلة فى الحصول على المشورة عن الأعشاب والأدوية العشبية، وأكثر من نصف هذه الفئة المجتمعية يفضلون الأعشاب عن الأدوية التقليدية فى العلاج، وخاصة السيدات فى هذه الفئة، ومن النتائج الخطيرة أيضا فى الدراسة أن ثلث المصريين من خارج المجال الطبى يرون أن الأدوية العشبية آمنة تماما، مع أن الأمان المطلق غير موجود فى أى دواء، سواء كان عشبيا أو تقليديا، والمثير للقلق أيضا فى الدراسة أن 17% فقط من المشاركين من المجال الطبى فى الدراسة (صيادلة وتمريض وأطباء)، هم الذى يدركون خطورة ما يسمى بتفاعل الأعشاب مع الأدوية، وتفاعل الأعشاب مع الأغذية.
وأجمع أكثر من نصف المشاركين بكافة مستوياتهم على أن العلاج بالأعشاب والأدوية العشبية لا يخضع للرقابة الكافية من الجهات المسئولة بالبلد، كما أن حوالى 70% من المشاركين بالدراسة يرون أن الجهات المسئولة مقصرة فى توعية المواطنين بخطورة الاستخدام الخاطئ للأعشاب الطبية، كما أن معظم المشاركين كانوا مجمعين على أن معظم إعلانات الأدوية العشبية لا تخضع لرقابة أى جهة بالبلاد، ولكن للأسف مازالت هناك نسبة (30%) ترى وجود الإعلانات على شاشات التليفزيون دليل على الرقابة عليه، وهذا للأسف مناف للواقع، ويعرض هذه الفئة للخطر بسبب ثقتهم فى منتجات مجهولة المصدر.
وخلصت الدراسة إلى توصيات للمجتمع المصرى والعربى بضرورة الاعتماد على النتائج العلمية فقط المدعمة بالدراسات الفارماكولوجية، والدلائل العلمية التى تحدد كفاءة وأمان الجرعة العلاجية والجرعة السامة لأى منتج عشبى.
وأكدت التوصيات بضرورة الالتزام بمعايير هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) وتوصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) عند تحضير أى دواء عشبى، وأوصت الدراسة بضرورة تفعيل دور وزارة الصحة فى الرقابة على أسواق الأدوية العشبية، ومحاصرة المنتجات مجهولة المصدر، سواء المحلية أو المستوردة وغير المسجلة بوزارة الصحة المصرية لمنع وصولها لأيدى المصريين، مما يشكل خطورة بالغة على صحتهم، وقد تودى بحياتهم، كما أجمع الفريق البحثى على أن الرقابة وتوعية المواطنين بخطورة الاستخدام الخاطئ مسئولية مشتركة لهيئات المجتمع المدنى ووزارة الصحة وشركات الدواء، كما أكدت الدراسة ضرورة منع ظهور أى إعلان على شاشات الفضائيات إلا بموافقة لجنة بوزارة الصحة، وظهور المنتجات المرخصة فقط، والمعلومة المصدر، على أن يتم إبراز مخاطر الاستخدام الخاطئ ومخاطر الدواء فى الإعلان.
وأكدت الدراسة أن العلاج بالأدوية العشبية سيأخذ الطريق الصحيح فى مصر، بعد استكمال أضلاع المنظومة الطبية فى هذا المجال، بإضافة مقررات عن الأعشاب الطبية بكليات الطب بمصر، وأن لا تقتصر دراستها بكليات الصيدلة فقط، فوجود الأطباء بجوار الصيادلة بهذه المنظومة، سيقضى على ظهور المشعوذين والدجالين وغير المتخصصين من الترويج لمنتجات مجهولة المصدر.
وقال الدكتور مصيلحى إنه قد تم نشر نتائج هذه الدراسة فى مؤتمر علمى عقد فى العاصمة الإماراتية دبى، فى الفترة من 10 – 12 مارس الجارى.
ساحة النقاش