مرحلة الطفولة المتأخرة : مظاهر النمو ومشكلات

دراسة مكتبية

الباحث / عباس سبتي

ديسمبر 2008 م

مقدمة  :

         الطفولة المتأخرة تعد من مراحل عالم الطفولة ،  وقد قسم علماء التربية عالم الطفولة إلى ثلاث مراحل : الطفولة المبكرة بين 2-6 سنوات ، والطفولة المتوسطة بين 7-ونهاية 8 ، والطفولة المتأخرة بين 9-12 سنوات

وتسمى الطفولة المتأخرة مرحلة المدرسة الابتدائية لمن يدمج مرحلة الطفولة المتوسطة مع مرحلة الطفولة المتأخرة ، حيث يبدأ الطفل في دخول المدرسة الابتدائية بعد أن مر بمرحلة رياض الأطفال ،

في مرحلة الطفولة المتأخرة يتم التركيز على المهارات التي يتمتع بها طفل هذه المرحلة منها مهارات حركية ومهارات اجتماعية مهارات عقلية وفكرية

هذا وسوف نقتصر دراستنا بمرحلة الطفولة المتأخرة باستبعاد مرحلة الطفولة المتوسطة ، إي أننا نتناول الطفل من السنة 9وإلى السن 12 ، وتكون الدراسة تتناول طفل الصف الرابع والخامس من المرحلة الابتدائية والصف السادس  والسابع من  المرحلة المتوسطة ، حسب السلم التعليمي في الكويت  وسنوات الطفولة المتأخرة ما بين 9-12 سنوات كما مر ذلك

وقد يطلق على مرحلة الطفولة المتأخرة بمرحلة ما قبل المراهقة ، لكن قد يبلغ الطفل في نهاية السن 12 كما في البلدان ذات المناخ الحار ،

وسوف نركز في الدراسة على مظاهر النمو لمرحلة الطفولة المتأخرة والمهارات التي يتمتع بها طفل هذه المرحلة وذكر بعض المشكلات التي تصدر لبعض أطفال هذه المرحلة

هذه الدراسة تعد دراسة مكتبية حيث نستعين بالكتب أو الدراسات التي تعالج عالم الطفولة المتأخرة

وتتكون الدراسة من مدخل عام لعلم نفس النمو ونظرياته وأهم رواده  ، وأهم مظاهر النمو لمرحلة الطفولة المتأخرة وأهم المشكلات التي يصدر من أطفال هذه المرحلة وأهمها التأخر الدراسي والتسرب عن المدرسة وضعف الثقة بالنفس وكيفية علاجها بغية الاستفادة منها من قبل رجال التربية والتعليم 

ملخص الدراسة 

هذه الدراسة من الدراسات المكتبية التي تعتمد على الكتب والدراسات في مراكز مصادر المعرفة ، وقد مهدت الدراسة إلى ذكر علم نفس النمو الذي يعد فرعاً من فروع علم النفس من خلال مفهوم النمو والعوامل المؤثرة به ، ونظريات علم نفس النمو التي تركت بصماتها واضحة على هذا العلم 

وتتناول هذه الدراسة مرحلة الطفولة المتأخرة من حيث مفهوم هذه المرحلة ومظاهر النمو المختلفة والمتعلقة بها مثل النمو الجسمي والنمو العقلي والنمو الانفعالي والنمو الاجتماعي والنمو الأخلاقي والديني ، كذلك تتعرض الدراسة إلى مشكلات الطفولة المتأخرة وهي المشكلات تحتاج إلى دراستها دراسة مستفيضة لكي نربي أجيالاً أسوياء يخدمون وطنهم بعد التخرج من مراكز التعليم الثانوي والعالي ، وأهم هذه المشكلات هي : العدوان والانطواء والخجل والغيرة والتأخر الدراسي والتسرب عن المدرسة وضعف الثقة بالنفس والكذب والسرقة 

أهمية الدراسة : 

 تأتي أهمية الدراسة أنها تلقي الضوء على مظاهر النمو لمرحلة الطفولة المتأخرة ومشكلاتها مما يساعد التربويين على كيفية التعامل مع أطفال هذه المرحلة

أهداف الدراسة :

التعرف على مفهوم مرحلة الطفولة المتأخرة والعوامل المؤثرة

التعرف على مظاهر النمو لمرحلة الطفولة المتأخرة

التعرف على المشكلات لأطفال هذه المرحلة

حدود الدراسة :

