في بيتك.. طفل موهوب
إحترمي اسئلته الذكية والمتكررة
كتبت - نورا عبد الحليم: 804
الأسئلة المتكررة للأطفال تعتبر صداعا في رأس الآباء, وتزداد المشكلة في صعوبتها إذا كان الطفل مبدعا وموهوبا, وقتها سوف تكون الأسئلة أكثر تعقيدا وإحراجا.
فهو يتفنن في صياغة السؤال وتكوينه, كما أنه من الممكن أن يستنتج سؤالا من خلال إجابتك علي سؤاله السابق, وقبل أن نخبرك كيف تتصرفين معه لابد أولا أن تعرفي سمات الطفل المبدع كما يوضحها د.محمود عبد الرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي والأعصاب بكلية طب جامعة الأزهر قائلا: إن هذا الطفل غالبا يتمتع بذاكرة فولاذية, وهو شديد الاهتمام بكل ما هو جديد علي شبكة الإنترنت, ولديه قدرة علي الانتباه لفترة طويلة وعلي فهم الأشياء والمعاني المجردة, إضافة إلي مهارته في الاستنتاج والبحث والتفكير وتكوين علاقات بين الأشياء والأحداث والحقائق, مع قدرة علي التفكير بمرونة ودقة والتعلم بسرعة وبأقل مجهود, كما أن لديه قدرة واسعة علي التخيل ويهتم بموضوعات مهمة للغاية مثل العدالة والحق والإيمان وغيرها من القيم البناءة.
ومثل هذا الطفل يعتقد دائماـ كما يؤكد أستاذ الطب النفسي أن الأب والأم لديهما إجابات شافية لكل ما يدور في ذهنه ولكنهما لا يردان علي هذه الأسئلة, وهو لا يمكن أن يتصور أن هناك العديد من الأسئلة التي تستعصي علي الكبار, فهو يراهما المأوي الذي لابد أن يلجأ إليه إوأن لديهما تفسيرات لكل ما حولنا.
هذا من جانب الطفل, أما الأب أو الأم فينصرف كل منهما إلي عمله الذي يقوم به وهو لا يدري أنه بإجاباته السلبية يحطم أولي بذور الإبداع لدي طفله ويحرمه من هذه الملكة طوال حياته. ففي الوقت الذي يكون فيه الأطفال جوعي للتعلم ويريدون الحصول علي المعلومات يتهرب الآباء من هذه المسئولية. بعض الآباء يعتمدون علي مهاراتهم و قدرتهم الفائقة علي تغيير مسار الكلام إلي اتجاهات آخري, ولكن هل هذا الإجراء سليم؟ فالطفل لن يكف عن أسئلته, والأب أو الأم لن يتواقفا عن التذمر من هذه الأسئلة التي تأتي في غير موعدها أحيانا وتأتي صعبة أو محرجة في أحيان آخري.
إذن لابد أن نعترف بأننا أمام مشكلة حقيقية, و هذه المشكلة تؤثر بشكل واضح علي البناء العقلي والنفسي للطفل, ولذلك لابد أن نتعامل مع هذه القضية بنوع من الحيطة والحذر.
وهذه بعض الاقتراحات للخروج من هذا المأزق:
تأجيل الإجابة: و نعني هنا أن تقوم الأم أو الأب بتأجيل الإجابة علي سؤال الطفل إلي أن يكون الوقت مناسبا وإلي أن تتزود بمزيد من المعلومات الخاصة بموضوع السؤال. و يجب أن يكون المتلقي للسؤال ذكيا في الطريقة التي يطلب بها تأجيل الإجابة, فمثلا عندما يسأل طفلك أين ذهب الجد بعد موته؟ وهو من الأسئلة المتوقعة من الأطفال عموما, فلابد وأن تتحلي باللباقة في تأجيل الإجابة, يمكنك مثلا أن تقولي له ما رأيك إذا ناقشنا هذا الأمر مع والدك بعد تناول العشاء؟ وقتها سوف يقتنع الطفل بأنك تأخذين الأمور علي محمل الجد.
لا تخافي من عبارة لا أعرف فكثيرا ما يتعرض الوالدان للأسئلة الطفولية المحرجة, فماذا نفعل عندما يسألنا الطفل ما هي أول كلمة نطقها الإنسان؟ فلا ينصح مطلقا بأن نتحرج منه وأن نتلعثم في محاولة منا لإظهار قوتنا, حيث يمكنك بكل بساطة أن تقولي لا أعرف, ومن الضروري أن يصل إلي طفلك أن هناك أمورا كثيرة يمكن أن تغفل عن الكبار, و لن يفهم هو ذلك إلا عندما نتعرض لمثل هذه المواقف ويكون ردك لا أعرف..
وهناك بعض الأسئلة التي يمكن أن نحصل لها علي إجابة فيمكن في هذه الحالة أن نظهر تعاطفنا مع الطفل ونقول له ما رأيك لو بحثنا عن الإجابة معا؟ فمثلا عندما يسألك ما هو أطول نهر في العالم؟ هنا يجب أن تتعاوني معه في البحث عن المعلومة حتي تتوصلا معا إلي إجابة.
وبهذا لا نخذل أبناءنا ونكون عملنا بقدر المستطاع علي تنمية ملكة الإبداع لديهم بدلا من تحطيمها, مع الاحتفاظ بقاماتنا عالية في مخيلتهم.
ساحة النقاش