ألف مصري يعانون التصلب العصبي
منهم أطفال في سن الخامسة
كتب - أشرف أمين:
يعد التصلب المتعدد أحد أكثر أمراض الجهاز العصبي شراسة وعنفا, حيث يصيب المرضي بشكل مباغت خلال مرحلة الشباب, مما يؤدي إلي الإصابة بالإعاقة الجسدية في أزهي مراحل العمر. <="" div="" border="0">
وعالميا يوجد أكثر من2.5 مليون مصاب بالمرض, كما أنه يعد ثاني مسبب للإعاقة بعد حوادث الطرق, أما في مصر فنظرا لزيادة معدلات الإصابة بالمرض خلال السنوات الأخيرة سعي عدد من أطباء الأعصاب لتشكيل مجموعة ضغط لتعزيز الدعم الموجه لعلاج المرضي من قبل التأمين الصحي والتوعية بأهمية التشخيص والعلاج المبكر للحد من مضاعفات الإصابة, إضافة الي تثقيف شباب الأطباء بالمستجدات العلاجية والتشخيصية في هذا المرض, وهو ما تم خلال المؤتمر القومي الأول للتصلب المتناثر والذي أقيم مؤخرا بالإسكندرية توافقا مع اليوم المصري للتصلب المتناثر.
ويقول الدكتور ساهر هاشم رئيس الجمعية المصرية للتصلب المتعدد وأستاذ أمراض المخ والأعصاب بطب القاهرة إن مرض التصلب العصبي المتعدد يحدث نتيجة إصابة طبقة المايلين المحيطة والحامية للألياف العصبية بالجهاز العصبي المركزي, فعند حدوث عطب بهذه الطبقة تضطرب الإشارات العصبية بين المخ وأجزاء الجسم الأخري, وتتنوع الأعراض بين حدوث زغلله في الرؤية وضعف في الأطراف وإحساس بالتنميل وعدم الثبات في الاتزان والإرهاق, وتصيب المريض لفترة ثم تختفي وتعود مرة أخري خلال بضعة أسابيع أو شهور بصورة أكثر حدة, وقد تتكرر علي مدي العام أكثر من مرة, وإذا لم يتم تشخيص وعلاج المريض مبكرا فإنه قد يصاب بالإعاقة الكاملة.
وكما يوضح الدكتور ساهر هاشم لوحظ في السنوات الأخيرة ظهور حالات مرضية بين الأطفال من سن4 و5 سنوات, وهذه الشريحة العمرية كانت مهمله حتي سنوات قريبة نظرا لصعوبة تشخيصها, وقد وجد أنها تمثل5% من مجمل إصابات التصلب المتناثر, كما أظهرت الدراسات أن15% من إصابات الأطفال تكون نتيجة لعوامل وراثية ووجود إصابة سابقة بالمرض بين أحد أفراد العائلة. كما وجد أن فيروس إبيستاين بارepisteinbar له دور في الإصابة بالمرض. أما عن الأعراض فهي نفسها التي تصيب الكبار مثل انعدام الرؤية بإحدي العينين أو ازدواج الرؤية والشعور بالتنميل بأحد الأطراف أو كليهما والشعور بآلام بالرقبة والإحساس بصدمة كهربائية بالجسم مع انحناء الرأس, والأعراض تبدأ بشكل مفاجئ فقد يصحو الطفل من نومه غير قادر علي الحركة أو يعاني من عدم الرؤية, والأعراض قد تستمر ليوم أو اثنين ثم تعود الأعراض مرة أخري أكثر شراسة, لذلك من المهم تشخيص وعلاج الحالة مبكرا للحد من إصابة الأطفال بالإعاقة, ويشترط عند التشخيص ألا يكون الطفل مصابا بارتفاع في الحرارة, كما يجب إجراء مسح بالرنين المغناطيسي علي المخ للتأكد من إصابة المريض.
وفيما يتعلق بعدد المصابين في مصر, أوضح الدكتور فاروق طلعت أستاذ أمراض الأعصاب بطب الإسكندرية أنه لا توجد إحصاءات علمية دقيقة للمرضي, لكن من خلال رصد عدد المرضي المترددين علي العيادات في4 محافظات هي أسيوط والقاهرة وطنطا والإسكندرية, فإن معدل انتشار المرض هو25 لكل100 ألف نسمة, مما يعني أن عدد المصابين بمصر يتراوح بين25 ألفا إلي30 ألف مريض معظمهم في الشريحة العمرية من10 الي59 سنه. وتوضح المؤشرات ارتفاع نسب الإصابة بمحافظة الإسكندرية عن باقي المحافظات, مما يتطلب البحث عن المسببات وراء ذلك, والتغيرات الهرمونية عن السيدات لها دور في مضاعفة احتمالات الإصابة, حيث تشير الأبحاث العالمية الي أن نسب المصابين بين الجنسين تقدر بنحو3 سيدات مقابل رجلين.
وعن العلاجات المتاحة, يقول الدكتور طارق توفيق أستاذ أمراض المخ والأعصاب بطب القاهرة وعضو لجنة التأمين الصحي لمرض التصلب المتناثر إنه عند حدوث الهجمة المرضية يجب وضع المريض تحت الإشراف الطبي, وأن يحصل علي جرعات من الكورتيزون لعدة أيام, بخلاف ذلك يتم منحه علاجات دوائية لتقليل معدل وشدة الهجمات المرضية التي قد تصيبه لاحقا منها الإنترفيرون, والذي يعد أكثر العلاجات أمانا لايسبب أعراضا جانبية. إضافة لذلك, ظهرت في السنوات الأخيرة علاجات تغير من مسار المرض وتباعد المسافة بين الهجمات المرضية وتقلل المضاعفات الناشئة عن تعدد الهجمات, إلا أنها في ذات الوقت تسبب أعراضا جانبية منها عقار فينجلومود, وهو أول عقار يتم تناوله يوميا بالفم ويمتاز بكفاءته في تقليل النوبات بنسبة56%, إلا أنه يجب وضع المريض لمدة الست الساعات الأولي من تناول الدواء تحت الملاحظة وإجراء رسم قلب وفحوصات لقاع العين ووظائف الكبد للتأكد من عدم وجود موانع صحية أو تأثير للعقار علي أعضاء الجسم, الي جانب ذلك هناك عقار ناتليزوماب ويؤخذ بالحقن ويتميز بكفاءة65% في تقليل معدل النوبات, وهو عبارة عن أجسام مضادة توقف عمل الخلايا الليمفاوية المسببة للمرض وذلك بالاتحاد معها وإعاقة حركة الكريات الليمفاوية التي تؤثر علي الجهاز المناعي, إلا أنه في حالات لا تتعدي واحدا في الألف قد تحدث التهابات في خلايا المخ لذلك يجب متابعة المريض ومنع الدواء إذا ظهرت أي أعراض جانبية بأشعة المخ.
ساحة النقاش