تتناول هذه الدراسة مرحلة الطفولة المتأخرة من حيث مراحل ومظاهر النمو المختلفة فيها ، وبعض المشكلات التي يعاني منها أطفال هذه المرحلة ، وتضم هذه المرحلة الفئة العمرية ما بين 9-12 سنوات

مدخل علم نفس النمو

معنى علم نفس النمو : اختلف العلماء في تعريف علم نفس النمو ، لكن اهم الأقوال : انه العلم الذي يبحث في نمو الكائن الحي ونضجه وسلوكه ومعوقات نموه وتفاعله مع بيئته

النمو: مجموعة من العمليات البيولوجية التي تحدث على شكل تغيرات تظهر من خلال الخصائص التالية:

-       المساواة: تسلسل وتتابع طبيعي وصولاً إلى النضج

-       الشمولية: تظهر التغيرات لدى جميع الأفراد بغض النظر عن العوامل البيئية أو الفروق الفردية، علماً بأن الاختلاف بين الأفراد يكون في سرعة النمو والمستوى الذي يصل إليه النمو

-       التقدمية: تقدم في النمو وليس تراجعاً

-       الكمية والنوعية

العوامل المؤثرة في النمو:

أولاً العوامل الداخليـة:

(1) الوراثة: يختلف الأفراد عن بعضهم بعضاً باختلاف الخصائص الوراثية، الكروموزوم هو جسيم صغير في نواة الخلية تحمل الجينات وعددها 22 زوج + الزوج الأخير الذي يحدد الجنس

الجين (المورث) هو إحدى الوحدات المكونة للكروموزوم في نواة الخلية وهو يحمل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء وهو مكوّن من مادة كيميائية معقدة تسمى الـDNA (الحامض النووي)

(2) النضج العضوي: النضج هو تغيرات منتظمة في جوانب عديدة دون تدريب أو خبرة. التغيرات في الطول والوزن، والشكل الخارجي، والنسب الجسمية، واكتساب أشكال سلوكية جديدة مثل المشـي.

الغدد:

 ثانياً: العوامل الخارجيـة:

(1) البيئة:

-       العوامل الماديـة: بيئة الحمل في مرحلة ما قبل الولادة، وظروف ما بعد الولادة مثل: التغذية، التلوث، الضوضاء

-       العوامل الثقافية الاجتماعية:

(2) الغذاء: المستوى الاقتصادي والعادات الغذائية. البروتينات لبناء أنسجة الجسـم، والفيتامينات الأملاح المعدنية التي تدخل في تركيب مكونات حيوية في الجسم مثل الحديد يدخل في تركيب الهيموجلوبين والكالسيوم يدخل في تركيب العظام. نقص الفيتامين أ يؤدي إلى العشاء الليلي، ونقص فيتامين ج يؤدي إلى الإصابة بالإسقربوط.

نقص التغذية: يؤثر على النمو العقلي والجسمي للجنين، فقر الدم ولين العظام وعدم القدرة على مقاومة الأمراض. نقص التغذية في مراحل متقدمة يؤدي إلى تأخر النمو الحركي وضعف التحصيل الدراسي وتأخر النمو العقلي.

موضوع علم نفس النمو :

عبارة عن دراسة سلوك الفرد في تطوره ونضجه والمدى الزمني لهذا النضج وماهر الشخوخة ومدى تأثر هذا التغير بالنواحي المختلفة من جسمية ونفسية واجتماعية

وتعتمد هذه الدراسة على الملاحظات العلمية الدقيقة والتجربة والتحليل الإحصائي لنتائج هذه الملاحظات والتجارب من أجل معرفة الإنسان في نموه ومظاهر هذا النمو ، لحل مشكلاته

مراحل نمو الطفل :

مرحلة ما قبل الميلاد : الحمل وتكوين الجنين ونموه وعوامل مؤثرة في نمو الجنين

مرحلة الميلاد والمهد ومظاهر نمو هذه المرحلة

مرحلة الطفولة المبكرة : من 2-6 سنوات ومظاهر النمو المختلفة ، ومرحلة رياض الأطفال

مرحلة الطفولة المتوسطة : 7- نهاية 8 سنة وقد تنضم إلى الطفولة المتأخرة كما يرى بعض

مرحلة الطفولة المتأخرة : 9-12 سنة وهي مجال دراستنا الحالية

مناهج البحث في علم نفس النمو :

تتعدد مناهج البحث لدراسة نمو مراحل الإنسان والهدف منها هو كشف العوامل التي تنتج عنها مراحل النمو والعوامل المؤثرة للوصول إلى القوانين والنظريات التي تفسر مراحل النمو والتنبؤ بها مستقبلاً

نظريات في مجال علم نفس النمو :

