والصداقة طريقك للسعادة
كتبت:تهاني القيعي- سعدية شعيب 203 

بلوغ سن الخمسين قد يمثل كارثة بالنسبة للمرأة التي تعتقد أنها أصبحت عجوزا مسنة‏,‏ ولكن بعض النساء يتقبلن الأمر بسهولة ويدركن أن لكل سن جماله وحكمته‏.

 


 ولكن المرأة بشكل عام عند بلوغ الخمسين تحتاج لرعاية خاصة نفسية وجسمانية لتفادي الأمراض وتحتاج لشبكة من العلاقات الاجتماعية تحميها من الوقوع في براثن الاكتئاب والعزلة.
وتقول الدكتورة سهير محمود أمين أستاذ الصحة النفسية بجامعة حلوان إن المرأة عندما تتقدم في العمر لا تحتاج فقط للرعاية البدنية ولكنها تحتاج الي الرعاية النفسية ايضا المتمثلة في الشعور بحب الآخرين لها الأمر الذي يضفي السعادة علي حياتها ويدفعها الي استثمار علاقات اجتماعية ترفع من روحها المعنوية وتجنبها الشعور بالاضطرابات, ومن أكثر المشاكل التي تقابل المرأة بعد الخمسين هو شعورها بالوحدة النفسية بعد أن يكبر أولادها وينفضوا عنها سواء كان للزواج أو للسفر للخارج لاستكمال دراستهم أو تعرضها لبعض الأحداث الضاغطة ومن هنا يتعرضن لأزمات.
وبشكل عام, وكما تؤكد الدكتورة سميرة أبو الحسن الأستاذة بمعهد البحوث التربوية جامعة القاهرة فإن الشعور بالوحدة النفسية هو خبرة ذاتية يمر بها الناس علي اختلاف مراحلهم العمرية, وإن كانت تزيد مع التقدم في العمر, والنسبة ليست قليلة فمعدل انتشارها يصل الي62% بين الناس ككل, وتعاني كثير من السيدات والمطلقات والأرامل بالذات من الشعور بالوحدة النفسية, حيث يتضخم شعورهن بعدم السعادة والتشاؤم بمجرد فقد الشريك, فضلا عن إحساسهن بالعجز نتيجة انعزالهن الاجتماعي وصعوبة مشاركتهن الآخرين في الحفلات والمناسبات, وقلة فرصتهن في إعطاء الثقة للآخرين, فشعور المرأة بالوحدة النفسية عموما لا يأتي من فراغ, ولكن يكون نتيجة لبعض الاحباطات أو الصعوبات أو الصراعات الشديدة التي هيمنت علي حياتها النفسية ووجود خلل في شبكة علاقاتها الاجتماعية, وعدم وجود عدد كاف من الأصدقاء, كما ينتج عن نقص الشعور بالمحبة والألفة مع الآخرين.
وهنا تؤكد الدكتورة سهير محمود أمين أن هناك علاقة قوية بين مشاعر المرأة بالعزلة والوحدة وتدهور الحالة الصحية والنفسية المتمثلة في الشعور بالضيق والضجر وفقدان بهجة الحياة مما يعوقها عن الاندماج في علاقات ناجحة مع العالم الخارجي, وقد اهتم المتخصصون بهذا المجال بوضع استراتيجيات إرشادية تساعد المرأة علي التخفيف من هذه المشاعر المؤلمة لكي تساعدها علي تقبل الواقع والاحساس بالرضا, وذلك من خلال التركيز علي بناء علاقات اجتماعية من الأصدقاء حتي لا تشعرها بالعزلة مع محاولتها اكتساب المهارات الاجتماعية لتنمية مستوي ملائم من العلاقة الناجحة مع الآخر مثل المبادرة, والتفاعل الايجابي القائم علي المشاركة الوجدانية, وأيضا مهارات الحديث, والتواصل الفعال, هذا بالإضافة إلي تنمية مهارات المرأة للتعبير الانفعالي, وذلك بإعطائها الفرصة للتعبير عن الافكار والمشاعر بحرية تامة خاصة في المواقع التي يتعاظم فيها الشعور بالضيق والقلق, والأهم من كل هذا كما يؤكد الخبراء محاولة الانخراط في العمل الاجتماعي التطوعي, والذي يمكن أن يثري حياة المرأة بالاختلاط بنوعيات مختلفة من البشر.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 22/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 82 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,061