مدخل الدراسة الفصل الأول
يتعلم الإنسان الكلام من خلال سماعه للآخرين وهم يتكلمون، وعبر تقليد ما
يسمعه منهم، حيث إن لحاسة السمع دوراً هاماً وبارزاً في حياة الإنسان؛ إذ تسمح للفرد
أن يفهم حديث الآخرين ويتفاعل معهم، ويستطيع أن يتعلم ويتثقف، وينقل أنواع المعرفة
المختلفة، ومن ثم فإن أي قصور فيها يترك أثرا سلبيا عليه، وعلى جوانب شخصيته بشكل
عام ويترتب عليها ضعف في عملية اكتساب اللغة التي تعد من أكثر أشكال التواصل
والتفاهم والاندماج في المجتمع، وعلى مدى اكتسابه المهارات الاجتماعية الأساسية.
وتعتبر حاسة السمع من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، حيث تأتي في
مقدمة باقي الحواس من حيث الأهمية وخاصة حاسة البصر، ولعل أفضل دليل يبين فضل
هذه الحاسة أن الله سبحانه وتعالى قدم ذكرها في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فقال
سبحانه وتعالى: "واللَّه َأخرج ُ كم من ب ُ طونِ ُأمهاتِ ُ كم لاَ تعلَ  مونَ شيئًا وجعلَ َل ُ ك  م ال  سمع والأَبصار
.( والأَفْئِدةَ َلعلَّ ُ كم تش ُ ك  رونَ " (النحل، ٧٨
وتلعب حاسة السمع دوراً مهماً في عملية التواصل اللغوي لدى الطفل، حيث تمكنه
من اكتساب اللغة الشفهية "الكلام" من الوسط المحيط به، وتكوين الحصيلة اللغوية التي
تستمد الكلمات منها عندما يؤهله مستوى نضجه إلى ممارسة الكلام، ويمثل الاستماع
.(١) ( بصفة عملية الكلام تقريباً (عبد العزيز الشخص، ٣٣ ،١٩٩٧
وحرمان الفرد الجزئي من حاسة السمع يعني حرمانه من وسيلة هامة تيسر له
تعلم اللغة واكتسابها، ومن المعروف أن اكتساب اللغة يعتمد اعتماداً مباشراً على الإدراك
السمعي، وبالنسبة للطفل ضعيف السمع فمن أسوأ مشكلاته أنه يستقبل مثيرات قليلة في
المنزل، وعادة ما تكون لديه مشكلة مع لغته وكلامه، ولذلك تتطور حياته دون أن يتمتع
.( بالاتصال أو التعامل على أساس سمعي (محمد النحاس، ٥٩ ،٢٠٠٦
APA ١) التوثیق العلمي في الرسالة یكون وفق التعدیلات الواردة في 5 )
٣
مدخل الدراسة الفصل الأول
ويذكر عبدالمجيد عبد الرحيم ( ٣٣ ،١٩٩٧ ) أن المشكلات والمتاعب التي يصادفها
الطفل ضعيف السمع تتمثل في أنه يشعر بأن الآخرين يسخرون من طريقة نطقه، فينظر
إليهم في شك، أو يتلجلج بشكل انفعالي، فهو يسرع في حديثه أحياناً ويبطئ أحياناً دون
داع لأن ذهنه لا يواتيه بالكلمات المطلوبة في وقتها وذلك لقلة رصيده منها.
Von Sucho Doleyz et al. وفي هذا الإطار يشير فون سانشز دولتز وآخرين
٢٠٠٤ ) أن من العوامل التي تقف وراء ضعف الإدراك السمعي هو ضعف السمع، )
(Von Sucho الذي يعمل بدوره إلى اضطرابات في النطق والكلام وتعسر في القراءة
Doleyz ,etal.,2004).
ومن ثم يعد الإدراك السمعي وسيطاً إدراكياً هاماً للتعلم، وتبدأ مهارات الإدراك
السمعي في العادة بالنمو عند الأطفال منذ الطفولة المبكرة، وتشتمل مهارات الإدراك
السمعي على المهارات الفرعية، والتي تتكامل معاً لتكون في النهاية إدراكاً سمعياً
.( للإحساسات التي يستقبلها الإنسان (أسامة البطانية، وآخرون، ١٠٣ ،٢٠٠٩
كذلك يمثل الإدراك السمعي للطفل ضعيف السمع أهمية كبرى في اكتسابه الكلام،
ويتطلب الإدراك السمعي توافر ثلاثة عناصر رئيسية لهذا الإدراك وهي:
١) المنبه السمعي "الصوت".( ٢) الجهاز السمعي الذي يستقبل التنبهات السمعية من البيئة )
المحيطة وينقلها عبر ( ٣) العصب السمعي إلى المراكز السمعية بالمخ التي تتم فيها
.( معالجة المعلومات وإدراكها (السيد علي، وفائقة بدر، ٢٠٣ ،٢٠٠١
وفي هذا الإطار تشير العديد من الدراسات التي استخدمت البرامج التدريبية
للإدراك السمعي أن الأطفال ضعاف السمع استفادوا من التدريبات السمعية وأمكنهم
الاستفادة منها، وحققوا فوائد كثيرة علي أثر ذلك، كما أكدت العديد من الدراسات علي
ودراسة ،Keetay, V.( كتياي فيكتوريا ( ١٩٩٣  أهمية التدريب السمعي مثل دراسة
( ودراسة كارلين ومارجريت وريتشارد( ١٩٩٧ ،Hnath Chison ١٩٩٧ ) ناث شايسون )
ودراسة صبري حافظ النجلاوي ( ٢٠٠٢ )، ودراسة ،Carolin, Margaret & Richard
Crosbie , et al.( ودراسة كروسبى وآخرين ( ٢٠٠٥ ، Grawburg ( جروبيرج ( ٢٠٠٤
وتأتي هذه الدراسة في محاولة لعمل برنامج للحد من قصور الإدراك السمعي
لخفض بعض اضطرابات النطق لدى ضعاف السمع، واستغلال بقايا السمع لديهم،
٤
مدخل الدراسة الفصل الأول
والمحافظة عليها وتنميتها واستثمارها ما أمكن ذلك. لذلك يشير عبد المطلب القريطي
٣٣٦،٢٠٠٥ ) إلى أن من أقدم طرق تدريب المعاقين سمعيا على اكتساب المهارات )
لأنه عن طريقها يتم ، Auditory Training اللغوية، هي طريقة التدريب السمعي
تدريب الأذن على الاستماع والانتباه السمعي، والإفادة من المعينات السمعية، وتمكينه من
إخراج الأصوات وتقليدها وتكرارها.
 