تتعدد نظريات علم نفس النمو ولكن أشهرها هي :

نظرية التحليل النفسي:

الافتراضات:

-       دوافع أساسية (غريزية جنسية عدوانية) لابد من إشباعها في كل مرحلة من مراحل النمو

-       الأطفال أكثر سلبية وعجزاً أمام العوامل البيولوجية

-       تنشأ لدى بعض الأطفال مشاعر جنسية وعدوانية نحو والديهم تؤدي إلى الصراع والقلق وأحياناً الاضطراب النفسي

-       يولد الطفل وهو مزود بكمية ثابتة من الطاقة البيولوجية التي هي مصدر كل الدوافع الأساسية (أطلق فرويد على الطاقة الجنسية اسم الليبدو)

مراحل النمو لدى فرويد:

  • المرحلة الفمية: التركيز على الأنشطة التي تؤدي إلى اللذة والإشباع
  • المرحلة الشرجية: لذة في عملية الإخراج والتدريب على عملية الإخراج (قد يواجه الطفل صعوبة وقسوة في ضبط عملية الإخراج مما يترك الأثر الواضح في شخصيته)
  • المرحلة القضيبية: الأعضاء التناسلية مصدر إشباع ولذة (عقدة أوديب وعقدة الكترا)
  • مرحلة الكمون: كمون النمو الجنسي
  • المرحلة التناسلية: الأعضاء التناسلية هي مصدر الإشباع واللذة

-       إذا لم يتم إشباع الدوافع أو الحاجات في كل مرحلة من المراحل ستحدث عملية التثبيت عند المرحلة التي لم تشبع أي تأخر في عملية النمو مثال: التثبيت في المرحلة الشرجية يؤدي إلى البخل.اللذة المفرطة أو اللذة القليلة في المرحلة الفمية قد تؤديان إلى مشكلات مستديمة في مرحلة الرشد كإدمان الخمر أو الاكتئاب

ديناميات الشخصية:

-       الأنا الأعلى: موانع المجتمع والقيم التي يمتصها الإنسان بداخله تدريجياً وتشكل الضمير. يعمل على بلوغ الكمال وليس الواقع، الجانب الأخلاقي للشخصية

-       الأنا: الجانب النفسي في الشخصية. إيجاد طرق لإشباع الحاجات ومراعاة تحذيرات الضمير فقط في الحالات التي يسمح فيها الواقع. النجاح في مهمة يحقق الاتزان النفسي

-       الهو: الطاقة الجنسية (اللبيدو) يعمل على تخليص الفرد من الاستثارة الناتجة عن عوامل داخلية وخارجية. يعمل على تحقيق اللذة وتجنب الألم. لا تحكمه القيم الأخلاقية أو قوانين العقل

يوجد صراع دائم بين ديناميات الشخصية (علاقة دينامية) إذا تغلب الأنا الأعلى----الانطواء بينما إذا تغلب الهو------العدوان.

مبادئ سائدة في الشخصية:

  • اللذة: يحكم سير السلوك. ينمو بل نمو الأنا والأنا الأعلى ويسعى الطفل لإشباع دوافعه الأساسية الغريزية وفي البداية لا يوجد أي ضابط سوى الأم. في حالات الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية يكون الهو هو المسيطر
  • الواقع: نتيجة الاحتكاك بالمحيطين في البيئة ومع بداية ظهور الأنا كنظام ضابط. تأجيل إشباع الدوافع في الطفولة وفي الرشد مبدأ الواقع هو السائد

إجبار التكرار: تكرار سلوك ارتبط بخبرات معينة في حياته. إعداد تكرار السلوكيات التي تسبب اللذة والإشباع ولكن في الحالات المرضية قد يكرر الفرد سلوكيات تسبب له الألم.

نظرية إريكسون:

أزمة شخصية واجتماعية تمثل تحدياً للإنسان في كل مرحلة من مراحل النمو

الافتراض:

يتعرض الفرد خلال مراحل النمو إلى مجموعة من الأزمات قد تؤدي إلى تكامل الشخصية أو تدهورها. في كل مرحلة يوجد أزمة ناتجة عن النضج الفسيولوجي والمطالب الاجتماعية. وفي حال الوصول إلى حلول مقبولة لهذه الأزمات أو المشكلات النفسية والاجتماعية تتحقق الهوية الشخصية. ترتبط كل أزمة بغيرها من الأزمات

مراحل النمو:

-       الثقة مقابل عدم الثقة (0-2): القدرة على التنبؤ بسلوكه وسلوك الآخرين وهو شعور يشتق من خبراته في السنة الأولى. خبرات تشير إلى أن حاجاته تم إشباعها

-       الاستقلالية مقابل الخجل والشك(2-4): يختبر البيئة ووالديه ويتعلم ما يستطيع القيام به والتحكم فيه وما لا يستطيع القيام به والتحكم فيه. تنمية الشعور بالتحكم الذاتي، تتأثر هذه المرحلة بنضج الجهاز العصبي، نمو الشعور بالاستقلال الذاتي، قد يكون الطفل عاجزاً عن التعامل مع جسمه وبيئته وهنا يمكن أن يتظاهر بالتقدم إلى الأمام عن طريق العدوان والعناد أو يلجأ إلى النكوص.

