تطوير المناهج أول خطوة علي طريق النهضة
لاتعليم بدون منهج، هذه حقيقة يعلمها الجميع ولكن المناهج في مصر كارثة في حد ذاتها وطرق تدريسها كارثة أخري أدت الي انهيارالتعليم
فالطلاب في جميع المراحل الدراسية يدرسون مناهج لاعلاقة لها بالواقع ولا تمنحهم المهارات الحياتية الضرورية، ناهيك عن الأخطاء البشعة التي تتضمنها الكتب المدرسية وبعضها أخطاء في حقائق علمية لا يمكن السكوت عنها.
والمشكلة الأكبر هي طرق تدريس هذه المناهج والتي تعتمد علي «التلقين والحفظ» الذي ينسي تماما بعد أن يؤدي الطالب الامتحان وبالتالي تكون المحصلة النهائية صفرا فالطالب لا يعرف المعلومات الأساسية في الحياة وإذا تعلمها ينساها فور انتهاء الامتحان وهكذا تصبح العملية التعليمية دون جدوي.
المنهج هوأساس العملية التعليمية فالوزارة تضع مناهج معينة لكل سنة دراسية وبعدها يتم اختيار الكتب التي تطبق هذا المنهج وكل فترة تطالعنا الوزارة بأنباء عن تطوير المناهج ويكثر الحديث حول المناهج المطورة وأهميتها وتطوير أداء المعلمين وطرق تدريسهم للمناهج ورغم كل هذا نفاجأ بمناهج دراسية لاتفيد طلابنا في حياتهم بالإضافة الي مشكلة الكتب الدراسية التي تترجم هذه المناهج والتي تحتوي إما علي معلومات خاطئة ومختصرة بما يخل بالمادة العلمية المقدمة للطالب وإما تحتوي علي «حشو» لافائدة منه وبالتالي يهجرها التلاميذ لاجئين الي الكتب الخارجية خاصة أن بعض هذه الكتب تحتوي علي أخطاء لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، فعلي سبيل المثال تضمن موضوع «تربية الدواجن» بكتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي معلومة تفيد أن إنفلونزا الطيور تنتقل من إنسان لإنسان.
أما منهج الصف السادس الابتدائي المطور والذي أخرت الوزارة نزوله في العام الماضي الي ما بعد بداية العام الدراسي بعدة أيام فيحتوي علي عدد كبير من الأخطاء حيث يحتوي كتاب الدراسات الاجتماعية علي خطأ واضح والذي يؤكد أن محافظة الجيزة لا توجد بها أراض زراعية عكس الحقيقة التي يعلمها الجميع والتي تؤكد وجود أراض زراعية بمناطق ناهيا واطفيح والصف والحوامدية وكلها من مراكز الجيزة.
كذلك تضمن كتاب الدراسات للصف الثالث الاعدادي والمطور أيضا عددا من الأخطاء التي بلغ عددها 80 خطأ أرسلت بها وزارة التربية والتعليم مذكرة الي الإدارات التعليمية لتصحيحها في نهاية العام الدراسي الماضي قبيل الامتحانات بأسابيع قليلة كان أهمها أن قارة استراليا تمتد من خط طول 132 درجة الي خط طول 178 دجة شرقا رغم أن الحقيقة العلمية أنها تقع عند خط 113 درجة.
ولم تقتصر الأخطاء علي الحقائق الجغرافية فقط ولكنها امتدت ايضا للتاريح حيث ورد في الكتاب أن الثورة العرابية قامت عام 1882 والصحيح أنها قامت في عام 1881.
كذلك يشير نفس الكتاب الي أن مساحة المحيط الهادي تقدر بـ166 مليون كيلو متر مربع في حين أن كتاب دراسات أولي إعدادي وردت به نفس المعلومة علي أن مساحته تقدر بـ166.2 مليون كيلو متر مربع وهو نفس التضارب الذي شهدته مساحات قارات آسيا وأستراليا وانتراكتيكا والمحيط القطبي الشمالي، كذلك تضمن نفس الكتاب اختلاف ما بين الدروس والرسوم التوضيحية حيث جاء بدرس الخصائص السكانية أن معدل المواليد بقارة آسيا يقدر بـ22/ ألف نسمة في حين أن الرسم البياني أشار الي أنه يقدر بـ23/ألف نسمة وهو نفس الخطأ الذي تكرر في معدل المواليد لسكان قارة استراليا الذي يقدر بـ14/ألف نسمة وفقا لما جاء في الرسم البياني وفي الدرس نفسه جاء 19/ألف نسمة.