ترجع فكرة الدراسة الحالية إلى انتشار نسبة اضطرابات النطق لدى الأطفال
ضعاف السمع، حيث تُعد اضطرابات النطق (اضطرابات مخارج أصوات الحروف) أكثر
اضطرابات التخاطب لدي الأطفال ضعاف السمع وما لهذه من آثار سلبية تظهر في
التواصل الجيد والفعال مع الآخرين، وما يترتب عليها من مشكلات نفسية واجتماعية.
ولقد أشارت نتائج العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال إلي فعالية
البرامج التدريبية والعلاجية القائمة علي استخدام استراتيجيات مختلفة في خفض
اضطرابات النطق لدي الأطفال ضعاف السمع، مثل دراسات كل من: سوزان
باو  ١٩٩٧ )، و ) Goldberg جولدبيرج  و ،Susan Rudisill, N. ( روديسيل( ١٩٩٥
.( والعربي محمد علي زيد ( ٢٠٠٧ ،Bow, et al. ( كاثرين وآخرين ( ٢٠٠٤
ولكن هناك ندرة في تلك الدراسات التي اتجهت إلي إعداد برامج تدريبية باستخدام
الإدراك السمعي للحد من قصوره لخفض اضطرابات النطق للأطفال ضعاف السمع-
وذلك في حدود علم الباحثة- علي الرغم من أهمية تدريب الإدراك السمعي والحد من
قصوره في تحسين الانتباه والتمييز بين الأصوات والقدرة علي تفسير المعلومات
المستقبلة، مما يساعد هؤلاء الأطفال علي الحد من قصور الإدراك السمعي وبالتالي
خفض اضطرابات النطق، حيث يرتبط الإدراك السمعي ارتباطاً وثيقاً بنمو الكلام، الأمر
الذي ينعكس بالإيجاب علي توافقهم النفسي والاجتماعي، مما دعا الباحثة لإجراء الدراسة
الحالية التي تعمد إلي الحد من قصور الإدراك السمعي للأطفال ضعاف السمع لخفض
اضطرابات النطق من خلال إعداد برنامج تدريبي والتأكد من فعاليته.
٥
مدخل الدراسة الفصل الأول
وعلي ذلك يمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية في التساؤلات التالية:
١- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين
القبلي والبعدي على مقياس الإدراك السمعي ؟
٢- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين
القبلي والبعدي على مقياس اضطرابات النطق ؟
٣- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية والمجموعة
الضابطة في القياس البعدي على مقياس الإدراك السمعي ؟
٤- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية والمجموعة
الضابطة في القياس البعدي على مقياس اضطرابات النطق ؟
٥- هل توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات الأطفال
ضعاف السمع علي مقياس الإدراك السمعي ومتوسطي رتب درجاتهم علي
مقياس كفاءة النطق المصور؟
٦- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياس
البعدي والتتبعي على مقياس الإدراك السمعي ؟
٧- هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياس
البعدي والتتبعي على مقياس اضطرابات النطق ؟

