الاتجاهات النفسية نحو التوجيه والإرشاد الطلابي وعلاقتها ببعض المتغيرات الشخصية بمنطقة المدينة المنورة
عبدالجليل بن محمد عواد أبو زيد
|
تاريخ الإضافة: 17/9/2013 ميلادي - 13/11/1434 هجري
زيارة: 317
Share on favoritesShare on facebook Share on twitter Share on hotmailShare on gmail Share on bloggerShare on myspaceShare on digg
ملخص الرسالة
الاتجاهات النفسية نحو التوجيه والإرشاد الطلابي
وعلاقتها ببعض المتغيرات الشخصية
بمنطقة المدينة المنورة
مقدمة
يعد الإنسان محور التنمية، فله تعد المشروعات وله تنجز وقد شهدت المملكة العربية السعودية تطورًا كبيرًا معتمدة عليه مكتشفة قدراته، عاملة على صقلها بما يحقق إشباع حاجاته فى ضوء احتياجات المجتمع الذى ينتمي إليه.
ومن هذا المنطلق تم توفير مختلف البرامج التربوية (صياغة هذا الإنسان حتى يعي دوره المنوط به، ويعد توجيه الطلاب وإرشادهم أحد أهم هذه البرامج الذي بدأ في تطبيقه منذ عام 1402هـ، إيمانًا من رجال التربية بدور هذا البرنامج فى صقل الناشئة وتهيئتهم للحياة العملية بلا عقد نفسية أو اجتماعية أو دراسية.
وقد اهتمت وزارة المعارف بالتوجيه والإرشاد الطلابي بشكل متزايد وغيرت مسمى إدارة التربية الاجتماعية إلي الإدارة العامة لتوجيه الطلاب وإرشادهم عام 1401هـ بموجب التعميم الوزاري رقم 216 في 19/10/1401هـ، ثم غير المسمى إلى (الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد) بموجب التعميم الوزاري رقم 661/ 46 في 22/10/1416، واتصلت الوزارة بالجامعات السعودية لإيجاد برامج للتوجيه والإرشاد الطلابي وعقدت عدة دورات في جامعتي الإمام وجامعة أم القرى ثم تطورت فيما بعد حتى أصبحت دبلومًا في التوجيه والإرشاد الطلابي لمدة عام دراسي حتى الآن.
واستمر العمل المتواصل والتخطيط من هذه الإدارة لكافة النواحي المرتبطة بالعملية التربوبة وتم إعداد (الكثير من البرامج والتي أصبحت تطبق في جميع مدارس المملكة العربية السعودية وقد ظهرت نتائج هذه المجهودات وأصبحت الإدارة العامة لتوجيه الطلاب وإرشادهم من الأقسام التي يعتمد عليها في التخطيط والتقويم والمتابعة وإعداد البرامج المختلفة التي تتناول جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والمهنية والعلمية التي تتعلق بأبنائنا الطلاب ومساعدتهم للتخلص من جميع المشكلات التي تعيق الطموح والنجاح.
ومثل هذا البرنامج في حاجة إلي دراسات عديدة ودقيقة لمعرفة الصعوبات التي يواجهها وما سوف يتبع ذلك من عمليات تقويم وتصحيح وتعديل من أجل تحقيق الأهداف التي وضعت من أجل ذلك وطبقًا لذلك تجيئ هذه الدراسة لمحاولة معرفة الاتجاهات النفسية لكل من له علاقة بالعملية الإرشادية لما لهذه الاتجاهات من أهمية كبيرة في معرفة الواقع الحالي لتلك الاتجاهات على أمل تغيرها إن كانت سلبية أو تعزيز ايجابيتها.
وتعتبر هذه الدراسة الميدانية امتدادًا للدراسة التي قام بها مانع (1995م) بعنوان الاتجاهات النفسية للمديرين والمدرسين والمرشدين نحو التوجيه والإرشاد الطلابي في مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية والتي تناولت الإتجاهات نحو القضايا الأساسية التي تتعلق بالعملية الإرشادية من جميع الجوانب.
ولي أمل كبير في أن تسهم هذه ا لدراسة في فتح الطريق أمام المزيد من الدراسات والبحوث الميدانية إذ أن مثل هذه الدراسات تساعد على اكتشاف الحقائق ورسم السياسات والتخطيط الواعي لجانب هام من جوانب العملية التعليمية ألا وهو الخدمات الإرشادية في مدارسنا.
مشكلة الدراسة:
رغم مرور ما يزيد عن أربعة عشر عامًا علي نشأة برنامج (التوجيه والإرشاد) فإن العمل الإرشادي يعاني من بعض الصعوبات والعراقيل التي تهمش دوره، فالمجتمع المدرسي واللوائح والخطط وكثرة أعداد الطلاب تعيق برنامج التوجيه والإرشاد فالظروف القائمة إذًا والتي يمارس فيها هي عمومًا المؤثرة سلبًا أو إيجابًا على ذلك العمل.