الغريب في الأمر أن هذه الأخطاء امتدت ايضا للحقائق العلمية حيث تضمن كتاب العلوم للصف الثالث الإعدادي وهو منهج مطور أيضا خطأ فادحا حيث ذكر الكتاب أن سرعة الضوء تقدر بـ300 مليون كيلو في الثانية رغم أن الحقيقة العلمية الثابتة أنها بـ300 ألف كيلو متر في الثانية وهو ما أدي الي حدوث خطأ في حساب وصول الشمس للأرض والذي قدره الكتاب بنصف ثانية فقط في حين أن الحقيقة العلمية الثابتة أن مدة وصول الشمس الي الأرض تقدر بـ8 دقائق و16 ثانية.
ورغم أن المناهج العلمية من المفترض أن تكون مترتبة ومكملة لبعضها إلا أن هذا لا يحدث في مصر، فالمناهج غالبا ما تحتوي علي معلومات متعارضة وهو ما نجده كثيرا في كتب السنوات المختلفة حيث تتضارب الأرقام والحقائق من عام لآخر وهو ما حدث في مادة الدراسات ما بين كتب الصفين الأول والثالث الإعدادي بل وفي كتب الصف الثالث الإعدادي المطورة، فقد ذكر كتاب الدراسات للصف الأول الإعدادي أن بحر قزوين من البحار المغلقة وفرق بينه وبين البحرين المتوسط والأحمر اللذين يعتبران من البحار الداخلية أما كتاب الصف الثالث الإعدادي فقد اعتبره من البحار الداخلية مثل البحرين المتوسط والأحمر.
ويحتوي نفس الكتاب علي أخطاء تاريخية فادحة منها أن علي بك الكبير أصبح حاكما علي مصر عام 1776 في حين يؤكد التاريخ أن هذا الحدث وقع عام 1769، كذلك يشير الكتاب الي أن المكسيك واحدة من دول أمريكا الجنوبية رغم أنها تقع في أمريكا الشمالية.
ومن التعليمين الابتدائي والإعدادي الي الثانوي فأخطاء المناهج مستمرة حيث كشف الباحث اللغوي أشرف معروف أن كتاب اللغة العربية للثانوية العامة يحتوي علي عدة أخطاء حيث ذكر الكتاب أن كلمة «لثام» جمعة «ألثمة» في حين وردت في المعجم الوجيز والوسيط بأنها «لُثم» وكشف الباحث في مذكرته التي أرسلها لوزير التربية والتعليم السابق أحمد زكي بدر أن هناك تضاربا أيضا في المنهج ما بين النصوص التي من المقرر حفظها علي التلاميذ ودراستها.
هذه الأخطاء وغيرها والتي نشاهدها في كل عام دراسي كانت دائما آفة العملية التعليمية في مصر فغالبا ما يشكو منها التلاميذ والمعلمون علي السواء ومع ذلك كانت تطبع الكتب الدراسية في كل عام وبها نفس الأخطاء وأحيانا يقوم المعلمون بتصويبها وأحيانا لايحدث هذا ودائما مايدفع التلاميذ الثمن فهل يتغير الحال هذا العام ونجد مناهج خالية من هذه الأخطاء؟! الأيام ستكشف ذلك!!
طرق عقيمة
أما آفة المناهج الأخري فهي طرق تدريسها حيث يعتمد المعلمون علي أسلوب التلقين والحفظ في الشرح ورغم اعتماد نظام التقويم الشامل الذي يهدف الي اشراك التلميذ في العملية التعليمية من خلال البحث عن معلومات وتمثيل الدروس خاصة في المرحلة الابتدائية إلا أن المعلمين أنفسهم وكثافة الفصول وقصر مدة العام الدراسي وطول المناهج كلها أسباب تحول دون ذلك وهو ما أدي الي فشل هذا النظام في الواقع العملي ومازال المعلم يعمل بنفس النظام القديم وهو التلقين والطالب يحفظ ما يمل عليه والنتيجة معروفة للجميع طالب يذاكر من أجل الامتحان وبالتالي تتبخر المعلومات من رأسه فور انتهائه.