١- إعداد برنامج تدريبي قائم علي التدريب السمعي للمهارات السمعية للحد من قصور
الإدراك السمعي لدى الأطفال ضعاف السمع
٢- معرفة أثر البرنامج علي الإدراك السمعي لدي الأطفال ضعاف السمع.
٣- معرفة أثر البرنامج في تحسين وخفض اضطرابات النطق لدي الأطفال ضعاف
السمع.
٤- اختبار فعالية البرنامج بعد تطبيقه للحد من قصور الإدراك السمعي وأثره في تحسين
بعض اضطرابات النطق لدى الأطفال ضعاف السمع.
٥- التعرف على مدى استمرارية فعالية البرنامج المستخدم وبقاء أثره خلال فترة المتابعة.
٦
مدخل الدراسة الفصل الأول


١- تمثل هذه الدراسة أهمية لكونها مقدمة لفئة من الأطفال، وهي فئة ضعاف السمع
الذين لديهم اضطرابات نطق، وضرورة تقديم برامج تدريبية معدة خصيصاً لهم،
ومدى الاستفادة من تلك البرامج في الحد من قصور الإدراك السمعي لدى هؤلاء
الأطفال.
٢- تقدر أخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية عدد ذوى ضعاف السمع في جميع
أنحاء العالم بحوالي ( ١٥٠ ) مليون شخص أي بنسبة ( ٢,٥ %) من ذوى الإعاقة
السمعية، الأم ر ال ذي ی نعكس ب دوره عل ي انت شار اض طرابات النط ق، حی ث ھن اك
علاقة ارتباطیة قویة بین السمع وبین والنطق والكلام.
٣- تحاول الدراسة الحالية إتاحة الفرصة للأطفال ضعاف السمع إدراك وتمييز
المثيرات المختلفة من حولهم، ومن ثم يتم توثيق الصلة بين الطفل وبيئته،
ومساعدته على مواجهة التحديات والتكيف معها، وتجنب أخطارها.
٤- تأتي هذه الدراسة في إطار أهمية الإدراك السمعي بالنسبة لعملية النطق والكلام.
٥- يتعلق بما قد تُفسر عنه الدراسة الراهنة من نتائج لإرشاد الأسر والعاملين
في مجال التربية الخاصة بأهمية استخدام مثل هذه البرامج التدريبية في
تحسين مهارات الإدراك السمعي والحد من قصوره لدي الأطفال ضعاف
السمع، ومن ثم تحسين أداءهم الكلامي ومنه الأكاديمي وتوافقهم النفسي
والاجتماعي.
٦- ندرة الدراسات والبحوث - في حدود علم الباحثة- التي تناولت الإدراك
السمعي لخفض اضطرابات النطق لدى ضعاف السمع بالخصوص في البيئة
العربية علي الرغم من أهميته للأطفال ضعاف السمع.