وهناك انطباعات أظهرت مدى انخفاض إدراك الإدارة المدرسية لدور التوجيه والإرشاد في المدارس إضافة الى أن بعض مديرى المدارس لا يرى استقلالية هذا البرنامج والبعض الآخر يرى أن المرشد الطلابي أحد العاملين الإداريين في المدرسة وأيضًا نظرة المدرسين غالبًا ما تكون سلبية نحو برامج الإرشاد لأنهم يرون أن المرشد يتدخل في عملهم وصلاحيتهم وكذلك اتجاه بعض المرشدين إلى الإسهام في الأعمال الإدارية واعتبار مجال الإرشاد مجالًا للتفرغ والراحة.
ومن واقع خبرة الباحث البالغة اثني عشر عامًا كمرشد طلابي في كافة المراحل ونتيجة للمواقف السابقة نحو التوجيه والإرشاد سواء من المديرين أو المدرسين أو المرشدين وأن هذه الاتجاهات تؤثر سلبًا على العمل الإرشادي وتقف عائقًا في تحقيق هذا البرنامج ومن أجل التحقق من سلبية أو إيجابية هذه الاتجاهات لكل فئة من هذه الفئات ذات العلاقة بالعملية الإرشادية سوف أقوم بدراسة ميدانية استطلاعية موسعة على الاتجاهات النفسية لمديري المدارس والمدرسين والمرشدين الطلابيين والموجهين والطلاب بمنطقة المدينة المنورة.
وكذلك لقلة الدراسات التي تناولت هذا الجانب الهام في العملية التعليمية ولما تحتاجه برامج التوجيه والإرشاد من تقييم أكثر وخاصة فيما يتعلق باتجاهات القائمين على العمل الإرشادي في مدارسنا والطلاب أنفسهم.
على أن هناك دراسة تناولت الاتجاهات قام بها مانع (1995) بعنوان (الاتجاهات النفسية للمديرين والمرشدين الطلابيين نحو التوجيه والإرشاد الطلابي في مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية)، والتي تناولت الاتجاهات نحو القضايا الأساسية التي تتعلق بالعملية الإرشادية من جميع الجوانب أظهرت النتائج أن اتجاهات المديرين والمرشدين أكثر إيجابية نحو مختلف جوانب التوجيه والإرشاد الطلابي من المدرسين وقد فسر ذلك بأنه ربما يعود لتأثير الدورات الإيجابية على المديرين والمرشدين مقارنة بالمدرسين الذين لا يتلقون أي دورات أثناء تطبيق تلك الدراسة، ومن هنا فقد أوصت تلك الدراسة بإلحاح بأهمية إجراء دراسة أخرى على فئات من المديرين والمدرسين والمرشدين الطلابيين ممن لم يتلقوا دورات تدريبية أو دراسية لمعرفة اتجاهاتهم نحو التوجيه والإرشاد الطلابي.
وعليه فإنه يمكن صياغة السؤالين الرئيسيين لهذه الدراسة على النحو التالي:
السؤال الأول: ما طبيعة الاتجاهات النفسية نحو التوجيه والإرشاد الطلابي لكل من مديري المدارس والمدرسين والمرشدين الطلابيين والموجهين في مدارس التعليم العام تبعًا لمتغيرات الخبرة والدورات؟
السؤال الثاني: ما هي الفروق بين الفئات المذكورة أعلاه في مختلف جوانب العملية الإرشادية؟
أهمية الدراسة:
ويمكن تحدبد أهم أهداف الدراسة فيما يلي:
1) محاولة للتعرف بطريقة علمية على الاتجاهات النفسية لمديرى المدارس والمدرسين والمرشدين الطلابيين والموجهين نحو مختلف جوانب التوجيه والإرشاد الطلابي من خلال مواقعهم القيادية في العملية التربوية.
2) أن الاتجاهاث التي تكشف عنها هذه الدراسة سوف تتيح للمسئوين التربويين على مستوي المدرسة وإدارة التعليم ووزارة المعارف فرصة التعرف على وجهات نظر ومواقف منهم نحو الآخر الأمر الذي يساعد على حل المشكلات التي تقف عقبة دون فاعلية وتقدم خدمات التوجيه والإرشاد في مدارسنا.
3) تعتبر نتائج هذه الدراسة ذات أهمية خاصة يتعرف منها المختصون في إدارة التوجيه والإرشاد الطلابي وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات على متطلبات التدريب وإعداد مناهج خاصة بدورات للتوجيه والإرشاد الطلابي.
4) أنها ستفتح المجال لدراسات أخرى حول التوجيه والإرشاد الطلابي مما يساهم إلى حد كبير في تقييم هذه البرامج والعمل على تطويرها.
أهداف الدراسة:
تأتي هذه الدراسة للكشف عن الاتجاهات النفسية لذوي العلاقة بعملية التوجيه والإرشاد الطلابي ومعرفة آرائهم نحو جميع النواحي الإنمائية والوقائية والعلاجية وتتمثل هذه الأهداف في التعرف على:
1) مدى سلبية أو إيجابية المديرين والمدرسين والمرشدين الطلابيين والموجهين والطلاب نحو الجوانب المختلفة للتوجيه والإرشاد الطلابي.
