طفل الألفية الثالثة: أنا رئيس جمهورية نفسى ٢٤/ ٩/ ٢٠١١ |
نظرة شديدة الحزم، كانت كافية لردع الطفل عن فعل شىء قد يضره، يفهم بعدها أن ما كان ينوى القيام به خطأ وعليه ألا يفكر فى فعله مرة أخرى، هكذا كان الشعور باحترام الكبير «أب أو أم أو معلم» يتحكم فى تصرفات الصغار، حتى جيل التسعينيات. لكن مع بداية الألفية الثالثة، وحدوث متغيرات اجتماعية واقتصادية وأسرية كثيرة، منها أسلوب التربية والتعليم، وثورة الاتصالات والاهتمام المبكر بالسياسة، وإبداء الرأى فى الأحداث الجارية مثل الثورة، أصبحنا نقابل نماذج كثيرة من الأطفال والمراهقين يفقدون معنى احترام الكبير فى كثير من تصرفاتهم، يحكمهم «دماغهم» فقط ويطبقون بقصد أو دون قصد شعار «أنا رئيس جمهورية نفسى، أنا الكبير». الدكتورة حنان حسين، استشارى طب نفس الأطفال، تقول إن الموضوع متشابك تحكمه متغيرات عديدة، والخطأ لايقع على الأطفال وحدهم ولكن على المسؤولين عن تربيتهم، ومن يزرعون بداخلهم بذور التصرفات الصحيحة أو الخاطئة، والإطار الذى يتربى داخله هؤلاء الأطفال. تمرد الطفل أو المراهق على الكبير يأتى إما بسبب أنه فاقد للثقة وللقدوة التى يقتدى بها ويحترمها، وهنا يجب أن تراعى الأسرة والمدرسة النماذج التى يتعامل معها الطفل، فيكف يحترم الطفل الأب وهو يكذب؟ وكيف يحترم المدرس وهو غير عادل فى التعامل مع الطلبة؟! ويجب مراعاة أن الأطفال يتابعون تصرفات من حولهم وإما أن يقتدوا بهم أو ينفروا منهم، وهذا ينقلنا أيضا إلى أهمية الاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة، والوعى بتأثير ذلك على الطفل، إذ كيف تتحدث الزوجة مع أو عن زوجها أمام الأولاد والعكس؟ الأسلوب الذى يراه الطفل أو يراقبه يرتكز ويتأصل بداخله، سلبا وإيجابا، وكثير من الأهالى أصبح لديهم إصرار على تعويد أبنائهم على أخذ حقهم من أى شخص كبير أو صغير على طريقة «الدنيا مابقتش كويسة ولازم ياخد حقه»، وهذا ليس خطأ، ولكن قبل أن ننصح به الأطفال، يجب أن نعلمهم طرق وآداب الحصول على الحقوق وعمل الواجبات. طريقة التربية الغربية التى تجعل الأطفال يشعرون أنهم كبروا وأصبحوا مسؤولين عن أنفسهم، تدفعهم للتصرف باندفاع ودون منطق، وهى طريقة لا تناسبنا فى المجتمع المصرى، لكن يمكن الاستفادة منها فى تعويد الأطفال على الاعتماد على أنفسهم فقط |
ساحة النقاش