٧
مدخل الدراسة الفصل الأول
يشير فتحي الزيات ( ٣٢٨ ،١٩٩٨ ) إلي أن الإدراك: "هو العملية التي يمكن
من خلالها التعرف على المعلومات الحاسية وتفسيرها. أو هو عملية إعطاء
المثيرات أو المنبهات أو المعلومات الحاسية معانيها أو مدلولاتها. إذن الإدراك هو
عملية عقلية معرفية تقوم على إعطاء المعاني والدلالات والتفسيرات للمثيرات".
ويعرف عبدالمجيد منصور، وزكريا الشربيني ( ٢٩١ ،١٩٩٨ ) الإدراك بأنه:
"هو العملية التي تفسر المحسوسات وتقوم على تنميط السلوك وتنظيمه، وتشعرنا
بوجود هذه المحسوسات، وينظم الإدراك عن طريق قوى مركزها الدماغ، ولا
إدراك بدون إحساس".
ويستدل على قصور الإدراك من أبعاد هي:
إدراك الأشكال- إدراك الألوان- إدراك الأحجام- إدراك المفاهيم-
الإدراك السمعي- إلادراك الشمي- الإدراك اللمسي- الإدراك البصري-
الإدراك الحسي.
Auditory Perception
تناول مفهوم الإدراك السمعي عدد من الباحثين فيعرفه عبدالعزيز الشخص،
وعبدالغفار الدماطي ( ٥١ ،١٩٩٢ ) بأنه: "هو القدرة علي التعرف علي الأصوات
وتمييزها وإضفاء المعاني".
كما يرى فتحي الزيات ( ٢٣٥ ،١٩٩٨ ) أن الإدراك السمعي هو: "القدرة علي
التعرف علي ما يسمع وتفسيره، وهو يعد وسيطاً إدراكياً هاماً للتعلم، وتشير
الدراسات والبحوث التراكمية في هذا المجال إلي أن العديد من ذوي صعوبات
النطق يعانون في الأصل من صعوبات سمعية إدراكية، بالإضافة إلي الصعوبات
اللغوية والصعوبات الفونولوجية أو الصوتية" .
وتشمل مهارات الإدراك السمعي:
Phonological awareness إدراك النطق
٨
مدخل الدراسة الفصل الأول
Auditory discrimination التمييز السمعي
Auditory memory الذاكرة السمعية
Auditory se quenching الترتيب أو التسلل أو التعاقب السمعي
Auditory blending المزج أو التوليف السمعي
تقدم الباحثة تعريفاً للإدراك السمعي إجرائياً علي أنه: "قدرة الفرد علي سماع
الأصوات وتفسيرها وإضفاء المعني لها".
وذلك كما يقاس من خلال (الدرجة التي يحصل عليها الشخص في مقياس الإدراك
السمعي وهي (مهارات التمييز- مهارات الذاكرة السمعية- مهارات المزج السمعي-
مهارات الوعي الصوتي- مهارات التسلسل والترتيب السمعي).
Articulation disorders
٢١٢ ) إلى أن اضطرابات النطق: "تعني - ويشير عبدالعزيزالشخص ( ٢٠٧ ،١٩٩٧
أخطاء في إخراج أصوات حروف الكلام من مخارجها، وعدم تشكيلها بصورة صحيحة،
إلي الاضطراب Lisp كما تختلف درجات اضطرابات النطق من مجرد اللثغة البسيطة
الحاد، حيث يخرج الكلام غير مفهوم نتيجة الحذف والإبدال والتشويه، ومن أبرز مظاهر
تلك الاضطرابات مما يلى:

يتضمن الحذف نطق الكلمة ناقصة حرفاً أو أكثر، وغالباً يتم حذف الحروف الأخيرة
من الكلمة، مما يؤدي إلى صعوبة فهم كلام الطفل، وقد يميل الطفل إلي حذف أصوات أو
مقاطع صوتية معينة، مثل حذف بعض الأصوات الساكنة من الكلمات (خاصة في
نهايتها)، أو حذف مقاطع صوتية تشمل مجموعة من الأصوات (مثال نطق الطفل كت
مك- بدلامن أكلت سمك)، وبصورة عامة يتصف الأطفال الذين يعانون من الحذف بما يلي:
.Childsh ١- أن كلامهم يتميز بعدم النضج أو الكلام الطفلي
٢- يقل الحذف غالبا في كلام الطفل مع تقدمة في السن.
٩
مدخل الدراسة الفصل الأول
٣- يميل الأطفال غالبا إلي حذف بعض أصوات الحروف بمعدل أكبر من
الحروف الأخرى.