2) معرفة فيما إذا كانت هناك فروق في إتجاهات ذوي العلاقة على الجوانب المختلفة للتوجيه والإرشاد الطلابي في مدارسنا من الجوانب الإنمائية والوقائية والعلاجية.
حدود الدراسة:
تتحدد الدراسة بالآتي:
1- العينة وهم: المديرون والمدرسون ومرشدو الطلاب والموجهون والطلاب في مدارس منطقة المدينة المنورة.
2- الحدود المكانية وهي: المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وإدارة التعليم في كل مدارس منطقة المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.
3- الحدود الزمنية: تم تطبيق هذه ا لدراسة في بداية الفصل الأول من عام 1418هـ.
مصطلحات الدراسة:
الاتجاهات النفسية:
إن معظم علماء النفس وعام النفس الاجتماعي يستخدمون هذا المصطلح ليشير إلى ذلك الشعور الذي يعبر عنه الفرد نحو الأفراد أو المؤسسات أو الأفكار والمبادئ أو القضايا الاجتماعية.
وهناك الكثير من التعريفات التي تناولت موضوع الإتجاهات ولكن أكثرها شيوعًا هو تعريف (البورت) والذي يرى أن الاتجاه حالة من الاستعداد أو التأهب العصبي والنفسي ينتظم من خلال خبرة الشخص وتكون ذات تأثير توجيهي أو دينامي على استجابة الفرد لجميع الموضوعات والمواقف التى تستثير هذه الاستجابة (غريب، 1993).
التعريف الإجرائي للاتجاهات في هذه الدراسة:
فيقصد به مجموع استجابات مدير المدرسة والمدرسين ومرشدي الطلاب والموجهين والطلاب نحو مقياس الاتجاهات النفسية نحو التوجيه والإرشاد الطلابي المستخدم في هذه الدراسة بأبعادها الثمانية عشرة وهي:
الجسمي- الحركي- العقلي- اللغوي- الانفعالي- الاجتماعي- الديني- الأخلاقي- وتسمى بالمدخلات الإرشادية وهذه الجوانب التسعة تركز على الجانب النمائي والوقائي من التوجيه والإرشاد وأما المخرجات فهي:
الإرشاد التربوى- الإرشاد المهني- الإرشاد الاجتماعي الأسري- الإرشاد العلاجي- التقويم والمتابعة- الخلافات الإرشادية- المعلومات الإرشادية- التخطيط للعملية الإرشادية- العملية الإرشادية في علاقتها بوسائط المجتمع الأخرى.
التوجيه والإرشاد:
التوجبه والإرشاد عملية بناءة، تهدف إلى مساعدة الفرد لكي يفهم ويدرس شخصيته ويعرف خبراته ويحدد مشكلاته وينمي إمكاناته ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه لكي يصل إلى تحقيق أهدافه وتحقيق الصحة النفسية للتوافق شخصيًا وتربويًّا ومهنيًّا وأسريًّا.
والتوجيه والإرشاد هو عملية إرشاد الفرد إلى الطرق المختلفة التي يستطيع عن طريقها اكتشاف واستخدام إمكاناته وقدراته وتعليمه بما يمكنه من أن يعيش في أسعد حال ممكن بالنسبة لنفسه وللمجتمع الذي يعيش فيه (زهران 1982 م).
الخبرة:
ويقصد بالخبرة في هذه الدراسة، المدة التي قضاها المدير أو المدرس أو المرشد الطلابي أو الموجه في عمله في الحال التعليمي وقد قسمت إلى قسمين (ذوي الخبرة القصيرة وتتراوح من سنة واحدة إلى سبع سنوات، وذوي الخبرة الطوبلة وتكون من ثمان سنوات فأكثر).
الدورات التربوية:
ويقصد بها في هذه الدراسة ما حصل عليه المدير أو المدرس أو المرشد الطلابي أو الموجه في مجال تخصصه سواء عن طريق حصوله علي مؤهل علمي متخصص (ماجستير، أو دورة تدريبية).
المؤهل التربوي:
يقصد بالمؤهل التربوي في هذا البحث التأهيل التربوي ويقسم إلى قسمين:
• مؤهل تربوي: وهو الذي تخرج من إحدى كليات التربية أو من إحدى الكليات الأخرى وحصل على الدبلوم العام في التربية.
• غير مؤهل تربويًا: وهو الذي تخرج من أي كلية خلاف كلية التربية، ولم يحصل على الدبلوم العام في التربية أو دورات أخرى تربوية في تخصصه.
التوصيات والمقترحات:
أثارت نتائج هذه الدراسة مجموعة من الحقائق التي يجدر الإشارة إليها في هيئة توصيات وأبرزها ما يلي:
أولًا:
أظهرت النتائج وجود فروق ولكنها ليست شاملة لكل الأبعاد بين المديرين والمدرسين والمرشدين والموجهين والطلاب نحو التوجيه والإرشاد ولذلك من الضروري توضيح مفهوم التوجيه والإرشاد الطلابي للمديرين والمدرسين والمرشدين والطلاب، والاهتمام الفعلي بالتوجيه والإرشاد وإعطائه أولوية في المجال التربو�
ساحة النقاش