جيلان الجمل
لقد غيرتم العالم ودخلتم عالم جديد، فانتهى عصر وبدأ عصر آخر أنتم اليوم صوت التغيير وصوت الإيمان بمستقبل مصر .. لقد غيرتم وجه العالم ... بهذه الكلمات بدأ بان كي مون كلماته للشعب المصرى الذي اجمع بنخبه وأطيافه بساقية الصاوى.
وأوضح في الاجتماع الذي كان من أبرز حضوره أمهات شهداء الثورة ود.علي جمعة مفتي الجمهورية ود.مكرم نجيب ممثلا عن البابا شنودة والداعية د.عمرو خالد والأنبا موسي والشيخ خالد الجندي ود.عز الدين شكري أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن التقدم في مصر لن يعود بالفائدة عليها فقط, حيث إنها باتت نموذجا حيا للثورة البيضاء الملهمة التي تأثرت بها كل الشعوب, مشيرا إلي أن رياح التغيير سوف تجتاح العالم في الفترة القادمة, وقال: أنا سعيد جدا بوجودي في مصر في هذا الوقت التاريخي الذي يخيم عليه النصر, وهو ما يجعلني أشعر بمسئولية مضاعفة كوني الأمين العام للأمم المتحدة; ولذا فإنني هنا من اجل مساعدة الشباب والنساء والمجتمع المدني للتعبير عن رغباتهم ومن ثم العمل علي نقل آرائهم الي صناع القرار لنبرهن علي تضامن الأمم المتحدة القوي والمجتمع الدولي كافة مع صناع الثورة المصرية.
وأفصح الأمين العام عن رسالته التي حملها للقائد الأعلي للمجلس العسكري ورئيس الوزراء من إنه علي الجهات المسئولة العمل علي الوفاء بالتزاماتها كاملة تجاه الشعب المصري ومساعدته علي تحقيق مطالبه العادلة, كما أنه طلب من المجلس العسكري إنهاء حالة الطوارئ في البلاد قبل الانتخابات المرتقبة في مصر, مؤكدا علي أهمية إجراء انتخابات عادلة ونزيهة طبقا لخارطة طريق محددة. ونادي بان كي مون بضرورة إجراء حوار وطني شامل تشارك فيه كافة طبقات الشعب وأطيافه, وقال موجها حديثه لممثلي نخب وفئات وشباب الشعب المصري: الفراعنة بنوا الأهرامات منذ خمسة آلاف عام, ونتطلع إليكم لبناء الهرم الجديد المتمثل في الديمقراطية في العالم العربي بأكمله. وأوجز سبل دعم الأمم المتحدة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر بالمساعدة التقنية بخبراتها الواسعة في العمليات الانتخابية والدستور والحياة البرلمانية وسيادة القانون من اجل الديمقراطية الحقيقية والوقوف مع الشعب ضد الظلم واستعادة الكرامة والحقوق نظرا لان الأمم المتحدة لديها خبرات واسعة في مساعدة الدول أثناء الفترات الانتقالية.
وأكد أن من حق المواطن المصري ان يتمتع بتعليم جيد وصحة جيدة ولاسيما النساء والشباب الذين كانوا يبحثون هباء عن الفرص وتحقيق الأحلام من وظيفة وأسرة وحياه كريمة. وأشاد الأمين العام بالاستفتاء الذي جري مؤخرا في مصر علي التعديلات الدستورية لأول مرة, وطلب من المصريين تمهيد الطريق لتأسيس انتخابات حرة ونزيهة وعمل دستور جديد يعد حجر الأساس لتحقيق العدالة الاجتماعية وإرساء الحقوق السياسية, وذلك لن يتأتي إلا من خلال جمعية تأسيسية ممثلة لكافة فئات الشعب والمجتمع المدني بما يضمن أيضا حريات المرأة ومساهمتها. ونقل الأمين العام رسالة الأمم المتحدة إلي شباب ثورة مصر مفادها تمني المجتمع الدولي مزيدا من الاستقرار والديمقراطية في البلاد, وقال إن مصر الدولة العربية الكبيرة التي طالما لعبت الدور البارز في المنطقة العربية فليس بغريب عليها اليوم أن تلهم ثورتها الدول المجاورة من أجل لإرساء الديمقراطية.
وأشاد بان كي مون في هذا السياق بالقرار التاريخي الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بتطبيق الحظر الجوي علي ليبيا لحماية المواطنين المغلوب علي أمرهم وهو ما يعد انتهاكا سافرا لحقوق الإنسان وكافة الأعراف الدولية. وأكد بان كي مون في هذا السياق أن مجلس الأمن قد شدد علي ضرورة حماية أرواح المدنيين في ليبيا, وان الأمم المتحدة سوف تستمر في بذل قصاري جهدها من أجل وقف العنف وتقديم الدعم الإنساني اللازم للضحايا وهو ما بدأته بالفعل بمساعدة عشرات الآلاف من المصريين النازحين من ليبيا. واختتم قائلا إن الطريق إلي الأمام لن يكون سهلا, ضاربا مثلا بما حدث في بلده كوريا التي شهدت تحولا ديمقراطيا قويا بعد عقود طويلة من القيادة العسكرية وأصبحت واحدة من أقوي الكيانات الاقتصادية في العالم. وقال أتذكر عندما كنت طالبا بالجامعة كنت أصرخ وأطالب بتحقيق الديمقراطية في مظاهراتنا الحاشدة التي استمرت سنوات طويلة بأعداد هائلة حتي تحققت مطالبنا وها انتم في مصر تسيرون علي نفس الدرب وتلهمون العالم بأجمل ثورة عرفها التاريخ. وقبل أن ينفض الاجتماع دعا بان كي مون الجميع للوقوف لحظة صمت حدادا علي أرواح الشهداء المصريين مسلمين وأقباط.
