علاجات جديدة تحسن كفاءة التنفس
لمرضي السدة الرئوية المزمنة
كتبت - عائشة منيسي
52
ناقشت جلسات المؤتمر السنوي الرابع عشر للجمعية المصرية للصدر والحساسية الجديد في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز التنفسي, وأهمها مخاطر إنسداد شريان الرئة الحاد والسدة الرئوية المزمنة وتوقف التنفس في أثناء النوم.
ويقول الدكتور نبيل الدبركي رئيس الجمعية والمؤتمر إن أسباب انسداد شريان الرئة الحاد تكمن إما في جلطة قادمة من الساقين أو الحوض أو خلايا الأورام, وحذر من خطورة الفشل في التشخيص والعلاج خاصة إذا حدث الإنسداد في الشريان الرئيسي أو في أحد فروعه الكبيرة, حيث تتسبب الإصابة في وفاة ثلثي الحالات في الساعات الأولي من حدوث الإنسداد الحاد, وتكمن الآثار الخطيرة للانسداد في إحداث تغيرات في وظائف الجهاز التنفسي, وقد تكمن الآثار في تغيرات في الدورة الدموية وتعتمد أيضا علي حجم الجلطة التي تؤدي إلي زيادة الضغط في الشريان الرئوي وبالتالي زيادة الحمل علي الجهة اليمني للقلب, وقد يؤدي ذلك إلي تمدد البطين الأيمن وضعف أدائه وارتجاع صمامه, وربما يحدث فشل في وظيفته وحدوث تسطح للجدار العازل بين البطين الأيمن والأيسر وبالتالي نقص امتلاء البطين الأيسر للقلب مما يؤدي إلي قصور في الشريان التاجي, فكل هذه التغيرات تؤدي إلي أعراض النهجان وآلام الصدر والكحة ونزيف في الرئة وإغماء سرعة نبضات القلب وتزييق بالصدر. وينوه الدكتور مصطفي الشاذلي أستاذ الصدر بقصر العيني إلي أن نسبة الإصابة بمرض توقف التنفس في أثناء النوم تتراوح بين2-4%, مؤكدا صعوبة تشخيصه بسبب تداخل أعراضه مع أمراض عديدة إضافة لقلة الوعي بأعراض المرض التي من أهمها الشخير بصوت مرتفع, وصداع عند الإستيقاظ صباحا والميل إلي النوم في أثناء النهار, وعادة ما يشير الفحص الإكلينيكي إلي معاناة هؤلاء المرضي من السمنة أو السكر أو ارتفاع الضغط, مضيفا أن تشخيص المرض يستدعي عمل وظائف تنفس في أثناء النوم لبيان درجة المرض ونوعه وكذلك مستوي الأكسجين في الدم, وهل هناك اضطرابات في دقات القلب في أثناء النوم, والعلاج يعتمد علي محاولة نقصان الوزن واستخدام جهاز الضغط غير المتداخل في أثناء النوم.
ويشير الدكتور أحمد محمود عبد الحفيظ أستاذ مساعد أمراض الصدر بطب قصر العيني إلي أن مرض السدة الرئوية المزمنة من المتوقع أن يصبح رابع الأمراض المسببة للوفاة علي مستوي العالم بحلول عام2030, والتدخين من أهم أسباب الإصابة, إضافة للتلوث البيئي والكيماويات المستخدمة في بعض الصناعات, وقد ظهرت وسائل تشخيصية وعلاجات مضادة لالتهابات الشعب الهوائية ومنظمة لإفرازات الغشاء المخاطي المبطن لجدار الشعب الهوائية, واكتشفت أحدث الأبحاث العلمية العديد من الوسائط الدموية المؤدية إلي سلسلة من التفاعلات ينتج عنها التهاب مزمن في الغشاء المخاطي المبطن لجدار الشعب الهوائية, وما قد يتبعه من ضيق في مجري الشعب الهوائية وضعف في كفاءة التنفس, كما أثبت التعامل بالعلاجات المضادة لهذه الوسائط وإيقاف التفاعلات الناتجة عنها تحسنا في حالة المرضي وكفاءة التنفس وممارسة المريض حياته اليومية بشكل أقرب إلي الطبيعي وتفادي مضاعفات المرض. ومن جانبه تحدث الدكتور محمد عبدالحكيم النادي أستاذ مساعد الأمراض الصدرية بطب قصر العيني عن دور الجهاز التنفسي الصناعي غير النافذ, كأهم وسيلة مساعدة حتي يتجاوز المريض الفترات الحرجة في وحدات الرعاية المركزة بالمستشفيات, والجهاز يعتمد علي إمداد المريض بالهواء اللازم لعملية التنفس مع التخلص من ثاني أكسيد الكربون بدون أنبوبة حنجرية, بل بوضع كمامة محكمة علي وجه المريض وتتصل بجهاز التنفس الذي يزوده بهواء مضغوط بدون مجهود كبير من المريض لجلب التنفس, وتستخدم هذه الأجهزة في المنازل لمرضي الفشل المزمن بوظائف التنفس مثل مرضي السمنة المفرطة في أثناء النوم, وأثبتت هذه الأجهزة نجاحا في تحسين ظروف حياة ونوم هؤلاء المرضي.
ساحة النقاش