أما الكارثة الأكبر التي تعاني منها مناهجنا فهي أنها توضع لأهداف سياسية معينة فقد كشف الباحث محمد أحمد منصور في دراسته حول مناهج التعليم وخطيئة التبديل أنه خلال الفترة من عام 1979 الي 1981 بدأ تغيير مناهج القراءة والتاريخ في مصر وحذفت منها كل النصوص التي تتعلق بالحرب بين مصر وإسرائيل بل تم استبدالها في مقررات الثانوية العامة بعبارة «رحبت جميع الدول المتحضرة باتفاقية السلام، أما الدول العربية التي عجزت عن فهم المتغيرات الدولية واختلال ميزان القوي في العالم فإنها لم ترحب بها». وشهدت الأعوام منذ أواخر الثمانينيات بعد أن تولي الدكتور فتحي سرور حقيبة التعليم، محاولات كبيرة لتصفية المناهج وفقا للمطالب الأمريكية والإسرائيلية وأصبح تغيير المناهج في مصر يتم تحت إشراف لجان أجنبية.
جدير بالذكر أن خطط تطوير المناهج بدأت في عهد الدكتور فتحي سرور الذي أصدرقرارا وزاريا برقم 176 لسنة 90 بإنشاء مركز تطوير المناهج الذي تم انشاؤه بموجب اتفاقية بين مصر وهيئة المعونة الأمريكية علي هيئة مشروع أسند تنفيذه الي مؤسسة مركز تطوير التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية E.C.D والهدف الأساسي للمشروع هو تطوير المناهج وإعداد المواد التعليمية ومازال المركز هو المسئول عن تطوير المناهج التعليمية بما يرضي الهدف الأمريكي وتم عقد عدد من المؤتمرات لتطوير التعليم منها مؤتمر تطوير التعليم الابتدائي عام 1993 الذي أوصي بمواكبة التطوير لمتطلبات العصر والتقدم العلمي والتقني وتحديد عدد الكتب وتخفيض حجمها وكم معلوماتها مع تخصيص 30٪ من زمن الخطة الدراسية للأنشطة ونظرا لعدم وجود أفنية بمعظم المدارس تم تنفيذ الشطر الأول من التوصيات بتخفيض حجم الكتب وكم معلوماتها بينما اختفت الأنشطة تماما.
وفي عام 1994 تم عقد مؤتمر تطوير التعليم الإعدادي والمهني الذي أوصي بتطوير خطة الدراسة ومحتوي المناهج والكتب والأنشطة المصاحبة وتخفيف الأعباء وزيادة الاهتمام بتعليم اللغة الأجنبية واستحداث مادة التكنولوجيا وتنمية التفكير ضمن خطة دراسة هذه المرحلة ومن وقتها ومحاولات تطوير المناهج للمرحلة الإعدادية تسير علي قدم وساق حتي خرجت الينا في العام الماضي بكتب مليئة بالأخطاء العلمية!!
أما في عام 2004 فتم تشكيل لجنة حكماء لوضع أسس تقييم وتطوير مناهج التعليم الثانوي وقرر المؤتمر أن يتولي 20 من أساتذة الجامعات المتخصصة في المواد الدراسية مسئولية مراجعة المقررات الدراسية المختلفة وتشكيل لجان فرعية لتقييم هذه المواد وهي الرياضيات الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، الجيولوجيا، اللغة العربية، اللغة الانجليزية، اللغة الفرنسية، اللغة الألمانية، التاريخ، الجغرافيا، التربية القومية، علم الاجتماع، علم النفس، الفلسفة، الاقتصاد، الاحصاء، ورغم اجتماع اللجان إلا أن التطوير تم بدون أن يعرف أحد بناء علي أي أساس.
الغريب في الأمر أن المناهج التي يتم وضعها كانت تحتوي علي أخطاء تاريخية لإرضاء الحكام وهو ما حدث من إغفال لدور الفريق سعد الشاذلي في حرب أكتوبر والتركيز علي انجازات الرئيس السابق حسني مبارك وزوجته في المناهج وهو ما سيتم تغييره في العام الدراسي الجديد حيث أصدرت اللجنة التي شكلتها وزارة التربيةوالتعليم مؤخرا لتنقيح كتابي التاريخ للصفين السادس الابتدائي والثالث الإعدادي اللذين تم تطويرهما العام الماضي فقط أصدرت اللجنة توصية بإضافة شخصيتي الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب 1973 واللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر الي مناهج التاريخ بداية من العام الدراسي 2011/2012 كما قررت اللجنة رفع صور سوزان مبارك والجزء الخاص بالحزب الوطني من المناهج وهي الأجزاء التي تمت إضافتها من قبل لمجاملة الرئيس المخلوع وزوجته.
