المهارات الحياتية .. قدرات إيجابية لمواجهة ضغوط الحياة اليومية

محبوبتي
تقدمها : هدي مراد

للمراهقين وللنشء فقط ..
المهارات الحياتية .. قدرات إيجابية لمواجهة ضغوط الحياة اليومية

هبة الشرقاوي

صحة نفسية وجسدية سليمة هي أول خطوة لبناء شخصية متكاملة قادرة علي الأداء بفعالية في المجتمع.. ومن ثم فنحن بحاجة إلي اكساب أبنائنا العادات والممارسات السليمة التي تنمي قدراته وثقته بنفسه أو ما يسمي "المهارات الحياتية".. وأفضل مرحلة عمرية يمكن ان نبني فيها هذه المهارات هي سن النشء والمراهقة.. والجمعية المصرية لصحة الأسرة بالتعاون مع الجمعية العالمية لأندية الليونز عقدت لقاءها الأول حول "المهارات الحياتية للشباب".. وأهمية ادماج هذه المفاهيم في المناهج التعليمية هو المشروع الذي تتبناه الجمعية مع الليونز ويسعيان لعرضه علي وزارة التربية والتعليم علي ان تشارك الليونز في نفقات التنفيذ كما أكد د. سامي جبر - حاكم المنطقة الليونزية .352
أشار د. ممدوح وهبة - رئيس الجمعية المصرية لصحة الأسرة إلي ان الجمعية لها تجربة تطبق حالياً بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم علي مستوي 24 محافظة في عدد من المدارس الاعدادية والثانوية في مجال التثقيف فيما يخص الصحة الانجابية ومن ثم إذا كانت معظم الدول العربية بدأت في ادماج مفاهيم المهارات الحياتية فنتمني ان يتم ادماجها في مناهجنا التعليمية بصورة موسعة.
وعن نشأة مفهوم "المهارات الحياتية" يقول انه في شهر مارس عام 1990 تجمع زعماء العالم من 180 دولة في مدينة جومتيان بتايلاند في المؤتمر العالمي الأول "التعليم للجميع" والذي صدر عنه "إعلان جومتيان حول التعليم" متضمناً ان المهارات الحياتية هي من أهم وسائل التعليم من أجل البقاء وتنمية القدرات وتحسين نوعية الحياة وقد أيدت منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف واليونسكو وصندوق الأمم المتحدة للسكان والبنك الدولي برنامج العمل "فريش" الصادر عن المنتدي العالمي للتعليم الذي عقد في داكار - السنغال عام 2000 والذي يؤكد علي ضرورة وأهمية توفير برامج التثقيف الصحي المدرسي المبني علي اكتساب المهارات الحياتية علي المستوي المحلي في كافة أنحاء العالم.
ويؤكد ان المهارات الحياتية عرفتها منظمة الصحة العالمية علي أنها "مجموعة من القدرات والسلوكيات الايجابية التي تمكن الانسان من التعامل بفاعلية مع متطلبات وتحديات الحياة اليومية.. وتساعده علي اتخاذ قرارات واعية وبناء علاقات سليمة".
وأشار إلي ان هذه المهارات تنقسم إلي تلك المهارات التي تتعلق بالنفس والذات وتلك المهارات التي تتعلق بالغير والآخرين.. وتلك المهارات التي تتعلق بالذات مثل: بناء صورة الذات وتقدير النفس واكتساب الثقة - تحديد الأهداف - اتخاذ القرارات - مهارة التعبير عن النفس التفكير النقدي والإبداعي بالاضافة إلي مهارات التحكم الذاتي في الغضب وإدارة المشاعر عند الحزن والضغط النفسي.
يضيف ان المهارات التي تتعلق بالغير تتمثل في:
التواصل والتعامل مع الآخرين من الأهل والأصدقاء والقرناء والتعامل مع الجنس الآخر - مهارات التفاوض والرفض بالاضافة إلي التعاطف مع الآخرين والتعاون والعمل الجماعي.
أما هناء قاسم - خبير اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم فأكدت ان الإنسان لا يستطيع ان يعيش بمعزل عن غيره لذلك فالمهارات الحياتية تساعده علي مواجهة الضغوط التي يتعرض لها وخير وسيلة لتدريب ابناءنا عليها هي دمجها في المواد التعليمية من خلال توظيف استراتيجيات التدريس والتقويم واستخدام التقنيات الحديثة التي تناسب كل سن.. وتشير إلي ان هذا الدمج موجود في العديد من المواد التعليمية بنسب ما.. موضحة أن من المهارات الحياتية أيضاً التعامل مع الضغوط وتوفير بدائل لحل المشكلات وإدارة الوقت ومهارات الحوار مع المجتمع وهي من أهم المهارات التي يحتاج الفرد إلي التدريب عليها في عصرنا.
أما د. سالم الرفاعي - خبير بمركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم - فأشار إلي ان التعلم النشط باستخدام وسائط متعددة مثل كراسات الأنشطة والتدريبات والمواد التعليمية والادلة الارشادية للمعلمين - يعد من الوسائل الفعالة لتوصيل المعلومات الصحيحة والمهارات أيضاً.
د. نيفين مطر - خبير تربوي - تؤكد أننا يجب ان نراعي الفروق الفردية بين الطلاب واختلاف قدراتهم علي الاستيعاب خاصة وان مهارات التفكير من تركيز وتنظيم وتحليل واستنتاج وتذكر وبحث تتفاوت.. لذا فمثلاً تقسيم الحصة إلي عرض للمهارة التي نريد تدريبهم عليها ثم التواصل باستخدام السبورة الذكية والعرض الضوئي ثم يلي ذلك اسئلة للطلبة - قد يكون ذلك فعالاً في خلق التفاعل المطلوب لتقبل الطلاب للمهارات التي يتم تدريبهم عليها بصورة بعيدة عن الشكل التقليدي المعتمد علي التلقين.

المصدر: http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/life/detail00.asp