شهيـد مجهـول قصيدة جديدة لعبد الله حسن محمد الأحد، 3 أبريل 2011 - 11:55 صورة أرشيفية سبـت بيتـى وسبـت أمـى وسبـت عيـل حتـة منــى وسـط كل النـاس مشيـت بعّلـى صـوتى ومش هاممـنى زيهــم بنطـق وأقـــول كـل كلمــة بيقـولـوهـا تحيـا مصـر أم الأصــول وبلاش عقـولنـا تسيسـوهـا مش ف إيدى سـلاح يا أمى صدقيـنى ومش هـاممنــى ما اللى كان ف وشى أخـويا معقول ها يرضى أسيح ف دمى؟ فجـأة مـات حـواليا ناس وكتـير كتيـر استشهــدوا قـولت إيه معقـول يا ناس؟ دول يا دوبـك ابتـــدوا طلعـوا حاجة ف قلوبهـم زاحـوا هم وكان تاعبهـم إنتــوا إيه عــايزنا ليـه عبيـد عشـان تستـعبـدوا؟ بس كـان فيـه شـىء غـريب اللى واقف ضـدنا كان مننا أدام عنـيـنا ف وسطــنا نال رصـاص الغـدر منـه واحنـا إيدنا فـاضيـه زيـه معقـول فيـه تالت يبقى بينا تـاهت عقـولنا وروحنـا منا مش عارفين مين الشهيد م القتيل إحساس فظيـع ملـوش مثيل اللى مـدنـى واللى شرطة كـله كـله بـات ف ورطة نـاس تقـول متـربصين وناس تقـول دول قنـاصين وناس تقـول مستحلفيـن يمـوتوا الشعـب كـله واللى مـدنى واللى شرطة كـله كـله بـات ف ورطة وفجأة وسط النـاس يا أمى جت رصاصة وغصب عنـى لو بإيـدى مـش هسيبهـا تخـش قلبـى لحـد ضهرى وسمـعت ناس بتقول شهيد وسمعـت ناس بتقول قتيل وسمعتـه بيقـول م العبيـد ارمـى يا ابنـى يلا شيـل وعلى أول مستشفى جابونى وصحـابـى كانوا بيـزفونى وف مكـان غريب سابونى صنـدوق صغيـر وكأنه درج ومش لوحدى دخلت درج كان فيه كتير شباب صحـابى وناس كتيـر غريبـة عنى وصـدقينى غصـب عنـى كل واحـد جتـله ناسه تقول أبويا ولا أخويا ولا عمى ولا صـاحبى ولا جـارى وأنا برضه لسه مجاش قـرارى وتانـى أدخـل جوه درج وكـأن كـان حواليا سـرك بسمع ولا أشوف ولا أنطق بس سامعـك تنـدهيــنى إنت فيـن يا حبـة عيـنى إنت فينـك يا ابنـى فينـك إنـت عـايـش ولا مـيت وف كل حتـى تـدوّرى وصحـابى عنـى بتسـألـى يقولوا كان واقف معـانا يقـولوا ياما كتيـر حمـانـا ياما شـال شهـداء معانا اللى يـنـزف واللى ميـت ونظـن ممكـن يبقـى ميـت وابنـى يصرح فيـن أبويا غصـب عنـه أصـل أمـُه لما كـان يا دوب رضيـع ماتت قبـل ما سّـن سنـُه وأمى ست كبيرة عاجـزة والكلام مفهـوش مـؤاخـذة ألف لغـز وألف مغـزى فى حكـايـتـى لو هتـدورا وابنى ما اتخيـلت بُعـده غصب عنـى وغصـب عنـه لما يكبـر بكـره يعـرف وكلمـة شهيـد هتـصـبروا واحـدة قالت يبقى ابنى وأعرفـه مهـو حتّـة مـنى وغسـلونى وكفنـونى وفجـأة قالت ثانيـة واحدة فاضلى بس حاجة واحدة عـلامة كانت جمـب عيـنه لما بصـوا قـالـوا عينه مش باينـة أصلـه ضايعة عينه ورجعـونى تـانى مطرح لمـا كنـت وتلـجـونـى وصـدقيـنى غصـب عنـى ولما طـال الوقت بيـا وغلبـوا الخلق فيا نزلوا صورتى فى جرايد فى الميـدان وف كـل حتـة فى الكنـايـس والمسـاجــد لما عـرفوا فى الميـدان إنى مجهـول قالـوا ناخـدوا ندفنـه ف قلب الميدان ويبقـى ع الحـرية شـاهد وأمى طبعاً مش بتعرف ولا تكتـب ولا تقـرا تسرق الأيام ملامحى ولا حاجة فيا واضحة وخلاص أوان رحيلى آن وروحـت تانى كمان مكان على مشرحة زينهم خدونى وعنـدهـم أيام سـابـونى لما يظــهر حـد ليـا لما يـيـجـى الـدور عليا ولما طـول دورى بيـا وأسبـوعيـن عـدوا عليـا غسلـونى وكفنــونى وقامـوا صلـوا كمان عليا وصـدقيـنى غصـب عنـى
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,793,652
ساحة النقاش