طرق جديدة للوقاية من الالتهاب الرئوي القاتل في العناية المركزة
كتب: حسـن فتحي 178
أوضحت مناقشات المؤتمر السنوي التاسع بالإسكندرية للجمعية العلمية المصرية للشعب الهوائية, بحضور عدد كبير من أساتذة الصدر والحساسية من مختلف الجامعات المصرية.
أن هناك علاجات حديثة للحالات المستعصية من الحساسية الربوية والتي تشكل من 5 إلي10% من المرضي, وحذر المشاركون من مخاطر الإصابة بالالتهابات الرئوية بين مرضي العناية المركزة, خاصة رعايات الصدر والأعصاب, والتي ينجم عنها ارتفاع نسبة الوفيات حتي 70%, وعرض المؤتمر حالات نادرة وطرحها للتشخيص والعلاج في مناقشات جماعية للأطباء المشاركين, إضافة إلي مستجدات علاج السدة الرئوية المزمنة وأمراض النوم.
ففيما يتعلق بالسدة الرئوية المزمنة, أوضح الدكتور عصام جودة أستاذ الصدر بطب الإسكندرية ورئيس المؤتمر, أن أهم علاج لها هو الإقلاع عن التدخين, محذرا من ازدياد نسبة المدخنين في مصر بمعدل2.5% سنويا, في حين تقل عالميا بنفس المعدل, وحذر من أن الشيشة تحمل نفس آثار السيجارة, فضلا عن أنها تساعد في نشر ميكروب الدرن, موضحا أن درجة الاحتراق غير الكاملة في الشيشة تساعد علي انبعاث غاز أول أكسيد الكربون والمعروف بسميته العالية, حيث يتحد مع الهيموجلوبين في الدم وبالتالي يحرم خلايا الجسم من الأكسجين, وأضاف أن استخدام الكورتيزون الموضعي عن طريق البخاخات طويلة المفعول في مرضي السدة الرئوية يكون فقط في الحالات الشديدة, وهناك أبحاث حديثة توصي باستخدامه في الحالات المتوسطة بالإضافة إلي موسعات الشعب الهوائية طويلة المفعول بأنواعها المختلفة.
أما الأزمات الربوية التي لاتستجيب للعلاج, فكانت محور محاضرة الدكتور طارق صفوت أستاذ الصدر بطب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للشعب الهوائية, حيث أوضح أن نسبة 5 إلي 10% من حالات الحساسية الربوية, وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية, يصعب السيطرة علي المرض ولديهم مقاومة ذاتية للكورتيزون, وحديثا ظهرت علاجات لمثل هذه الحالات من بخاخات الكورتيزون بجرعات عالية وموسعات الشعب طويلة المدي ومضادات الليكوترايين واستخدام الكورتيزون بطريق الحقن أو الحبوب للسيطرة علي الحساسية لدي هذه الحالات, ومؤخرا تم إنتاج مركب جديد أوملي ذومان بطرق الهندسة الوراثية يعمل علي السيطرة علي المواد التي يفرزها الجسم حين يتعرض للحساسية, مما يقلل من تفاعل الشعب مع مثيرات الجهاز المناعي, وتحت التجربة حاليا علاج يعتمد علي هندسة الجينات, لمثل هذه الحالات المستعصية, إضافة إلي استخدام أجهزة التردد الحراري لتقييد انقباض الشعب
الهوائية في حالات الأزمات الربوية الشديدة واستخدام المناظير الضوئية.
وتحدث الدكتور عادل خطاب أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب عين شمس عن الالتهاب الرئوي المصاحب لجهاز التنفس الصناعي والمكتسب من الرعاية المركزة, وهو من أكثر أنواع الالتهابات الرئوية المكتسبة من دخول المرضي العناية المركزة, وتحدث الإصابة به في نسبة 10 إلي 30% من الحالات التي توضع علي جهاز التنفس الصناعي, والأخطر أن معدل الوفاة يرتفع بينها بنسبة 30 إلي 70%, ويكون السبب في هذا الالتهاب ميكروبات تشتهر بتعدد المقاومة للمضادات الحيوية حتي الحديث وباهظ الثمن منها, لذا فإن أفضل طريقة لمجابهة هذا الخطر هي الوقاية بطريقة بسيطة جدا وفعالة, وهي التزام الفريق الطبي والتمريض بغسل اليدين بالماء والصابون مابين فحص مريض وآخر أو عند استعمال الأجهزة المتصلة بالمرضي.
ونظرا لاختلاف الميكروبات المسببة لهذا النوع من الالتهاب الرئوي من رعاية مركزة لأخري, ومن مستشفي لآخر, بل داخل المستشفي نفسه, ينصح الدكتور خطاب بعمل بحوث دورية كل6 أشهر في كل رعاية لاكتشاف أنواع الميكروبات المسببة لهذا الالتهاب واكتشاف أكثر المضادات الحيوية تأثيرا علي الميكروب المسبب, للقضاء علي تكوين الميكروب سلالات مقاومة لمختلف المضادات الحيوية, ولتجنب ارتفاع نسبة الوفيات. وعن انسداد التنفس في أثناء النوم, أوضح الدكتور عبدالمنعم ربيع أستاذ ورئيس قسم الصدر بجامعة الإسكندرية, أنه مرض يشمل أكثر من تخصص طبي, مثل الصدر والحنجرة والقلب والمخ والأعصاب, حيث يعاني المريض من الميل الشديد للنوم أثناء النهار, مع شخير في أثناء النوم وضعف شديد في الذاكرة يصحبه قلة تركيز وتوتر عصبي وزيادة التبول أثناء الليل, ويصاحب ذلك ارتفاع شديد في ضغط الدم لايستجيب للأدوية مع هبوط في عضلة القلب وزيادة نسبة انسداد الشريان التاجي, وهذه الحالات عرضة أيضا لجلطات المخ والرئة, ولابد من تشخيص المرض في مراحله الأولية لتجنب المضاعفات المذكورة, ويتم التشخيص بجهاز معين يتم عن طريقه قياس نسبة توقف التنفس أثناء النوم وبعد التشخيص يتم العلاج بالطرق التقليدية.
ساحة النقاش