الغريب أيضا أنه رغم أن النظام السابق طالب مرارا بإعلاء مبدأ المواطنة وإقراره والعمل به إلا أن هذا لم يترجم في مناهجنا وهو ما رصده تقرير حكومي في العام الماضي حيث اعترف تقرير أصدرته لجنة القيم بوزارة الدولة للأسرة والسكان في العام الماضي حول «قيم التربية من أجل المواطنة والوحدة الوطنية وحقوق الطفل» بوجود كارثة في مناهج المرحلة الابتدائية حيث انها تعكس سيرة الحكام وليس الشعوب وتفتقر لمبادئ المواطنة والوحدة الوطنية فرغم أن معظم الكتب ذكرت قيمة المواطنة إلا أنها لم تضع تعريفا لها يستطيع أن يستوعبه الطفل، وجعلت فهمها قاصرا علي الاعتزاز بالتاريخ والوطن.
وذكر التقرير أن دروس التاريخ المقررة علي الصف الخامس الابتدائي تتحدث عن الحقبة القبطية ولكنها لم تتحدث عن صراع المصريين الأقباط مع الحكام الرومان وإنما اكتفت بذكر بعض الرتوش القليلة عن هذه الحقبة مع ذكر الامبراطور ديقلديانوس مرتين الذي عرف عصره بعصر الاضطهاد الديني للأقباط ورد هذا مرة في الكتاب وفي درس آخر ذكر هذا الامبراطور علي أنه قام بقمع ثورات المصريين وأشار الدرس الي أن المصريين أقاموا له عمود السواري تخليدا له لأنه ضعف عنهم الضرائب!!
الخبراء يضعون أسس «ثورة المناهج»
تنقية الكتب من الحشو والتركيز علي الكمبيوتر والمراجع
مراعاة المتغيرات الحديثة وتعظيم قيم الولاء والانتماء والحرية والمساواة
ربط المناهج بضرورات الحياة ومجالات العمل
بعد كل هذه الأخطاء الفادحة التي تحتويها مناهجنا وطرق تدريسها الفاشلة أصبحنا في حاجة الي ثورة علي هذه المناهج علي طريقة «انسف مناهجك القديمة» وأصبحنا في حاجة الي مناهج جديدة تناسب طبيعة المرحلة التي تمر بها مصر بعد الثورة، وهو ما طالب به خبراء المناهج وطرق التدريس حيث يشير الدكتور محمود الناقة أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس الي أننا أصبحنا في حاجة الي إعادة نظر بشكل جذري في المناهج القديمة وإذا كانت الحقائق العلمية ثابتة لا تتغير لذلك فكثير من المناهج ستظل كما هي، ولكننا في حاجة الي مدخل لتطويرها وإحداث تغيير جذري بها بحيث يحذف منها كل ما تعداه الزمن وكل ما يمجد مراحل تاريخية سابقة تمجيدا غير حقيقيا، مع إلغاء كل ما ليس له ضرورة كالحشو، بحيث تصبح المناهج مقصورة علي أساسيات العلم مع ضرورة التركيز علي مصادر التعليم الأخري كالانترنت والمراجع للاستزادة والمعرفة، أما أن يحمل الطالب علي كتفيه كما كبيرا من الكتب فهذا أمر لم يعد مقبولا ولابد أن يتم هذا التغيير بناء علي أسلوب علمي، مع مراعاة دواعي التغيير، لماذا نغير وما مطالب التغيير وهل الجديد في العلم أم الضروري منهأم الوظيفية أي توظيف ما يتعلمه الطالب بحيث تزود المناهج الطلابية بالمهارات الحياتية الضرورية مع ضرورة التركيز علي قضايا الولاء والانتماء والتي يجب أن تنميها المناهج الجدية بعد أن أهملتها المناهج السابقة لسنوات طويلة.
