كتبت - سهير هدايت: 605
في ظل الدعوات المتصاعدة عالميا لمحاربة السمنة, أعلن الدكتور رالف سينر أستاذ جراحة السمنة بجامعة كلوسينبرج بألمانيا وخبير جراحات السمنة بالمنظار عن استخدام أسلوب جديد لإجراء عملية تصغير حجم المعدة
وإعادة تشكيلها بعد استئصال جزء منها بمساعدة الروبوت, وفي خلال 2011 أجريت 240 عملية بمعهد ميسيتا لجراحات السمنة بميونيخ, وتجري حاليا في أوروبا بعد حصولها علي موافقة هيئة الغذاء والدواء الأوروبية ايميا.
وتعتمد عملية الدكتور رالف علي الاستئصال الطولي لجزء من المعدة, والذي يشمل مركز الجوع علي جدارها لتعود لحجمها الطبيعي قبل زيادة حجمها, عن طريق استخدام جهاز جديد يقطع ذلك الجزء, مع الكي والتدبيس في نفس الوقت لمنع حدوث نزيف, لافتا إلي أن عملية تصغير المعدة بالطول تتميز عن غيرها من العمليات بأنها تعتمد أساسا علي استئصال الجزء المتسع من المعدة, وهو الجزء الذي يسبب مشاكل للمريض, ويفقد المعدة وظيفتها باعتباره حملا زائدا علي الجسم لتأثيره علي وظائف التنفس بسبب ضغطه علي الحجاب الحاجز أثناء النوم, وهو ما يفسر إرهاق أصحاب الأوزان الزائدة ومعاناتهم من صعوبة التنفس, وعودة التنفس لطبيعته بمجرد استئصال ذلك الجزء الزائد, ونظرا لعدم غلق المجري الطبيعي للطعام, يمر الطعام بشكل طبيعي للمعدة ويستقر في موضعه الطبيعي بها بعيدا عن المريء ولا يعاني المريض من الإحساس الشهير بالميل للقيء, ويطلق علي هذه العملية اسم التصغير الطولي للمعدة, أو إعادة تشكيل المعدة, وفي هذه العملية لا يعاني المريض مرة أخري من عودة الوزن الزائد, لاحتواء الجزء المستأصل علي مركز الإحساس بالجوع داخل المعدة, مما يمنع الإحساس الطبيعي بالجوع, ولكن الإحساس يظل موجودا بطريقة مختلفة.
ويقول الدكتور رالف إن العملية تتم بتحديد الحجم الجديد للمعدة بقياسات معينة عن طريق إدخال أنبوبة من الفم بقطر 10 أو 12 ميلليمتر الي داخل المعدة لتصبح مثل الباترون الذي يقوم الطبيب بتفصيل المعدة حوله, ويقوم الطبيب من خلال الروبوت وكاميرا الفيديو وجهاز الدباسة والأدوات الأخري التي يتم إدخالها من خلال 4 فتحات صغيره بالبطن, بإعطاء أوامر كودية للروبوت ومتابعة كل ما يحدث بوضوح علي شاشه خارجية, لتصبح المعدة مطابقة لمقاس الأنبوب بالضبط, ثم يتم إدخال جهاز الدباسة التي تقوم بثلاثة وظائف في آن واحد, هي قص وكي وتدبيس المعدة بعد استئصال الجزء الزائد منها دون حدوث أي نزيف للمريض, ثم إجراء اختبار بسيط للتأكد من تمام إحكام المعدة وعدم وجود تسرب للطعام من داخلها.
ويمثل استخدام الانسان الآلي في تلك الجراحة أكثر دقة من يد الجراح, حيث يمكنه إجراء عملية بالغة الدقة في أضيق حيز ممكن دون حاجة لميكروسكوب جراحي. كما أن استخدامه يقلل من الوقت المستغرق في التخدير والعملية, ووفقا للدكتور رالف الذي كان في زيارة للقاهرة, فإن العملية لا تستغرق أكثر من ساعتين, ولا تحتاج لأكثر من ثلاثة أيام للنقاهة بالمستشفي, ويستطيع المريض بعدها ممارسة حياته العملية بعد فترة قصيرة من الجراحة التي يمكن إجراؤها لمريض يتراوح عمره بين 14 إلي 65 عاما.
ساحة النقاش