علامات منذرة بحدوث جلطة المخ يمكن تفاديها بنسبة %100
كتب - حسن فتحي: 2454
علاج جلطة المخ ينبغي أن يوفر حماية فورية للجزء المحيط بها لرفع فرص الشفاء للمصابين, بشرط المبادرة بالعلاج خلال الساعات الأولي من حدوث الجلطة, كما أن هناك علامات منذرة بحدوث جلطة بالمخ يؤدي التعامل المبكر معها إلي تفادي حدوث الجلطة بنسبة 100%,
وهناك علاج مستحدث لإنقاذ مريض الصرع العنيد.. جاء ذلك ضمن مناقشات مؤتمر رابطة أطباء أعصاب القاهرة مؤخرا..
فحماية المخ في أثناء حدوث الجلطة في الساعات الأولي وحماية الجزء أو المنطقة المحيطة بالجلطة والتي تظهر بوضوح في أشعة الرنين المعناطيسي, والتي تمثل80% من المنطقة التي يمكن إنقاذها, لأنه إن طالها التجلط تتراجع تماما فرص الشفاء.. كان ذلك محور محاضرة الدكتور ساهر هاشم أستاذ أمراض المخ والأعصاب بطب القاهرة, والذي أوضح فيها أن سرعة التعامل مع هذه المنطقة يؤثر تأثيرا فاعلا في حالة المريض بعد ذلك, بمعني أن إنقاذها يترك أثرا واضحا في تحسن الحالة بعد مرور شهرين إلي ثلاثة أشهر من الجلطة, وإذا لم يتم إنقاذها يصبح العلاج أقل فاعلية, وقد أجريت محاولات علاجية كثيرة لأنواع مختلفة من العلاجات, ووجد أن استخدام مادة الألبيومين والسيتوكولين في الساعات الأولي من حدوث الجلطة له تأثير جيد, غير أنه يؤكد أن ذلك لايغني عن المسارعة باستخدام المذيبات السريعة للجلطة في الساعات الثلاث الأولي أو استخدام القسطرة التداخلية لتوسيع مكان انسداد الشرايين.
ولكن ماذا لو جاء المريض بعد3 ساعات من حدوث الجلطة؟ يرد الدكتور طارق توفيق أستاذ المخ والأعصاب بطب القاهرة أنه في هذه الحالة يراعي التحكم في ارتفاع ضغط الدم بحيث لاتجاوز 110/70, وضبط مستوي السكر والكوليستروا في الدم, خاصة منخفض الكثافة الضار LDL لأنه يدمر جدران الأوعية الدموية, ومثبطات مستوي الكوليسترول في الدم يمكن إعطاؤها لمريض الجلطة حتي لو كان مستواه طبيعيا, لأن هذه الأدوية لاتخفض مستوي الكوليسترول في الدم فقط, بل لها آثار إيجابية علي جدران الأوعية الدموية وعلي حدوث الجلطة وتحسين وظيفة الجدران الداخلية للشرايين, وعلي المريض الإقلاع عن التدخين لأنه يسهم في تدمير الجدار المبطن للأوعية الدموية المخية, فضلا عن إنقاص وزنه في حال السمنة وضبط معدل حمض اليوريك بالدم لعلاقة مستواه المرتفع بتصلب شرايين المخ, أما فيما يتعلق بالجلطة التي حدثت بالمخ, فإن مستوي الدورة الدموية ينخفض في المنطقة المحيطة بها, وهنا يجب الإسراع بإعطاء مضادات الصفائح الدموية لتحسين الدورة الدموية في هذا الجزء, فضلا عن تجنب حدوث جلطات أخري في المنطقة.
ويحذر الدكتور توفيق مما يعرف بالنوبات المؤقتة لقصور الدورة الدموية المخية, أو كما يصفها الدكتور ساهر هاشم بـذبحة المخ, وغالبا ما يتعرض لها شخص قد يعاني من ارتفاع الضغط والسكر أو الدهون, وقد يتعدي عمره50 عاما, إذ تحدث له شكوي مؤقتة قد تكون تنميلا أو خدلا في أي طرف أو دوخة أثناء تحريك الرقبة أثناء الاستلقاء قبل النوم أو ثقلا في أحد الأطراف أو توقف الكلام لحظيا أو انحرافا مفاجئا وسريعا للفم أو العين, فكل هذه الأعراض تعكس قصورا مؤقتا في الدورة الدموية المخية قد يستمر حتي 5 دقائق وسرعان مايزول, لكنها تتكرر إلي أن تحدث ولايعود الشخص لحالته الطبيعية, وهذا يعني أن القصور المؤقت بالدورة المخية تحول إلي جلطة, لذا ينصح بالمبادرة بمراجعة الطبيب في مرحلة النوبات المؤقتة لأن هذا المريض يمكن إنقاذه من الجلطة قبل حدوثها بنسبة 100%, علما بأن ثلث حالات القصور المؤقت في الدورة الدموية المخية تتحول إلي جلطة دائمة.
وهناك نسبة من حالات الصرع توصف بنوبات الصرع العنيد, والتي تشكل, كما يوضح الدكتور مجدي دهب أستاذ أمراض المخ والأعصاب بطب الأزهر, نسبة 10 إلي 60 حالة بين كل ألف حالة صرع, وأن ما نسبته 12 إلي 30% من مرضي الصرع يتحولون إلي حالات عنيدة, وأهم سبب لعناد نوبات الصرع هو التوقف المفاجئ عن تعاطي العلاج, وهو ما يفسر شيوع هذه الحالات بين مرضي الصرع الفقراء ومن لايلتزمون بطرق العلاج. وفي تشخيص المرض ينبغي وفقا لما قاله الدكتور دهب, التركيز علي أملاح الدم كالماغنسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم, وأيضا مراقبة السموم في الدم والبول ونسبة الدواء في الدم, ونصح بأخذ عينة5 سم من كل من الدم والبول لفحصهم في المستقبل, فربما تم اكتشاف سبب آخر لعناد الصرع, موضحا أن 20% من هذه الحالات مازال مجهول السبب.
وأوصي بإجراءات ينبغي اتخاذها مع هذا المريض, منها التأكد من أنه يتنفس طبيعيا, ومنعه من إصابة نفسه والآخرين من حوله, ثم التعامل معه دوائيا مثل استخدام الفاليوم, لكن الحديث الذي أشار إليه أنه يمكن حاليا إعطاء حقنة في العضل بواسطة المسعف للمريض قبل وصوله للمستشفي تنهي عناد النوبة دون الحاجة لدخول الرعاية المركزة أو المستشفي.
ساحة النقاش