-       المبادرة مقابل الشعور بالإثم (4-6)

-       الكفاية مقابل الشعور بالنقص (6-11): الانشغال بأشياء كبيرة، يرغب بالحصول على تقدير من خلال إنتاج شيء ما، القيام بأعمال على درجة كبيرة من الإتقان

-       تشكيل الهوية مقابل انفلاش الهوية (المراهقة): تغيرات جسمية وأدوار اجتماعية، ومطالب وتوقعات جديدة. أن يحدد أهدافه وأهمية تجاوز الأزمات في المراحل السابقة وأهمية إدراك الآخرين له ومقارنة هذا الإدراك بإدراكه لنفسه

-       الألفة مقابل العزلة (المراهقة المتأخرة 20-24): علاقات اجتماعية ناجحة مع الأسرة والأصدقاء وعلاقات زوجية ناجحة. أهمية القبول الاجتماعي

-       الإنتاج مقابل الركود (الرشد 25-65): القدرة على الإنتاج والعطاء والإنجاب وتحقيق الكفايـة

-       تكامل الأنا مقابل اليأس (الشيخوخة): تقبل الذات وتقبل الآخرين

 

تقويم النظرية:

  • لم تحدد الخبرات التي يحتاجها الفرد لحل الصراعات والأزمات
  • الصلة بالواقع
  • التركيز على الأنا
  • أفكار إيجابية

نظرية بياجيه:

-       النمو المعرفي هو نتيجة: النضج، التوازن، الخبرات الاجتماعية، الخبرات الطبيعية بالأشياء

-       خصائص تفكير الأطفال: التمركز حول الذات (لا يميز الواقع من الخيال، والذات من الموضوع، والأنا من الأشياء الموجودة في العالم الخارجي)، الإحيائية، الاصطناعية (الأشياء في الطبيعة من صنع الإنسان)، الواقعية (يدرك الأشياء عن طريق نتائجها المحسوسة ولا يربطها بأسبابها  الحقيقية).

مراحل النمـو:

-       المرحلة الحس حركية (0-2): حب الاستطلاع والرغبة بالاكتشاف، ردود الفعل المنعكسة (الأفعال المنعكسة)، مفهوم دوام الأشياء (أن الأشياء تبقى حتى لو غابت عن مجال حواسه)، بداية ظهور اللغة والأساليب الرمزية لتمثل العالم.

-       مرحلة ما قبل العمليات (2-7): نمو اللغة، التفكير بتركيز الانتباه على عنصر واحد، عدم الثبات، عدم القدرة على التفكير بالعكس، تعميم المفهوم (كلب لكي شيء متحرك)، تفكير متمركز حول الذات، تصنيف الأشياء بناء على بعد واحد، عدم اكتساب مفهوم الاحتفاظ، الإحيائية، الاصطناعية.

-       مرحلة العمليات المادية (7-11): فهم العلاقات بين الأشياء، تصنيف الأشياء المادية، القدرة على التفكير بأكثر من بعد، الثبات فالخصائص والفئات مستمرة مثل الطول والوزن، التفكير بالعكس، التفكير المنطقي لكنه مرتبط بالأشياء المحسوسة، المناقشة والحوار مع الأقران، اللعب المنظم القائم على بعض القواعد، ربط الظواهر بأسباب واقعية، يفهم الجمع والطرح والضرب والقسمة، الانعكاس (إعادة الشيء إلى نقطة بدايته دون حدوث أدنى تغير).

