الثورة المضادة تتحرك..ولابد من مواجهتها!!
بقلم : د.لطفي ناصف
[email protected]
شهدت الأيام الماضية أحداثاً خطيرة كشفت عن محاولات لتنفيذ مخططات ومؤامرات دبرتها عناصر الثورة المضادة من رجال الحزب الوطني المنهار وعناصر من مباحث أمن الدولة التي انكشفت أمام الرأي العام وظهرت وسائلها الإجرامية وممارساتها التي تخطت كل الحدود..
عناصر مباحث أمن الدولة حاولوا إرباك مصر وإعادتها إلي الوراء في ظل ممارساتها اللاإنسانية وتعاملها الوحشي ضد الشرفاء من أبناء مصر.
بعد تمكن المجلس الأعلي للقوات المسلحة من السيطرة علي الأوضاع وطرد رموز الفساد أو التحفظ عليهم. تأكدت عناصر مباحث أمن الدولة أن دولتها قد انهارت. وأن جرائمهم لابد أن تنكشف أمام الرأي العام. فلم يجدوا أمامهم إلا طريقاً واحداً هو التواطؤ مع فلول الحزب الوطني لعرقلة مسيرة الدولة تحت سيطرة القوات المسلحة.
حاولت عناصر مباحث أمن الدولة التحالف مع عناصر الحزب الوطني من لصوص الأراضي ومصانع مصر وثرواتها لمحاولة الرجوع بمصر إلي الوراء وتشويه المكاسب التي حققتها الجماهير المصرية من خلال الثورة البيضاء بالتحالف مع القوات المسلحة التي كانت ومازالت هي السند لشعب مصر في كل الأوقات.
محاولات أمن الدولة لعرقلة مسيرة الثورة السلمية بدأت منذ اليوم الأول يوم 25 يناير بمحاولة استفزاز جماهير المتظاهرين في ميدان التحرير وغيره من الأماكن في كل المدن المصرية.
لقد اعتمدت عناصر مباحث أمن الدولة علي تعليمات وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي لمواجهة المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع واستخدام المدرعات لدهس المتظاهرين كما رأيت بأم عيني. في ميدان عبدالمنعم رياض.. ولولا تدخل القوات المسلحة وحمايتها لأبناء مصر الشرفاء لسالت أنهار من الدماء. وهو ما كانت تخطط له عناصر الثورة المضادة بقيادة حسني مبارك ورجاله وفي مقدمتهم حبيب العادلي وعصبته من رجال كانت عليهم مسئولية حفظ الأمن وليس التآمر لقتل المتظاهرين.
حاولت عناصر الثورة المضادة من بقايا الحزب الوطني وقف عجلة التاريخ باللجوء إلي التآمر بكل ما لديهم من أساليب. لقد لجأوا إلي أساليب بدائية في بداية الثورة عندما استخدمو الجمال والخيول والحمير لتفرقة الثوار من ميدان التحرير.. في تلك الأيام صدرت الأوامر من صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني في ذلك الوقت لجميع الأمناء علي مستوي الجمهورية لحشد الآلاف من أنصارهم مع من استأجروهم من البلطجية الذين تستخدمهم مباحث أمن الدولة في تزوير الانتخابات وفي تفريق المظاهرات.
بعد تخلي مبارك عن مناصبه وفراره إلي شرم الشيخ مع بقايا أسرته وأبنائه. لم تنقطع المحاولات والمؤامرات لإبطال نجاح ثورة "25 يناير". فكانت عناصر أمن الدولة التي شعرت أن عرشها ينهار يوماً بعد يوم. هي آخر المحاولات لعرقلة مسيرة الثورة وانضباط الأمن في الشارع المصري.. لجأت مباحث أمن الدولة لاستخدام أساليبها القديمة في التآمر وبدأت في تحريك الفتنة الطائفية واستغلالها لعرقلة المسيرة.. كانت هذه أسهل الأساليب وأكثرها تأثيراً حسب تجارب رجال أمن الدولة الذين بدأوا قبل 25 يناير بإشعال تلك الفتنة من خلال إحراق كنيسة القديسين بالإسكندرية والتي أكدت كل المصادر أن حبيب العادلي كان هو من دبر هذه الجريمة.
في الأيام الأخيرة تابع جهاز أمن الدولة محاولته الأخيرة لضرب الثورة بإشعال الفتنة الطائفية في إحدي قري محافظة حلوان وهي قرية "صول" التابعة لمركز أطفيح.
اشتعلت هذه الفتنة دون أسباب حقيقية وبترتيب من عناصر أمن الدولة الذين أشعلوا الحماس لدي المسيحيين للتظاهر والاحتكاك بالمسلمين لتتحول القضية التافهة إلي بركان هز أركان مصر كلها.
