فقط من مرضي الربو في مصر
يخضعون للمعايير الدولية في العلاج
كتب - عمرو يحيي:
يحذر أساتذة أمراض الصدر والحساسية من أن هناك زيادة مطردة في مرضي الربو الشعبي في مصر تصل إلي7% من السكان مقارنة بـ1% في سبعينات القرن الماضي <="" div="" border="0">
ويعتبر الأطفال الشريحة الأكبر في الإصابة بنسبة تتراوح بين12 و15%.. وأرجعت الدراسات اسباب ذلك إلي الزيادة في التلوث الهوائي بالأتربة, وظهور فيروسات صدرية جديدة تؤثر علي الجهاز التنفسي كالأنفلونزا الموسمية المتجددة وانفلونزا الخنازير, بجانب النمط المعيشي وزيادة الكثافة السكانية بالمنازل.. وتكمن مشكلة العلاج في مصر في وجود فجوة كبيرة بين الإرشادات الدولية من علاج وتشخيص وما يحدث علي أرض الواقع فأقل من15% من المرضي في مصر تطبق عليهم المعايير الدولية في العلاج..
هذه الحقائق جاءت ضمن مناقشات المؤتمر السنوي العشرين للجمعية المصرية للحساسية والمناعة, وبمشاركة الجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن برئاسة الدكتور محمد عوض تاج الدين, والمجموعة الدولية الإقليمية للربو لمنطقة البحر المتوسط, في اطار الاحتفال باليوم العالمي للربو الشعبي.
ويقول الدكتور هشام طراف أستاذأمراض الباطنة والحساسية بقصر العيني ورئيس المؤتمر, إن الإرشادات الدولية تتيح السيطرة علي المرض باستخدام مشتقات الكورتيزون الموضعية الخالية من الآثار الجانبية والإقلال من المسكنات وموسعات الشعب والمضادات الحيوية, في حين يعتمد المريض المصري علي المسكنات وحقن وأقراص الكورتيزون الضارة بالجسم, ومن المتناقضات انخفاض نسب التغيب عن العمل بسبب المرض عالميا, بينما تزايدت لدينا لتصل إلي30%, ويمكن للمريض ممارسة الرياضة بصورة طبيعية عند السيطرة علي المرض, بينما يمتنع40% من المصريين عن الرياضة نتيجة عدم سيطرتهم علي المرض, وفي الوقت الذي أتاحت فيه العلاجات انخفاض الحاجة للطوارئ في الأزمات الشديدة لأقل من10%, تزيد عندنا لتصل إلي30%.
ويؤكد الدكتور طراف أهمية التفرقة بين العلاجات المسيطرة علي المرض, والمسكنات التي تؤدي لتدهور الحالة علي المدي الطويل وحدوث تليف بالشعب الهوائية, مشيدا بالخطة الخمسية لمنظمة الصحة العالمية لعلاج الربو والتي تهدف الي تقليل دخول المرضي للطوارئ نتيجة الأزمات الربوية بنسبة50%.
وتحدث الدكتور سمير خضر أستاذ الحساسية ورئيس الجمعية المصرية للحساسية والمناعة عن حالات حساسية الصدر الشديدة, وهي تمثل4 إلي6% من مرضي الحساسية, الذين لا يستجيبون للعلاج بجرعات عالية من الكورتيزون بالبخاخات وموسعات الشعب طويلة المفعول ومضادات الالتهابات, وأيضا الكورتيزون بالفم, وتكون الاستجابة جزئية, لا توفر للمريض حياة طبيعية من حيث كفاية النوم, وعدم القدرة علي ممارسة الرياضة وكثرة الانتكاسات الصدرية, وقد كشفت الدراسات عن أن هذه الحالات تكون فيها الأوساط الكيميائية مثل مادة سيتو كين17 محفزا لزيادة إفراز الخلايا المتعادلة أكثر من الخلايا الحمضية, ويسبب ذلك عدم الاستجابة لمشتقات الكورتيزون, كما تبين أن الحالات الشديدة تختلف في مواصفاتها والشكل المناعي للمرض, وظهرت زيادة في امينو جلوبين هـ الذي لا يتأثر بالكورتيزون, وأوصت الجمعية الدولية للحساسية باستخدام العلاج الموجه بمضادات امينو جلوبين هـ بالحقن علي التوالي حيث تقل نسبته بالدم, وتقل معه الانتكاسات الصدرية كما يقل الاحتياج للكورتيزون.
ويشير إلي التجارب المصرية التي طبقت علي420 مريضا, والتي أظهرت انخفاض الانتكاسات الصدرية بنسبة85%, والأزمات الليلية بنسبة75%, و65% انخفاضا في دخول المستشفي,45% انخفاضا في الحاجة لحجز المرضي بالرعاية المركزة, وأوصي بأهمية التعامل مع الحساسية علي أنه مرض التهاب مزمن يستلزم العلاج الطويل بمضادات الالتهابات خاصة بالاستنشاق, ووضع أسس لقياس شدة الالتهاب لمواءمة كمية مضادات الالتهاب, وقياس عدد الخلايا الحمضية بالبصاق واكسيد النيتريك في هواء الزفير.
أما الحساسية الصدرية بالرضع والأطفال فتبدأ في مراحل الطفولة المبكرة, وتظهر أعراضها في80% من المرضي في أول5 سنوات من العمر, علي عكس الاعتقاد الخاطئ بأن المرض يبدأ متأخرا, وتقول الدكتورة مني الفلكي أستاذ ورئيس قسم الصدر وحساسية الأطفال بقصر العيني, إن ذلك يسبب تأخر التشخيص وحدوث تغييرات في الشعب الهوائية وقلة الاستجابة للعلاج, وتعتبر كثرة إصابة الشعب الهوائية بالالتهابات الفيروسية في سن مبكرة من العوامل الأساسية المسببة للربو الشعبي, والمساعدة علي استمراره, وتظهرالمشكلة في أن كثيرا من الحالات تشخص كنزلات البرد, وتعالج بالمضادات الحيوية والكورتيزون بالفم والحقن وعلاجات الكحة, وتناولت العلاجات الحديثة بمادة يوكوتراين, التي تعطي مع الرضعات من عمر6 شهور, وكأقراص للمضغ بعد سن عامين, وتساعد علي تقليل التهاب الشعب الهوائية, كما تناولت العلاج بالكورتيزون الموضعي عن طريق الاستنشاق, والمتاح للأطفال من عمر6 أشهر ويصلح كعلاج وقائي وادوار الحساسية الصدرية الشديدة بزيادة الجرعات بجهاز الاستنشاق بالبخار.
ساحة النقاش