كتبت - سهير هدايت: 55
ناقش المؤتمر الخامس لجناح شمال أفريقيا والشرق الأوسط للاتحاد الدولي لعلوم وجراحة الأوعية الدموية الذي انعقد في مصر بمشاركة 12 جمعية دولية من أوروبا وأمريكا والدول العربية
طرقا حديثة لعلاج التشوهات الخلقية للأوعية الدموية تجمع بين الجراحة والعلاج التداخلي بالقساطر, وكيفية عمل مسح بالموجات فوق الصوتية لتضخم الشريان الاورطي الباطني والصدري, واستخدام الليزر في علاج الدوالي بتكنولوجيا حديثة, وأساليب حديثة لعلاج القرح الوريدية تعتمد علي علاج السبب, سواء الدوالي الوريدية أو انسداد الأوردة.
وقد عرض الدكتور عماد حسين رئيس قسم الأوعية الدموية بطب عين شمس ورئيس المؤتمر كيفية استبدال الشريان الأورطي الباطني المتمدد باستخدام الدعامة المغطاة وكيفية التعامل مع الأنواع البسيطة للتسريب الدموي بعد العملية, موضحا أهمية تشديد ضوابط التدخل الجراحي ورفع الحد الأدني لقطر التمدد الشرياني الأورطي البطني المستلزم للجراحة أو المغطاة الي 5.5 سم للرجال و5.2 سم للنساء. واستعرض الدكتور روبرت سيمكين أستاذ جراحة الأوعية الدموية بالأرجنتين خبرة مركز أمريكا الجنوبية في علاج دوالي الساقين بالليزر, والذي أثبت تميز الأنواع الحديثة لليزر بأطوال موجة 1064 فأكثر في علاج الدوالي بالقسطرة الخاصة بالليزر بأكثر فاعلية وأقل نسبة مضاعفات في جراحة اليوم الواحد.
وتناول الدكتور أندريه فانهاينين والدكتور عبد السلام القطيط أستاذا جراحة الأوعية بجامعة أوبسالا بالسويد الوسائل الحديثة لاستبدال تمدد الشريان الأورطي الصدري وإصابات نفس الشريان باستخدام الدعامة المغطاة, وهذا الأسلوب في العمليات, وفق رأيهما, من النادر أن ينتج عنه مضاعفات مثل الجراحة المفتوحة, والتي يمكن أن ينتج عنها قصور كلوي حاد, وأحيانا ضعف حركي بالساقين قد يصل إلي شلل نصفي.
وتم عرض تجربة السويد في كيفية عمل مسح بالموجات فوق الصوتية لتضحم الشريان الأورطي الباطني الصدري وكيفية تنفيذها في مصر, بالتعاون مع جامعة أوبسالا بالسويد, والتي كانت أول دولة في العالم تقوم بعمل مسح شامل لكل الرجال الذين بلغوا سن الـ65, وهو ما أوصت به الجمعيات العلمية الأوروبية والأمريكية لجراحة الاوعية الدموية, بعدما أثبتت الدراسات العلمية أن الرجال فوق الـ65 من العمر معرضون للإصابة بتضخم الشريان الأورطي الباطني.
ويوضح الدكتور القطيط أن مشكلة هذا المرض أنه ليست له أي أعراض علي الإطلاق, بل يكتشف بالصدفة أو حين يحدث به انفجار نتيجة لتضخم شديد به, وهذا الانفجار خطير ويؤدي في أغلب الحالات إلي الوفاة بشكل سريع, ولهذا يوصف بالمرض الصامت, وتشير الإحصائيات إلي ان5% من سكان أي دولة يعانون تضخم الشريان البطني, ولكنها تزيد لدي الرجال فوق سن الـ65 من العمر وبين المدخنين.
وأضاف الدكتور القطيط أن عددا من الدول في أوروبا وامريكا وكندا والسويد تجري مسحا بالموجات فوق الصوتية لكل من بلغ سن الـ65 لقياس قطر الشريان الأورطي الباطني, وكل من يكتشف إصابته بتضخم في الشريان تتم متابعته دوريا, وإذا بلغ قطر الشريان5.5 سم يتم التدخل الجراحي غالبا بطريق القسطرة مع وضع دعامة تمنع الشريان من الانفجار المميت.
ويوضح الدكتور عماد حسين أن خطر الانفجار عند وصول قطر الشريان إلي5.5 سم يبدأ بعد هذا التضخم أو التمدد, مشيرا إلي أنه من المعروف عالميا أن معظم الذين يحدث لهم انفجار يموتون في الحال, إما أثناء النقل الي المستشفي أو بعد الوصول اليها, لان الحالة تكون طارئة جدا وتستدعي تدخل فريق متخصص, ولذلك تم الاتفاق بين فريق من الأطباء من جامعة عين شمس وجامعة أوبسالا علي تنفيذ نفس البرنامج المطبق في السويد, علي أن يتم تدريب فريق من الممرضات المصريات للقيام بعمل المسح بجهاز الموجات فوق الصوتية, وهذا الفحص لايستغرق أكثر من5 دقائق فقط, ويجري لكل الرجال فوق60 سنة مجانا, كما يتم عمل فحوصات أخري مجانية مثل ضغط الدم وقياس نسبة الكوليسترول, وسيتم ذلك من خلال ملء استمارة بخصوص عدد سنوات التدخين وعدد السجائر التي يتم تدخينها يوميا, وتتم متابعة كل من يكتشف لديه أي تضخم في الشريان الأورطي الباطني لتفادي الانفجار المفاجئ لهذا الشريان. وتناول الدكتور لؤي الترزي أستاذ جراحة الأوعية الدموية بدمشق الطرق الحديثة التي تعتمد علي علاج السبب, سواء كانت الدوالي الوريدية أو انسداد الأوردة, علما بأن جزءا كبيرا من أسباب الدوالي يأتي من أوردة الحوض عند النساء, وهي تصيبهن من سن16 إلي40 سنة وتتمثل في ألم أسفل البطن والظهر وصعوبة في التبول, وهي أكثر شيوعا في منطقة الشرق الأوسط, فحوالي25% من النساء مصابات جزئيا وكليا بهذا المرض, نتيجة لعدم ممارسة الرياضة والحمل المتكرر.
وعرض الدكتور محمد أمين الشعراوي أستاذ ورئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بجامعة الدمام نتائج علاج التشوهات الخلقية للأوعية الدموية عن طريق الجمع بين الجراحة والعلاج التداخلي بالقساطر والتي أجريت خلال7 سنوات في افضل المراكز المتخصصة في امريكا واوربا, والتي أثبتت أن الجمع بين الطريقتين افضل من كل طريقة منفردة, وأن نسبة الارتجاع في الجمع بين العلاجين تبلغ صفرا.
ساحة النقاش