ويطالب الدكتور الناقة بأن تصبح المناهج الجديدة مناهج مساواة وحرية وعدل تساعد علي تكوين شخصية مصرية لديها القدرة علي التفكير والإبداع والتعبير عن الرأي بحرية وأن تخلق مواطنا مصريا منتجا لديه القدرة علي المشاركة في صناعة الوطن، حريص علي المال العام أي أن المناهج الجديدة يجب أن تساعد علي تكوين مواطن لعصر جديد.
وأضاف أن الأهم من ذلك هو الكيفية التي سيتم تغيير المناهج بها والوقت الذي سيتاح لهذا التغيير واللجان التي ستقوم بهذا العمل حيث يجب أن تضمن هذه اللجان
شخصيبات منتقاة ومتخصصة في مجالات عملها وتوفير كافة الامكانيات لها لصايغة المناهج الجديدة، حيث إن هذه العملية ترتبط بصناعة الإنسان وهي صناعة ثقيلة ومستقبلية، فإذا نجحنا في تطوير مناهجنا بشكل فوري استطعنا خلق إنسان جيد مما يمكننا من ضمان الجودة في كل شيء في مجتمعنا، وبذلك نضع أقدامنا علي طريق بناء المجتمع الحديث المتطور المنتج الديمقراطي الحر.
وطالب الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس بثورة في المناهج تقوم علي غرس المفاهيم والقيم التي ولدت مع الثورة وهي الحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة واحترام الآخر والتعامل معه علي أنه إنسان وليس بناء علي دينه أو جنسه.
وأضاف: لابد من الاهتمام بالتعليم المدمج الذي يعتمد علي الانترنت والتكنولوجيا، فالتعليم من خلال القراءة الالكترونية يحقق التنوع والتعدد، ولابد أن يكون التعليم كله قوميا واحدا لا فرق بين تعليم متميز وغير متميز، فالتعليم قضية قومية يجب أن يقوم التعليم علي التعليم الذاتي عن طريق المكتبات والتعليم التعاوني في مجموعات صغيرة، كذلك لابد من الانتقال من ثقافة التلقين حتي تصل لثقافة التفكير فهذه الثورة في طرق تدريس المناهج لابد أن تصاحب الثورة في تغيير المناهج نفسها مع ضرورة دعم المعامل المدرسية والاهتمام بالتعليم عن طريق المواقف الحياتية وأشار الي أن كل هذا لن يتم بدون تطوير المدرسين بما يتناسب مع المناهج الجديدة بحيث يكون المعلم قادرا علي التعامل مع الطلاب والمناهج علي حد سواء وتطبيق نظام التقويم التراكمي الذي يقيس كل جوانب العملية التعليمية ولابد أن يتم هذا التقويم بشكل مستمر.
كذلك لابد من النظر بشكل مختلف لمناهج التاريخ التي يجب أن تقوم علي تدريس الحضارات وليس تاريخ الحروب، كذلك فالتاريخ لابد أن يقوم علي مبادئ التربية المدنية القائمة علي احترام إنسانية الإنسان واحترام حقوقه.
وأضاف: التعليم يجب أن يكون من أجل تربية مواطن عالمي يحترم الآخر ويحترم ثقافات الشعوب ويتعامل مع الآخر بهدف التنمية مع ضرورة دعم المناهج في مجال الفنون بتعليم الأطفال فنون الرسم والتصوير وصقل هواياتهم وتربية الضمير الإنساني والأخلاق وصناعة إنسان يمتلك الحس الوطني.
وعن الامتحانات قال الدكتور حسن شحاتة عضو المجالس القومية المتخصصة أنه لابد أن يكون الامتحان من أجل إصقال المهارات وليس للتأكد من حفظ المعلومات مع ضرورة إدخال نظام امتحان الكتاب المفتوح الذي يعتمد علي التفكير لقياس القدرات العقلية العليا وتنميتها، وتنمية القدرة علي إبداء الرأي والتصنيف وإصدار الأحكام وموازنة الأمور، لذلك فنحن في حاجة الي ثورة علي المناهج وطرق تدريسها القديمة.
وأوضح أن كل هذا يتطلب الاهتمام بالمعلم والمدرسة وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة للتعليم وزيادتها، مع ضرورة الاهتمام بمجالس الآباء والمعلمين ومن هنا لابد من مشاركة كل مؤسسات المجتمع المدني في تطوير المكتبات المدرسية ومدها بأجهزة الكمبيوتر لإحداث نقلة نوعية في العملية التعليمية.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - تطوير المناهج أول خطوة علي طريق النهضة
ساحة النقاش