مرحلة العمليات المجردة (12-  ): معالجة عد أشياء في وقت واحد، بداية التفكير المنطقي، إدراك المفاهيم المجردة، التفكير المجرد والقدرة على وضع افتراضات واختبارها

نظرية باندورا:

يتعلم الفرد من خلال ملاحظة سلوك الآخرين

الانتباه----الحفظ (حفظ خطوات السلوك)----الأداء الحركي (إعادة السلوك)----الدافعية (ضرورة أن يكون لدى الفرد مهارات أساسية لإعادة السلوك)

نماذج باندورا في التنشئة الاجتماعية: العدوان، الدور الجنسي، السلوك الموجه اجتماعياً (المواقف الاجتماعية التي تنتهي نهايات سعيدة تترك آثاراً طيبة في نفوس الأطفال)، الكفاية الذاتية (تقييم الفرد لقدراته) ومن معايير تقييم الكفاية الذاتية: الأداء الفعلي(نجاح الفرد في مهمة ما)، الخبرات (رؤية الآخرين ينجحون في عمل ما مما يولد الإحساس بأنه قادر على الوصول إلى النجاح نفسه)، الثناء، المؤشرات النفسية (التعب والتوتر مؤشرات على صعوبة المهمة

-       الحتمية التبادلية: البيئة تشكل السلوك وتؤثر فيه ------السلوك يشكل البيئة ويؤثر فيها

-       الشخصية وليدة تفاعل البيئة والسلوك والعمليات النفسية للفرد (الصور العقلية واللغة)

 

خطوات التعلم بالملاحظة أو النمذجة:

(1) الانتباه: إذا أردنا تعلم أي شيء لابد أن ننتبه إليه وخصائص النموذج يمكن أن تؤثر في انتباهنا (ألوان زاهية ومؤثرات)

(2) الاحتفاظ: الاحتفاظ بما ننتبه إليه (دور اللغة والصور العقلية في عملية الترميز فنحن نخزن ما ننتبه إليه على شكل صور عقلية أو وصف لفظي أو رموز

(3) إعادة الإنتاج: ترجمة الصور الذهنية والرموز اللفظية إلى سلوك

(4) الدافعية: ما توفره البيئة من ثواب وعقاب يحدد احتمال حدوث السلوك.

-       دوافع إيجابية: تعزيز سبق الحصول عليه، تعزيز متوقع في المستقبل، تعزيز غير مباشر من مثل رؤية أو تذكر النموذج أثناء تأديته)

العوامل المؤثرة في التعلم الاجتماعي:

(1) خصائص النموذج: تشابه مع المتعلم، جنس النموذج ووضعه الاجتماعي بالنسبة للفرد

(2) نمط السلوك الذي يقوم به النموذج فإذا كان السلوك معقداً ضعفت درجة التقليد والسلوك العدواني درجة تقليدها غالية جداً.

(3) نتائج سلوك النموذج

(4) دافعية المتعلم: يمكن زيادة دافعية المتعلم بإخباره بأنه سيكافأ بقدر ما يستطيع تقليده من سلوك النموذج

(5) خصائص المتعلم: إذا كان أكثر اعتمادية على الغير، إذا تم مكافأته سابقاً، إذا كان يعتقد أنه يتشابه مع النموذج

العالم باندورا طرح مفهوم هام هو: التنظيم الذاتي (القدرة على التحكم بالسلوك):

  • ملاحظة الذات: النظر إلى أنفسنا وسلوكنا
  • الحكم: مقارنة سلوكنا وأنفسنا بالمعايير
  • الاستجابة الذاتية: إذا كان السلوك ينسجم مع المعايير فإنك تكافئ نفسك كأن تتناول الطعام وإذا لم ينسجم مع المعايير فإنك تعاقب نفسك (عقاب الذات المفرط يؤدي إلى: العويض مثل عقدة التفوق أو عدم النشاط والاكتئاب أو الانسحاب

باندورا أشار إلى بناء مفهوم ذات إيجابي (معرفة واقعية عن نفسك، معايير مناسبة، مكافأة الذات ولا تفكر كثيراً عندما تفشل)

 

مظاهر النمو في مرحلة الطفولة المتأخرة

 

النمو الجسمي :

يمتاز الطفل في هذه المرحلة بالنمو البطيء من الناحية الجسمية بينما يزيد النمو عنده في الجوانب الأخرى ، ويزيد طول الطفل وقد تتفوق الأنثى على الذكر في طول الجسم في السن 12 أحياناً بينا قد هذه السن يكون الطول متقارباً بين الجنسين

النمو الحسي والحركي :

نمو حاسة اللمس يكون كبيراً ، وكذا السمع يبلغ أقصى درجاته وتصل العين كحاسة إبصار إلى غاية نضجها ، وتنمو العضلات بين 7-11 سنة

هناك فروق بين الجنسين في اللعب ألعاب البنين تتصف بالخشونة والعنف كما في كرة القدم ، أما ألعاب البنات فتتسم بالدقة والتناسق في الحركات كما في الرقص والموسيقا