هو نطق الصوت بطريقة تقترب من الصوت العادي، بيد أنه لا يماثله تماماً،
أي يتضمن بعض الأخطاء، وغالباً ما يظهر في أصوات معينة /س/، /ش/،
للإشارة إلى هذا النوع من Lisping ( ويستخدم البعض مصطلح ثأثأة (لثغة
اضطرابات النطق. مثال: ( مدرسة تنطق مدرثة)
(ضابط تنطق ذابط)
يتضمن الإبدال نطق صوت بدلاً من آخر عند الكلام، وفي كثير من الحالات
يكون الصوت غير الصحيح مشابهاً بدرجة كبيرة للصوت الصحيح، من حيث
المكان، وطريقة النطق وخصائص الصوت( مثال: تلت سمك بدلا من كلت سمك،
لاجل بدلا راجل، ساى بدلا من شاى، دبنه بدلا من جبنة) وعادة ما يكثر الإبدال بين
أزواج من قبل س، ث / ل، ر/ ذ ، ظ/ق ، د/.. إلخ

يتضمن هذا الاضطراب إضافة صوت زائد إلى الكلمة، وقد يسمع الصوت الواحد
وكأنه يتكرر، مثال سصباح الخير، سسلام عليكم.
ووجد سعد التويم ( ٧٤ ،٢٠٠٠ ) أن اضطرابات النطق: "مشكلة تنتج عن وجود
خلل في تكوين أعضاء النطق أو في علاقتها ببعضها البعض، أو وجود خلل في
الأعصاب التي تتحكم في هذه الأعضاء، أو قد تنتج عن عادات غير صحيحة في
النطق، وفي هذه الحالة لا يوجد بجهاز النطق أي عيب".

١٠
مدخل الدراسة الفصل الأول
يعرف عبد العزيز الشخص، وعبد الغفار الدماطي ( ٢٠٩ ،١٩٩٢ ) ضعف السمع
بأنه "حالة من انخفاض حدة السمع لدرجة قد تستدعى خدمات خاصة كالتدريب
السمعي، أو قراءة الكلام، أو علاج النطق، أو التزويد بمعين سمعي، ويمكن لكثير
من الأفراد الذين يعانون من ضعف في السمع أن يتلقوا تعليمهم درجة من الفاعلية
مساوية للأطفال العادين في سمعهم، وذلك مع إجراء التعديلات والتغيرات الصحيحة
المناسبة لهم".
كما يعرف عادل عبد الله ( ١٥٥ ،٢٠٠٤ ) ضعاف السمع: "بأنهم الأفراد الذين
( يعانون من قصور في حاسة السمع يتراوح في درجته بين ( ٢٥ ) إلى أقل من ( ٧٠
ديسبل. وهو الأمر الذي لا يعوق قدرته من الناحية الوظيفية علي اكتساب المعلومات
اللغوية سواء عن طريق أذنهم بشكل مباشر، أو باستخدام المعينات السمعية اللازمة، حيث
يكون لدى هؤلاء الأطفال بقايا سمع تجعل حاسة السمع تؤدي وظيفتها بدرجة ما، وذلك
استناداً علي مصدر الصوت الذي يجب أن يكون في حدود قدراتهم السمعية".
ويتضح فيما سبق بأن ضعيف السمع بأنه هو الفرد يعاني من بعض المشكلات
البسيطة في حاسة السمع لدرجة تعوقه عن سماع الكلام والأصوات التي في محيط السمع
العادي إلا من خلال المعينات السمعية لتحقيق السمع لديه والاستعانة بالتدريبات اللغوية
والسمعية المناسبة ويترواح ذلك ما بين( ٢٥ ) إلى أقل من ( ٧٠ ) ديسبل .

