لاعبوهم لسبع.. اضربوهم لسبع.. وصادقوهم لسبع

٢٤/ ٩/ ٢٠١١
 

من المسؤول عن فقدان التواصل بين الكبار ومن هم أصغر منهم سناً أو تابعيهم؟ هل هى حالة التواصل الكاذب دونما تفاعل حقيقى التى تحكم وتسيطر علاقتهما ببعضهما؟ أم مجموعة الحلقات المفقودة التى أدت بكلا الطرفين للابتعاد طوعاً وأحياناً كرهاً عن بعضهما.

الدكتورة أمينة كاظم، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس، تقول: «فكرة الحلقات المفقودة وانتقاد كل جيل للآخر وخلاف وجهات النظر بين الأجيال، ليست وليدة اليوم، لكنها ظهرت بشكل أوضح، بسبب كابوس الفوضى، الذى نعيش فيه، التى خلقت حالة توتر عامة انعكست على سلوك الشباب والصغار، بشكل جعلنا نراهم بلا كبير يحترمونه».

إذا رجعنا بالزمن فترة قصيرة إلى الوراء، سنجد أنه عندما اندلعت الثورة تواصل الجميع بود واحترام، وبشكل ذابت فيه كل الفروق بين الكبير بممثليه من جيل الآباء، وبين الشباب والصغار الذين مثلوا أنفسهم. بدأت الثورة بالشباب ليلحق بهم الآباء، فى لحظة تفاهم تكاد تكون هى الأكثر تقريباً بين الطرفين.

المراهقة والشباب هما مرحلتا التمرد والانطلاق، اللذان يتسببان فى كثير من المتاعب للأهالى، خاصة فى ظل التغيير الذى يمر به المجتمع بكل فئاته حالياً، وهو ما يدفعنا لضرورة تحمل الجيلين مسؤولية مشتركة عما يحدث حالياً من غياب أو تغييب لدور الكبير. بالنسبة للكبار، فإن أكبر أخطائهم فى التواصل مع الأبناء يكمن فى استخدامهم الأسلوب السلطوى ولهجة الأوامر، مع تضييق الخناق على الشباب فيما يحبون القيام به من سلوكيات مختلفة، سواء أكان ذلك بدافع الخوف عليهم، الذى يصل أحياناً إلى حد فرض الوصاية والتسلط، أو بدافع الأعباء المادية والحياتية التى تشغلهم دائماً، فتجعل هذا الكبير يواجه المحيطين بالقرارات دون مناقشة.أما الأبناء، فينطبق عليهم مثل «المرأة والصغير يظنان أن الرجل على كل شىء قدير»، فهم دائماً ما يظنون أن هذا الكبير إنسان خارق وقادر على القيام بكل شىء، إلا أنه لا يفعل بدافع البخل سواء المادى أو العاطفى، مما يدفعهم إلى اللجوء لبدائل.

الوصل والتواصل بين الكبير ومن يرعاهم، يجب أن يبدأ من الطفولة وليس الآن، ولابد أن يعى كل كبير قاعدة «لاعبوهم لسبع، أدبوهم لسبع، صادقوهم لسبع»، مما يفرض التخلى عن الأسلوب القديم المتسلط والتحول من اللهجة الآمرة إلى المشاركة والحوار والمصادقة مع مراعاة كرامة جيل الشباب.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 92 مشاهدة
نشرت فى 24 سبتمبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,108