وائل غنيم يكتب: التعليم هو الحل.. تسألنى لماذا اختفى المعلم القدوة.. فأجيبك: هل تعتقد أن منظومة التعليم الحالية قادرة على إنشاء جيل من المعلمين المحترفين
الإثنين، 1 أبريل 2013 - 22:07
وائل غنيم تسألنى لماذا لا نبحث ونتحقق من الأخبار والمعلومات قبل تصديقها ونشرها؟.. فأجيبك أنه: ذكرنى كم مرة طلب منك أستاذ المدرسة الحكومية التى درست فيها بحثا عن أى موضوع؟ وكم مرة دخلت فيها معملا لإجراء تجربة؟
تسألنى لماذا يصيبنا التعصب لآرائنا ولا نحترم الحوار واختلاف وجهات النظر وليس لدينا عقلية موضوعية ناقدة.. فأجيبك: ذكّرنى كم مرة سمعت تعبير "الإجابة النموذجية الصحيحة"؟ وكم مرة تم تحذيرك أنه فى حالة عدم نقلك للإجابة "بالنص" فمن الوارد أن تسقط فى الامتحان؟
تسألنى لماذا نعانى من غياب القدرة على العمل الجماعى.. فأجيبك: ذكرنى كم مرة فى سنوات دراستك حرص المعلم على تعليمك أنت وزملائك ثقافة العمل الجماعى عبر واجبات وأنشطة تُشعرك بقيمة العمل مع الآخرين؟
تسألنى لماذا ينتشر التعذيب والضرب ومظاهر الفوضى فى المجتمع دون مقاومة مجتمعية وكأن الأمر عاديا.. فأجيبك: ذكرنى كم مرة رأيت أستاذا أو أستاذة من المفترض فيه أو فيها زرع المفاهيم التربوية فى الأطفال يضربك (أو يضرب أحدا تعرفه) أمام باقى التلاميذ ويسبّك وإن اضطر أيضا تعذيبك ليرسل رسائل الإنذار لك ولغيرك من الطلاب: العصا أو الطاعة!.. فيتحول وازع التلاميذ الرئيسى إلى الخوف من العقاب وليس الرغبة فى أن يكونوا أفضل..
تسألنى لماذا أصبح الغش فى المبانى "فهلوة" ودفع الرشوة "إكرامية" والالتزام بالقواعد والقوانين "طيبة مبالغ فيها أو سذاجة".. فأجيبك: هل تذكر ذلك المدرس "الطيب" الذى كان يحبه الجميع لأنه كان متساهلا فى لجنة الامتحان رافعا شعار: "الغش للجميع"؟
تسألنى لماذا اختفى المعلم القدوة الذى يربّى الأجيال وأصبحنا لا نجد إلا حالات فردية نادرة.. فأجيبك: وهل تعتقد أن منظومة التعليم الحالية قادرة على إنشاء جيل من المعلمين المحترفين وهم ضحايا هذه المنظومة ولم يتلقوا الدعم والتدريب الكافى ويتلقون سنويا بضعة آلاف من الجنيهات لا تكفيهم لتغطية احتياجاتهم الإنسانية؟
يمكن أن تُكتب مئات الأمثلة عن علاقة منظومة التعليم الحالية بأمراض المجتمع التى نعانى منها.. ولكن المهم.. أن نسعى جميعا إلى الحل!
قالها أحدهم عن بلاده منذ سنوات طويلة قبل أن تصبح تلك الدولة اليوم فى مصاف الدول المتقدمة: "هذه البلاد فقيرة جدا، ولذلك لا سبيل لنا إلا استثمار المزيد من الأموال فى التعليم"
ساحة النقاش