تعرف الباحثة البرنامج التدريبي المستخدم في الدراسة الحالية بأنه: "مجموعة من
الخطوات، والإجراءات المنظمة والمخططة، التي تهدف إلى تنمية الإدراك السمعي
لخفض بعض اضطرابات النطق لدى الأطفال ضعاف السمع، مع الاستعانة ببعض الفنيات
الملائمة من نظريات علم النفس، وبعض الإتجاهات والمداخل العلاجية لاضطرابات
النطق لدى الأطفال وأهمها (العلاج السلوكي- التدريب والتميز السمعي- المدخل
الفونولوجي- مدخل السمات المميزة للأصوات – مدخل المفهوم السمعي)، والتي تتضمن
مجموعة من الأنشطة والمهام التي يتم تقديمها لعينة الدراسة ذوي اضطرابات النطق من
الأطفال ضعاف السمع (المجموعة التجريبية)، بغرض تحسين وتنمية الإدراك السمعي،
١١
مدخل الدراسة الفصل الأول
وبما يؤدي إلى خفض اضطرابات النطق، وزيادة توافقهم الأكاديمي والاجتماعي، وذلك
خلال فترة زمنية محددة، ويتم تدريبهم عليها في عدد معين من الجلسات ، بما يحقق
أهداف البرنامج".

استخدمت الباحثة في الدراسة الحالية المنهج التجريبي.
١) استمارة بيانات خاصة (إعداد: الباحثة).
.( ١١ سنة) (إعداد: فاروق عبدالفتاح، ١٩٨٩ - ٢) اختبار القدرات العقلية ( ٩
.( مقياس كفاءة النطق المصور (إعداد: إيهاب الببلاوي، ٢٠٠٤  (٣
٤) مقياس المستوي الاجتماعي/ الاقتصادي/ الثقافي المطور للأسرة المصرية
.( (إعداد: محمد بيومي خليل، ٢٠٠٠
٥) مقياس الإدراك السمعي (إعداد: الباحثة).
٦) البرنامج التدريبي المستخدم (إعداد: الباحثة).

يتحدد مجال الدراسة الحالية بالمحددات التالية:

تم تطبيق الدراسة الحالية علي الأطفال ضعاف السمع من الملتحقين بالمرحلة
الابتدائية بمدرسة الأمل للصم بالزقازيق ومدرسة الأمل بديرب نجم بمحافظة الشرقية.

أجريت الدراسة الحالية علي عينة قوامها ( ١٢ ) من الأطفال ضعاف السمع تتراوح
(٥٥- ١٢ ) سنة، كما تتراوح نسبة الفقد السمعي لديهم ما بين ( ٢٥ - أعمارهم ما بين ( ٩
١٢
مدخل الدراسة الفصل الأول
ديسيبل (وهم بذلك يقعون ضمن فئتي الإعاقة السمعية البسيطة والمتوسطة)، كما تراوحت
١١٠ ) أي أنهم جميعاً من ذوي الذكاء المتوسط، ومن ذوي - نسبة ذكائهم ما بين ( ٩٠
المستوي الاجتماعي الاقتصادي الثقافي المتوسط، وقد روعي التأكد من أن يكونوا جميعاً
لا يعانون من إعاقة عقلية، أو جسمية، أو حركية، أي قصور بيئي، أو اجتماعي، أو
اقتصادي، أو ثقافي، ولا توجد أي أمراض تؤثر علي عملية الكلام.
وقد تم تقسيم أفراد العينة النهائية إلي مجموعتين متجانستين وهما:
- المجموعة التجريبية: وتتكون من ( ٦) أطفال ضعاف سمع من الجنسين
٣ ذكور، ٣ إناث)، من مدرسة الأمل للصم بالزقازيق، وخضعت للبرنامج هذه )
المجموعة للبرنامج التدريبي المستخدم للحد من قصور الإدراك السمعي لخفض
اضطرابات النطق.
- المجموعة الضابطة: وتتكون من ( ٦) أطفال ضعاف سمع من الجنسين
٣ ذكور، ٣ إناث)، من مدرسة الأمل بديرب نجم، ولم تخضع هذه المجموعة )
لإجراءات البرنامج التدريبي.

تم تطبيق هذه الدراسة خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي
٢٠١١ م. -٢٠١٠

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 827 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,610,379