شرح أفكار الثورة وأسبابها ومتابعة أحداثها بنود أجندة العمل الثوري للمدونين


قلنا إن المدونات ـ بحكم طبيعها ـ لعبت دور‏(‏ مركز التفكير الفرعي‏)‏ أو الثانوي للثورة‏,‏ ولم تتصدر واجهة الأحداث‏,‏ فما الذي كان يدور في فكر ووجدان المدونين وهم يشاركون في صناعة الثورة بهذه الصفة؟

 

لقد تم استخدام ثمانية معايير لتحليل المضمون الخاص بكل ما يجري إنتاجه وتداوله عبر قنوات النشر والتواصل المختلفة عبر الإنترنت‏. وهي‏:(‏ الدعوات والآراء المعارضة للثورة ـ التعاطي مع التجارب والاحداث بالمنطقة العربية ـ التعامل مع ممارسات الأمن تجاه الثوار ـ الدعوة للتظاهر والثورة ـ تنظيم لأعمال الثورة وفعالياتها لحظيا علي الأرض ـ توضيح لأسباب وأفكار الثورة ـ متابعة أحداث الثورة وتطوراتها العامة ـ الموقف من ممارسات الإعلام الرسمي‏).‏
وعند وضع هذه المعايير موضع التحليل والرصد جاء علي رأس القائمة نقل أحداث الثورة وكشف أخطاء الأمن وشرح أسبابها وأفكارها‏,‏ وهو أمر لم يختلف عما رأيناه في فيس بوك وتويتر ويوتيوب‏,‏ لكن الذي ميز المدونين عن غيرهم أن استخدام النصوص الطويلة‏,‏ وقالب التقارير والمقالات السردية والوصفية في التدوين أتاح للمدون أن يستخدم العديد من المضامين والأهداف في التدوينة الواحدة‏,‏ فنراه وهو يدون تدوينة واحدة يشرح أفكار الثورة‏,‏ ويحض علي الانضمام إليها‏,‏ وفي الوقت نفسه ينقل جانبا من أحداثها‏,‏ ويكشف صورة من صور تجاوز الأمن في حق الثوار‏,‏ وهو ما لم يحدث بالصورة نفسها في قنوات التواصل الأخري‏.‏
انطلاقا من ذلك نعرض نتائج تحليل مضمون تدوينات المدونين كالتالي‏:‏ ظهرت التدوينات التي تحتوي علي معلومات أو آراء أو بيانات تتعلق بمتابعة أحداث الثورة في‏%70.86‏ من التدوينات التي تم رصدها في العينة‏,‏ وبذلك احتلت المركز الأول‏,‏ وفي المركز الثاني جاءت البيانات والمعلومات والآراء التي تتعلق بفضح ممارسات الأمن مع المتظاهرين‏,‏ حيث ظهرت في‏%76.23,‏ وفي المركز الثالث جاءت المضامين المتعلقة بتوضيح أسباب الثورة وشرح أفكارها وأبعادها‏,‏ وهذه ظهرت في‏ ‏%54.65من التدوينات‏,‏ وفي المركز الرابع جاءت التدوينات التي اهتمت بتنظيم أعمال الثورة وهذه ظهرت في‏%48.98,‏ وفي المركز الخامس جاءت التدوينات التي تضم معلومات وآراء حول ما يجري في الدول العربية وهذه ظهرت في‏%19.49‏ من التدوينات‏,‏ أما الدعوة للتظاهر والحض علي الثورة فظهرت في‏%12.67,‏ فيما جاءت التدوينات التي تحمل قدرا من الرفض للثورة ومعارضتها في المركز السابع وظهرت في‏%10.89‏ فقط من التدوينات‏,‏ بينما تظهر انتقادات ممارسات الإعلام الرسمي الخاطئة سوي في‏%5.93‏ من التدوينات التي جري رصدها‏.‏
والحقيقة أن تعدد المضامين لم تمثل سمة عامة لدي كل المدونين‏,‏ أو ظاهرة متساوية الحجم والانتشار في كل التدوينات‏,‏ فالأرقام تشير إلي أن فكرة تعدد المضامين داخل التدوينة الواحدة كانت مقصورة علي عدد قليل من المدونات والتدوينات‏,‏ بينما جنح العدد الأكبر من المدونين إلي استخدام مضامين أقل في تدويناتهم‏,‏ ويتسق هذا الأمر مع النتيجة العامة للتحليل‏,‏ والتي تري في المدونات مركز تفكير فرعي ثانوي للثورة‏,‏ فهي من ناحية تعبر عن عمق في المناقشة والعرض‏,‏ وفي الوقت نفسه تعبر عن محدودية في الانتشار والتأثير علي مستوي الجماهير الواسعة بحكم قلة بل الضآلة الشديدة في العدد‏.‏

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 142 مشاهدة
نشرت فى 22 مارس 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,945