باسل يسري :
بالرغم من سياسة الانحياز التي ظلت الولايات المتحدة تنتهجها في منطقة الشرق الأوسط, الا أن ثورة25 يناير كسرت انحياز أكبر الدولة العظمي الأولي في العالم, ودفعت ساستها للرضوخ لإرادة شعب أصر علي التغيير .
من أجل الحرية والديمقراطية. السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي قال- في لقاء جمعه بطلبة وطالبات الجامعات والمدارس المصرية-:' لم يكن لدي الولايات المتحدة خيارا آخر في المنطقة غير التعامل مع الرئيس السابق حسني مبارك'. وفي الوقت الذي أثني كيري فيه علي دور مبارك في إدارة عملية السلام, إلا' إنني كنت من اوائل من تنبؤا بما سيحدث, وطالبت مبارك بالتنحي فورا'. كيري أشاد بدور الشباب المصري المتحضر الذي وقف أمام الدبابات وأصر علي أن يسجل رأيه من ظلم وانتهاكات كثيرة عاناها هذا الشعب العظيم لسنوات طويلة, لكنه نصح الحاضرين بضرورة استيعاب مرحلة التحول الديمقراطي جيدا, والتي لن تستغرق أسابيع أو شهور انما تحتاج لفترة أطول.
وقال السيناتور:' بناء الديمقراطية أصعب بكثير مما مضي, إلا أن الأمر يستحق بذل أكبر جهد لخلق حياة أفضل للآخرين; فالديمقراطية هي تنافس الآراء والمحاربة بسلاح الحقيقة, لذا أعتقد أن من أولي الخطوات نحو الديمقراطية هو إعادة بناء البلاد علي أسس الحرية والتعددية الحزبية التي تضمن المشاركة السياسية في عملية التحول الديمقراطي, فضلا عن الخطي الإقتصادية التي يجب أن تتبع'. واستطرد قائلا:' مصر هي منجم السياحة, إلا أن هذا المنجم لا يستخدم بشكل صحيح ليصبح مصدرا رئيسيا للدخل القومي'.
من جهة أخري, أعرب كيري عن سعادته البالغة في حال موافقة الكونجرس علي إسقاط الديون المصرية الخارجية لدي أمريكا, وقال' لقد طلبت من الكونجرس تقديم الدعم الكافي لدعم المشاريع الصغيرة في مصر لمساعدة الإقتصاد علي الانطلاق, مؤكدا في ذات السياق علي عملية اصلاح جديدة للمعونة التي تقدمها أمريكا لمصر وطرق التعامل معها والحد من الفاقد منها'.
وردا علي سؤال حول امكانية مساعدة واشنطن لمصر في مجال التعليم الذي هو أساس ارتقاء الشعوب, أوضح كيري أنه علي الرغم من أن هذه النقطة غاية في الأهمية لارتفاع معدل الأمية كبير, إلا أنه أوضح أنه ليس في استطاعة واشنطن وحدها العمل علي هذا الإصلاح, حيث تجب مشاركة الدول الأوروبية والعربية للنهوض بالعبء المالي الذي تتطلبه هذه المهمة.
وبمرور الوقت, اكتسب اللقاء بين الشباب والسناتور الأمريكي مزيدا من السخونة, حيث طرحوا عليه سؤلا عن موقف بلاده في حال وصلت جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم في مصر, فقال إنه يعلم أن داخل الجماعة فصيل معتدل ومتوازن دينيا وسياسيا, وأن الأغلبية تريد التسامح والاستقرار, وهو ما يلتقي مع ما دعت له الثورة من حرية العقيدة,' ولكن يبقي الأمر رهنا بإرادة الناخب الذي سوف يذهب الي صندوق الاقتراع, حيث تتحول جموع الأصوات إلي رغبة الشعب'. وقال إنه يحترم العملية السياسية في مصر, مشيرا تناقض رغبة البعض في المنطقة ما بين رغبتهم في انحياز بلاده إلي مواقف معينة من ناحية, ورفضهم تدخلها في شؤون المنطقة من ناحية أخري!
وعن ملف المصالحة العربية مع اسرائيل قال كيري انه يشعر بالهلع في أي مكان يذهب اليه نتيجة لغياب السلام في المنطقة;' لذا سأحاول إقناع الإسرائيليين بأن التغيرات التي تحدث في المنطقة العربية الآن تتيح المزيد من أجل صنع السلام, مشيرا إلي أن أوباما هو أول رئيس أمريكي يجعل من قضية بناء المستوطنات الإسرائيلية قضية عامة, إلا إنه عاد فقال إن الأمم المتحدة ليست مكانا لحل هذه المشكلة فيجب اقناع الطرفان بضرورة صناعة السلام هذه الأيام.
وحول الضربة العسكرية التي توجهها بلاده لليبيا قال جون كيري:' إن ما يثار حول مطامع الغرب في ثروات ليبيا النفطية خاطيء, ولكننا نحاول فقط الحفاظ علي مصالحنا, بالإضافة إلي أن أمريكا لم تتحرك وحدها في الضربة العسكرية الموجهة لنظام العقيد الليبي, وإنما تشاركها دولا غربية وعربية, وبموافقة من جامعة الدول العربية, علي حد قوله. وأضاف كيري:' لم يكن بمقدورنا محاربة دولة إسلامية وحدنا, الا ان المعارضة الليبية المسلمة- أيضا هي التي طلبت ذلك, وتم عرض الامر علي مجلس الأمن ووافقت الأغلبية في التصويت وامتنعت بعض الدول الاخري عنها الا انها لم تعترض.
http://www.ahram.org.eg/Journalist-reporters/News/68938.aspx
ساحة النقاش