56
عبدالحسيب الخناني عن إرهاصات الثورة في إبداعات الشعراء جاءت أحدث دراسات الشاعر والناقد د.صابر عبدالدايم عميد كلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالزقازيقحيث يرصد ثلاث تجارب شعرية تكشف أقنعة العهد السابق و مراسم سقوطه وتغرس الفعل المقاوم في شرايين مصر التي استعادت شبابها, واستردت بهاءها.
, وهذه التجارب تشترك في طبيعتها السردية المتفاعلة مع ثورة الشعب في ميدان التحرير وفي ربوع مصر كلها. واولي هذه التجارب قصيدة الشاعر الدكتور محمد سالمان: سقط القناع التي تتعامل مع الحدث مباشرة منذ مطلعها الذي يقول: سقط القناع وهلل الثوار/ دحر الطغاة فحطمت أسوار/ لما بدا صبح المسرة هادرا/ رحل الظلام وجاءت الأنوار.. ويشير الناقد إلي الجمال التصويري النابع من لجوء الشاعر إلي تراسل الحواس حيث جعل من دم الشهيد صوتا يلطم وجه الطغاة في قوله ودم الشهيد يظل صوتا لاطما وجه الطغاة.. وهذه صورة مبتكرة تمزج بين الأحاسيس.
أما التجربة الثانية فهي قصيدة اعتراف للشاعر اكرامي قورة تقمص الشاعر فيها شخصية الرئيس الذي تنحي أمام ارادة الثوار, وقد صاغها الشاعر في قالب تفعيلي يفتح الباب أمام كثير من التأويلات والرموز ومن ذلك قوله: وحدي علي أرض المعارك/ فارس عدم السلاح وتاه من يده الفرس/ من كل صوب تزحف الأفكار زحف الثائرين/ إلي فؤاد خانه النبض العجوز/ وسلمته نصائح الجلساء للحظ التعس.
وتأتي التجربة الثالثة للشاعر رضا عطية, وتعد في حقيقتها عملا شعريا بمثابة ديوان بدايته من سبعة مشاهد, وقلبه خمس قصائد وختامه تجارب متنوعة, ومن المواقف التي يجسد فيها الشاعر المفارقة الراصدة للتناقض في التعاطي مع الأحداث تلك اللوحة الشعرية التي يرسمها الشاعر في لغة واضحة قريبة حين يقول: كنا قديما نكره التتار/ ونرفض الحصار/ لأننا كنا كبار/ واليوم نعشق التتار/ ونقبل الحصار/ لأننا.. صغار ولنتأمل هذا المقطع الشعري الذي كتبه الشاعر قبل عامين من اندلاع ثورة يناير ويقول فيه: فثورة الجياع قادمة/ ولوعة الفراق ناقمة/ وحشرجات الراحلين زلزله/ ستظل أقوي من سخافات المدافع/ والمهرج الصفيق يدعي انتصاره/ سياسة الخداع فكره/ وهل تقدم الدواء/ يد تبيع في الدماء؟!!
ساحة النقاش