النمو العقلي :

يمتاز الطفل في هذه المرحلة بالعمليات العقلية العليا مثل : الانتباه أي الاحتفاظ بموضوع ما في مجال الإدراك ، والتذكر أي استرجاع خبرة سابقة ، والتخيل أي إضافة خبرة جديدة إلى الواقع

ويمتاز بالذكاء والتفكير : حيث أنه تجرى اختبارات الذكاء في هذه المرحلة بكثرة وقد يبلغ درجة الذكاء أقصاه في السن 9 و10

وأما أنواع التفكير لدى طفل هذه المرحلة فهي : إدراك العلاقات بين الأشياء والتفكير الاستدلالي التفكير الاستقرائي والتفكير النقدي ، هذا وعلى المربين استغلال هذه القدرات لدى أطفال الطفولة المتأخرة عند وضع المناهج التي تعتمد على التفكير وحل المشكلات والبحث وحب الاستطلاع

النمو اللغوي :

يزداد النمو اللغوي في التطور وقد تظهر البنات أكثر تفوقاً من الذكور ومن مظاهر النمو اللغوي في هذه المرحلة ازدياد المفردات الغوية ويزيد فهمه واستيعابه ويدرك التباين والاختلاف بين الكلمات ، ويتقن المهارات اللغوية كالقراءة والكتابة والاستماع والتعبير والتحدث ، ويدرك معاني المجردات كالصدق والكذب والعدل والأمانة ، ويتميز  قدرته على التعبير اللغوي ويظهر عليه التذوق الفني والأدبي

النمو الانفعالي :

يتأثر طفل هذه المرحلة بالضغوط الاجتماعية نتيجة الإعراض العصبية والتي تؤدي به إلى الشعور بالخوف وعدم الأمن النفسي والقلق الزائد مما يؤثر على نموه العقلي والاجتماعي ، وعلى الوالدين إشباع حاجاته مثل الحب والأمن والنجاح والتقدير وتقبل مشاعر الآخرين والانتماء إلى الجماعة

من مظاهر النمو الانفعالي استقرار الطفل من الناحية الانفعالية ، ويلاحظ على الطفل الميل إلى المرح وحب سماع النكتة وتقل لديه مظاهر الغضب في الغالب ويستغرق في أحلام اليقظة ، مع إبداء المخاوف حيال الظلام والأشباح واللصوص

النمو الاجتماعي :

يزداد الطفل في حبه اتجاه قيم المجتمع ، ويميل الذكر إلى أشباهه من الذكور وكذلك العكس بالنسبة للإناث ، مع اكتساب الذكر حرية أكبر في الانضمام  إلى الجماعة وعكس ذلك عند الأنثى ، وقد يضم الذكر إلى الأندية الرياضية ويتفوق في بعض الألعاب الرياضية

ومن مظاهر النمو الاجتماعي تأثر الطفل بالجماعة التي ينتمي إليها ويظهر الولاء لها ويزداد شعوره بالمسئولية وحبه لمساعدة الآخرين ويقل اعتماده على الغير ، ويميل إلى الاستقلالية والخصوصية

النمو الجنسي :

تسمى هذه المرحلة بمرحلة ما قبل البلوغ والمراهقة ، لذا يوصي التربويين على تعليم طفل هذه المرحلة بالقضايا الجنسية والاختلاف بين الجنسين

من مظاهر النمو الجنسي ويبدأ يسأل عن عملية الولادة والجماع وحب التعرف على الجنس الآخر ( الحب )

نمو الوعي الديني :

يساعد الجو الأسري والمدرسي الطفل على تقبل القيم الدينية والتحلي بالأخلاق وجمال الصفات من خلال المناهج الدراسية

النمو الأخلاقي :

يتعلم الطفل الاتجاهات الأخلاقية من الكبار خاصة من الوالدين ، معرفة الحلال والحرام وما هو مرغوب أو ممنوع اجتماعياً  ، خاصة يظهر ذلك على الأطفال أكثر ذكاء وهذا لا يمنع من تأثر الأطفال بقيم مجتمعه ومدرسته    

مشكلات الطفولة المتأخرة

توجد مشكلات عديدة للطفولة المبكرة ولكن يمكن علاجها من خلال المدرسة أو الأسرة أو المعالج النفسي ، هناك من قسم هذه المشكلات إلى :

المجموعة الأولى : السلوك العدواني والتقلبات المزاجية والعناد والغيرة وشدة الميل إلى المنافسة

