تطوير التعليم..لتغيير المفاهيم بقلم : ليلي حلمي |
تحقيق العدالة وجودة التعليم.. يمثلان التحديين الرئيسيين في مصر.. التعليم يستهدف الكفاءات والمهارات الضرورية للعصر الحديث الذي نعيشه.. والتعليم يعد عاملا للتغيير بما يسمح للافراد استغلال كامل قدراتهم البشرية. فهناك حاجة عاجلة في مصر الآن لتغيير الفكر والمفاهيم المتعلقة بالتعليم لتنفيذ رؤية جديدة يمكنها ان تسهم في احداث التحولات الحقيقية والنهوض بالقدرات التعليمية والتوسع في الموارد من خلال مساهمة المجتمع المدني والمواطنين.. والحكومة. ومشكلة التعليم لها ابعاد متعددة.. منها ما تراه في التعليم الاساسي من كثافة الفصول التي تصل في كثير من المدارس إلي أكثر من 90 طالب في الفصل الواحد.. وايضا انتشار الدروس الخصوصية. ومن مؤشرات عدم جودة التعليم أيضا عدم وجود الربط بين ما يتعلم الطلاب وبين حاجة السوق مما يؤدي إلي ارتفاع معدلات البطالة. فلابد من تحسين جودة التعليم واكساب الخريجين المهارات اللازمة للالتحاق بسوق العمل والمطلوبة فيه.. واصلاح نظام التعليم لا يتم بالضرورة بتخصيص المزيد من التمويل.. وانما بربط ما يتم انفاقه بأداء هذه المؤسسات التعليمية ومدي استجابتها لمؤشرات الطلب في سوق العمل.. كما أنه يجب الابقاء علي مجانية التعليم خاصة في المرحلة الاساسية وحتي استكمال المرحلة الثانوية. اننا نحتاج إلي تغيير جذري في كل مفاهيم ومناهج التعليم التي لم يعد معظمها صالحا ويناسب أدوات العصر الحديث. ومن أجل مواجهة هذه التحديات يلزمنا تبني منهج متكامل بحيث يتم مواجهة المشكلات من جميع أوجهها دون النظر إلي جانب واحد.. فلابد من النظر إلي المنظومة بأكملها.. والعمل علي اصلاح قوي مستدامة للمناهج.. مع تطوير المعايير والمتابعة والتقويم والبحوث التعليمية. ان اصلاح التعليم يحتاج إلي التخطيط العلمي المدروس حتي يأتي ثماره ولا نعود إلي منطقة الصفر.. اننا لن نتقدم إلا إذا وضعنا التعليم قضيتنا الاساسية وجعلناه اهتمامنا الأول.. فالموضوع مستقبل أمة وليس مجموعة افراد. ويجب ان يتم الالغاء التدريجي للتمييز بين التعليم الفني والعام.. بحيث يتاح التعليم بالمرحلة الثانوية للجميع ويكون التعليم الفني اختياريا لمن لديه الرغبة فيه.. واقترح ألا يترتب بالضرورة علي شهادة الثانوية العامة الالتحاق بالتعليم العالي وانما يترتب عليها الحصول علي مهارات قيمة تتيح فرصة معقولة للعمل. ان الجودة تعني ان ما يتعلمه التلميذ يأتي بنتائج جيدة.. والاعتماد عن طريق الحفظ والتلقين دون التطبيق العملي في الحياة هو اقصر طريق التعليم عمرا واقلها فعالية. لذا ينبغي ألا يكون التعليم لمجرد اكتساب المهارات في موضوع المادة.. ولكن أيضا تعلم المهارات الهامة للحياة.. وان تعمل المدارس علي تقرير مشاركة المجتمع ليس التلميذ فقط بل والآباء..كما ان مهمة وزارة التربية والتعليم.. غرس القيم والمبادئ والاخلاق الحميدة في نفوس الابناء.. والتحرك إلي مجتمع يقوم علي المعرفة.. ولتحقيق التحول المطلوب.. لابد من تكاتف الجميع لمواجهة المشكلات |
نشرت فى 29 يونيو 2011
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,796,284
ساحة النقاش