كتبت: عبير فؤاد أحمد 418
يستطيع مريض الروماتيزم أن يأكل ما يريد, لكنه قد يغفل إن إدخال بعض التعديلات علي وجبته بإضافة صنف أواستبعاد أخر يحرره من الكثير من أعراض المرض خاصة آلامه المبرحة باعتبارها علاجا مساعدا وليس بديلا للعقاقير.
فالعديد من الدراسات الأجنبية يضمن للأسماك دورها في مقاومة الالتهابات المصاحبة للروماتيزم, وبالنسبة للأطعمة الأخري كالقمح واللحم الأحمر فيكفي تجنبها لإضفاء شعور بالتحسن لدي الكثير من المرضي, وهو مايدعم التفسير القائل بأن نوعية الغذاء تؤثر علي العملية الالتهابية بشكل عام.
ومن هذه الأغذية التي تؤثر علي الروماتيزم, كما يوضح الدكتور ياسر المدني أستاذ الروماتيزم والتأهيل بلندن, المحتوية علي مادة الهستامين بدرجة عالية كاللحوم والأجبان والسبانخ, بالإضافة للقواقع البحرية والفراولة والشيكولاتة والفول السوداني, ويؤدي تناول هذه الأغذية إلي تحرير الهستامين في الجسم, مؤديا إلي تحريض الاستجابة المناعية ومن ثم إلي آلام المفاصل, وعادة ماينصح المريض بنظام غذائي يعتمد علي تناول اللحوم بكميات محدودة كحد أقصي مرتين في الأسبوع. والابتعاد عن السكريات لأن كثرتها تؤدي إلي تكوين حمض اللاكتيك, وتمتد قائمة الممنوعات إلي المياه الغازية والمكسرات والبقول والشيكولاتة والزبادي, نظرا لاحتوائها علي حمض اللاكتيك ايضا. كما تشير بعض الدراسات لدور بعض الخضراوات كالباذنجان والبطاطس في إزعاج مرضي الروماتيزم, حيث تتداخل هذه المادة مع الإنزيمات في العضلات مسببة الألم.
وبصفة عامة يجب تناول اللحوم والقمح ومنتجاته والحليب ومشتقاته بحذر, إذ لاتوجد دراسات علمية كافية تثبت الصلة بين هذه الاطعمة وظهور أعراض المرض, لذا ننصح بالابتعاد عن هذه الأطعمة إذا وجد المريض ارتباطا بين استهلاكها وزيادة الأعراض لديه, والاستعاضة عنها بالبدائل المناسبة أو المكملات الغذائية كحبوب الكالسيوم, وفيتامين د وعنصر الزنك حتي لايحدث نقص في العناصر الغذائية الموجودة فيها, مع مراعاة الانتظام بتناول السمك لاحتوائه علي زيوت أوميجا3 والتي لها دور مثبت علميا في التقليل من الالتهابات, ويعتبر السردين والسلمون والماكريل أغني أنواع الأسماك بهذه الزيوت, كذلك ينصح بالإكثار من تناول الخضار والفاكهة خاصة المحتوية علي فيتامين ج والذي يعمل كمضاد للأكسدة ويوجد بكثرة في المقدونس والسبانخ والجوافة والعنب والبرتقال والليمون, أيضا يفضل تناول مشتقات الحليب العديمة أو قليلة الدسم.
ويضيف الدكتور المدني إذا كان المريض بدينا فينصح باتباع ريجيم خاص, حيث تعتبر السمنة من أهم اسباب الإصابة بالروماتيزم وتشكل عبئا إضافيا علي المفاصل والعظام. لذا فإن إنقاص الوزن مع ممارسة رياضة بسيطة كالمشي يؤدي الي تحسن ملموس في منع تقدم المرض والتقليل من الاحساس بالالام المصاحبة. كما يساهم إنقاص الوزن أيضا في التقليل من إفراز المواد المتسببة في إثارة الالتهابات. وتمتد الإرشادات لتخفيف الآلام الروماتيزمية للابتعاد عن الضغوط النفسية والتوتر والإرهاق الجسدي أو العقلي والتعرض بكثرة إلي الهواء الطلق وأشعة الشمس للحصول علي فيتامين د.
ساحة النقاش