المجموعة الثانية وهي الخضوع والانطواء والخجل وقلة النشاط على المستوى العادي

المجموعة الثالثة وهي الاهتمام الجنسي غير العادي والتهتهة واللجلجة

المجموعة الرابعة مثل التبول اللاإرادي

وهناك أمراض متعلقة بالنفس مثل مخاوف الأطفال كالغيرة ونوبات الغضب والعناد والصراخ والسلوك التخريبي والكذب والسرقة والتوتر

وسوف نذكر بعض هذه المشكلات بالتفصيل وهي :

التأخر الدراسي :

أي أن الطفل قد يرسب أكثر من مرة ويتأخر دراسياً عن أقرانه في الصف بسبب عوامل وأسباب منها ضعف الذكاء العام حيث يعاني  الطفل التأخر أو الضعف في كافة المواد الدراسية ، أو يعاني من الضعف في مادة أو مقرر دراسي واحد

عوامل التأخر الدراسي :

- العوامل العقلية 

- العوامل الجسمية 

 - العوامل الانفعالية مثل الخجل والتردد والقلق وغيرها من المظاهر النفسية التي توجد في الطفل

 

- العوامل المنزلية ضعف مستوى البيت الاقتصادي وضعف مستوى البيت الثقافي

وسيادة المشاحنات والنزاعات بين الزوجين

- المدرسة وصعوبة المناهج وطرق تدريس غير فاعلة

أنواع التأخر الدراسي :

 يعرف التأخر الدراسي على أساس انخفاض الدرجات التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات الموضوعية التي تقام له ، ولهذا صنف التخلف الدراسي إلى أنواع منها

أ - التخلف الدراسي العام : وهو الذي يكون في جميع المواد الدراسية ويرتبط بالغباء حيث يتراوح نسبة الذكاء ما بين (71 - 85 ) .

ب - التخلف الدراسي الخاص :

ويكون في مادة أو مواد بعينها فقط كالحساب مثلا

ج - التخلف الدراسي الدائم :

حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته على مدى فترة زمينة .

د - التخلف الدراسي الموقفي :

الذي يرتبط بمواقف معينة بحيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته بسبب خبرات سيئة مثل النقل من مدرسة لأخرى أو موت أحد أفراد الأسرة .

هـ - التخلف الدراسي الحقيقي :

هو تخلف يرتبط بنقص مستوى الذكاء والقدرات .

علاج هذه المشكلة :

يجب أن يتعاون البيت مع المدرسة لعلاج مشكلة التأخر الدراسي ، وحل الضعف التراكمي لدى هؤلاء الأطفال من قبل إدارة المدرسة ، وأن يتابع الوالدين ابنهما في البيت والمدرسة 

الهروب أو التسرب من المدرسة

إننا لا نقصد بالانقطاع المبكر الفشل الدراسي   فكما هو معلوم عرف موضوع الفشل الدراسي عدة تعريفات وتسميات نذكر منها: ـ التخلف الدراسي ـ المتخلف دراسيا ـ التخلف الناتج عن التكرار (2)، وقد حدد  عبد الدائم هذا المفهوم في "الانقطاع النهائي عن المدرسة لسبب من الأسباب، قبل نهاية السنة الأخيرة من المرحلة التعليمية التي سجل فيها التلميذ". والانقطاع الدراسي  هو توقف متابعة الدراسة من طرف المتعلم، وقد يكون هذا التوقف قبل نهاية مرحلة من مراحل التعليم، وللتسرب أو الانقطاع الدراسي عدة أسباب وعوامل منها: ـ الانقطاع عن رغبة وطواعية ـ الانقطاع لظروف أسرية ـ الانقطاع بقرار من المؤسسة وسنركز بالأساس على نزعة التغيب المدرسي   وهو ميل إلى التغيب الإرادي عن المدرسة والذي يرجع لأسباب اجتماعية أو نفسية أو إدارية : ـ اجتماعية مثل ضعف مستوى الأسرة ـ نفسية مثل الإحساس بإحباط أو انعزال ـ إدارية: موقف الوسط الإداري  .

أسباب التسرب :

     هناك عوامل كثيرة تتسبب في انقطاع الطالب عن المدرسة وبعض هذه الأسباب متـداخلة إذ إنـه لا يمكن أن نجـزم بأن هـذا الطالب ترك المدرســة لسبب بعينه دون الأسباب أو المؤثرات الأخرى التي ساهمـت فـي انقطاعـه عــن المدرسـة.

