الموهبة والأطفال الموهوبون
إن الثروة البشرية هي الثروة الحقيقية لأي مجتمع من المجتمعات، ويعتبر المتفوقون على رأس تلك الثروة؛ نظرًا لأهميتهم في مواجهة تحديات العصر الحديث؛ مما دفع بالمهتمين بشؤون علم النفس والتربية بالكشف عن المتفوقين، ومَن لديهم تفكير ابتكاري؛ وذلك بهدف رعايتهم والعناية بهم، وتحقيق أفضل الوسائل البيئية الممكنة لاستثمار تفوقهم؛ فَهُم كوادر المستقبل لقيادة بلادهم في جميع المجالات العلمية والتقنية والإنتاجية والخدمية، وعليهم ترهن الدول في سباقها للحاق برَكْب التطور، في عصر أصبح يمثل امتلاك التقانة فيه جوهر الصراع والمنافسة بين أقطابه القوية، وتلك التي تسعى لتجد لنفسها مكانًا تحت الشمس.
وإذا نظرنا إلى واقع الموهوبين في الوطن العربي، نجده مؤلمًا للغاية؛ حيث يوجد مائة مليون طفل عربي يشكلون 45% من مجموع العرب، وهي أعلى نسبة لوجود الأطفال في العالم، ومع ذلك فالرعاية في المجتمعات العربية ما زالت غير متقدمة بالشكل المطلوب، والأخطر من ذلك أن بعض الاتجاهات الوالدية في المجتمعات العربية لا تشكل مناخًا جيدًا للتربية، فضلاً عن رعاية الموهبة.
وقد أكدت الدراسة الطولية الشهيرة التي أجراها "تيرمان" ومساعدوه في 1959م على 1500 تلميذ وتلميذة، والذين أسماهم بالعباقرة، واختارهم من بين مائتي وخمسين ألف تلميذ وتلميذة من المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، بناء على حصولهم على درجات 140 فأكثر، في اختبار ستانفورد - بينيه للذكاء، وتعقب حياتهم لأكثر من خمسة وعشرين عامًا (على الدور الذي لعبه الوالدان في تفهم تفوق ونبوغ هؤلاء التلاميذ، وتشجيع المواهب والقدرات والإنجازات التي قاموا بها خلال حياتهم المدرسية، وبعد اكتمال مرحلة الرشد وخروجهم إلى الحياة العملية).
في دراسة مسحية للدكتور "عبدالعزيز الشخص" عام 1411هـ بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية، شملت الدول التالية (الإمارات، قطر، البحرين، المملكة العربية السعودية، عمان، الكويت، العراق)، تبيَّن عدم وجود أي خدمات أو برامج أو جهات مسؤولة عن الموهوبين في تلك الدول، باستثناء خدمات تتمثل في حوافز مادية أو معنوية تقدم إلى الموهوبين، كما في السعودية والبحرين، أو تجارب للتعرف على الموهوبين مثل دراسة تعدها وزارة التربية في الكويت لاختيار أفضل وسيلة للكشف عن الموهوبين، واعتبرت دراسة "الشخص" أن العراق أكثر الدول اهتمامًا بتقديمها بعض الأنشطة التربوية اللاصفية، وهي تستخدم أسلوب الإسراع في رعاية الموهوبين.
هذا الحديث قبل أكثر من عشر سنوات، اليوم نستطيع أن نتحدث عن اهتمام واعٍ بالموهوبين لدينا، من خلال مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين، فبالرغم من عمرها القصير حيث صدر الأمر السامي الكريم بالموافقة على إنشائها في 1420/5/13هـ، فإننا نلحظ نشاطها، كما أن مجلة "موهبة" بما احتوته من مقالات علمية وترجمات رائعة تعتبر إصدارًا جيدًا، يجدر بالقائمين عليها توزيعها على المدارس بما يمكِّن الآباء من الاطلاع عليها.
- الموهبة عند الطلاب وأساليب تنميتها (ورشة عمل)
- مفهوم الموهبة في التعامل مع الطفل الموهوب
- مفهوم الموهبة والطفل الموهوب
- الموهبة سر الجمال والصحة .. و مفتاح الصبر الجميل(مقالة - مجتمع وإصلاح)
- الموهبة(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
- الاستثمار في الموهبة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
- برامج التلمذة لصقل الموهبة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
- "الموهبة" من دعائم صناعة الأدب(مقالة - حضارة الكلمة)
- موهبة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
- صائد المواهب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
- طفلي بطيء التعلم، فكيف أنمي مواهبه؟(استشارة - الاستشارات)
- الفطنة موهبة تحتاج إلى رعاية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
- أنا أديب صغير، فكيف أنمي موهبتي؟(استشارة - الاستشارات)
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/56188/#ixzz2WoKZgaQH
ساحة النقاش