      فمثلاً قد يترك الطالب المدرسة لشعوره بأنه أكبر سناً من زملائه على الرغم من أنه لم يرسب أو يعيد أي سنة أما سبب تأخره الدراسي فيعود إلى أمية والـده الـذي لم يلتحق بالمدرسـة فـي حياتـه ، ولـذا فهـو لـم يلحق ابــنه بالمدرسة إلا في سن متأخرة بعد أن أصبح عمره 8 سنوات. وهنا لا يـكون السبب المباشر في مغادرة هذا الطالب للمدرسة لأنه أكبر عمراً من زملائه بل السبب الحقيقـي هـو تأخـر دخوله المدرسة بسبب جهـل أو إهمـال والده وهذا بالطبع يؤثـر علـى نفسيـته لـشعوره بأنـه أكبر زملائه في الفصل وأن أترابه قد سبـقوه ويتسبب ذلك فـي إصابتـه بالإحباط الأمـــر الذي يؤدي في النهاية لانقطاعه عن المدرسة

علاج مشكلة التسرب :

يجب أن تجرى الدراسات الميدانية للتعرف على أسباب المشكلة ، كذلك تعاون بين البيت والمنزل ، وتشجيع الطالب على حب الدراسة وإثارة دافعيته نحو التعلم  

وإعادة النظر في المناهج والكتب المدرسية لتلائم مراحل النمو للطفولة المتأخرة

ضعف الثقة بالنفس

يمثل الخوف أحد مضاعفات زعزعة الثقة بالنفس ، ويؤدي ضعف الثقة بالنفس إلى هدم كيان الاستقلال والاعتماد على النفس لدى الطفل ، مما يعني فقدان الطمأنينة  وانعدام الشعور بالأمان ، من أسباب ضعف الثقة بالنفس الفشل المتكرر بالدراسة والاتكالية والدلال الزائد وفرض آراء الكبار على الطفل

وأما علاج هذه المشكلة فتتمثل بتخفيف المخاوف لدى الطفل وتقبله كفرد فاعل له دور ، وإشراكه في الأندية والأنشطة لكي يعتمد على نفسه ، مع تشجيعه على الدراسة وإثارة دافعية التعلم لديه

الخاتمة :

تعرضت هذه الدراسة إلى أهم مرحلة عمرية لأبنائنا الطلبة وهي ما بين مرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة المراهقة ، حيث أن لكل مرحلة عمرية خصائصها ومظاهر نموها المختلفة ، وأن الاهتمام بهذه الفئة العمرية لا يقل أهمية ببقية الفئات العمرية الأخرى  ، لكن الدراسة تحاول أن تلقي الضوء على مظاهر النمو لمرحلة الطفولة المتأخرة لكي يضع التربويون المناهج الدراسية التي تراعي خصائص نمو أطفال هذه المرحلة ، والحاجات التي ينبغي إشباعها لهم  ، وقد أشارت الدراسات التربوية إلى أن كثيراً من المشكلات المدرسية والطلابية ترجع إلى عدم معرفة مظاهر النمو المختلفة التي يمر بها أطفال مرحلة الطفولة المتأخرة ، كذلك تتعرض الدراسة إلى مشكلات التي يعاني منها أطفال مرحلة الطفولة المتأخرة ، ولابد من معرفة هذه المشكلات وأسبابها وطرق علاجها ، وهذه المرحلة لا تتعلق بالمرحلة الابتدائية فقط خاصة الصفين الرابع والخامس ، بل تتعرض إلى فئة الطلاب الصفين السادس والسابع بالمرحلة المتوسطة كما هو المعمول به للسلم التعليمي الحالي في مدارسنا بالكويت  ، وبالتالي على المعنيين من الأكاديميين ورجال التربية والتعليم أن يرعوا هذه الفئات العمرية عند وضع المناهج الدراسية بعد فهم السلوك والميول والرغبات ومراحل النمو التي يمر بها أطفال مرحلة الطفولة المتأخرة     

قائمة أسماء الكتب :

1- النضج النفسي - الحركي عند الطفل ، ليونيل روسان ، تعريب جورجيت الحداد ، دار عويدات للنشر والطباعة ، بيروت 2001م

2- في علم نفس الطفل ، محمد عودة الريماوي ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، الأردن 1998م

3- رعاية نمو الطفل ، علاء الدين كفاني ، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة 1998م

4- سيكولوجية النمو والارتقاء ، عبدالفتاح دويرار ، دار المعرفة الجامعية ، الاسكندرية 1996م

5- علم النفس الإرتقائي ، يوسف علي فهد الرجيب ، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ، الكويت 2005م 

2013/4/2 

 

المصدر: الباحث / عباس سبتي ألف شكر للباحث
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 3 إبريل 2013 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,799,133