إن من حرك المتظاهرين من أبناء أطفيح وقيادتهم لأطراف القاهرة في منطقة منشأة ناصر؟!.. عناصر أمن الدولة الذين قادوا ووجهوا التظاهرات لإحراق السيارات حتي بلغ عدد السيارات المحروقة 30 سيارة.. في نفس الوقت أشاعت عناصر أمن الدولة إشاعات عن حرق الأقباط مسجداً في المنطقة مما أشعل نار الغضب لدي المسلمين من أهالي منطقة السيدة عائشة ليتصدوا لمظاهرات الأقباط وتدور بينهم معارك أدت إلي سقوط 13 قتيلاً و140 جريحاً من الطرفين.
إن ما يحدث الآن في كل الجامعات المصرية من مظاهرات واحتجاجات هي من تدبير أمن الدولة الذي شعر أنه يخوض معركته الأخيرة. فحاول بكل ما لديه من أساليب إثارة طلبة الجامعات إلي جانب إثارة الطوائف التي استيقظت فجأة لتطالب بحقوقها رغم أن المرحلة الحالية هي مرحلة لملمة كل الأمور ومحاولة تسيير عجلة العمل والإنتاج.
قرب النهاية
عندما شعرت عصابات أمن الدولة بأن النهاية قد اقتربت وأن سطوتها قد ضاعت وقياداتها قد انكشفت وتم التحفظ عليها.. سارعت إلي حرق كل المستندات التي تدينها. وتدين قياداتها. التي يمكن أن تصل إلي الوزير حبيب العادلي. وربما تصل إلي رأس الدولة.. إن تلك المستندات الموجودة في مباني وأقبية أمن الدولة تحتوي علي مستندات تدين ليس فقط القيادة المصرية ولكنها تدين العديد من رؤساء الدول وفي مقدمتهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لأن تلك الدول كانت تبعث بما لديها من متهمين بالإرهاب إلي مصر لتقوم عناصر أمن الدولة بممارسة أساليبها البشعة التي تدربت عليها من خلال تعذيبها لأبناء مصر الذين ذاقوا الأهوال في مقرات أمن الدولة. بل قد مات عدد منهم ودفن في مقابر سرية دون أن يعرف أحداً من ذويهم مصيرهم أو مكان دفنهم.
سارع أوباما لإيفاد وزير دفاعه روبرت جيتس في مهمة طارئة للقاهرة لمحاولة جمع الملفات والأوراق التي تدين الحكومات الأمريكية وتعريها أمام الرأي العام العالمي. لقد منحت الولايات المتحدة في الأوقات السابقة نياشين أمريكية رفيعة لضباط مباحث أمن الدولة المصريين لقدرتهم علي انتزاع الاعترافات بأساليب غير إنسانية.. كانت الولايات المتحدة وألمانيا ترسلان أدوات التعذيب ومعها الأفراد المطلوب تعذيبهم حتي تظل أيديهما نظيفة ويظلوا بعيدين عن مساءلتهم لأن قوانينهم لا تسمح بتلك الممارسات القذرة التي مورست علي عشرات الآلاف من المصريين في ظل حبيب العادلي وحسني مبارك.
ساقتني الأقدار لكي أتواجد في مقر أمن الدولة بمدينة 6 أكتوبر عند مدخل مدينة الشيخ زايد. مررت علي هذا المبني عدة سنوات دون أن أعرف عنه شيئاً. بل إنني اعتقدت أنه أحد المتاحف الفرعونية لأن مبانيه علي الطراز الفرعوني.. ولكني عرفت بعد ذلك أنه مبني مباحث أمن الدولة..
في يوم السبت 6 مارس كنت في الطريق إلي مدينة 6 أكتوبر لزيارة صديق.. شاهدت من فوق طريق المحور أعمدة دخان تتصاعد من ذلك المبني.. لم يكن هناك أي شخص قريب من المبني. وتعجبت لذلك.. ولكنني تنبهت إلي إمكانية إحراق ملفات أمن الدولة.. توقفت علي جانب الطريق واتصلت هاتفياً بالنجدة وبموقع القوات المسلحة. وبعدها شعرت بتسرعي لإقلاق السلطات إذا لم يجدوا شيئاً يذكر.
بعد 3 ساعات عدت علي نفس الطريق وفوجئت بآلاف السيارات المحتشدة وكتل البشر التي تحيط بالمبني من الداخل والخارج.. نزلت لأستطلع الأمر وصوت الجمهور يحاول إنقاذ المستندات من النار ومن مياه الإطفاء.. تناولت عدة أوراق.. كان في إحداها معلومات وأسماء مطبوعة تقول: إن هذه الأسماء من إحدي قري محافظة الجيزة. حضروا مأدبة إفطار في رمضان دعي إليها أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.. وكان هذا سبباً للقبض عليهم والرمي بهم في هذا المكان.. في ورقة أخري طلب استفسار عن ترقية أحد الضباط.. كان التقرير أن هذا الضابط من العياط وأن سلوكه ليس عليه أي تحفظات. ولكن شقيقته الطالبة بجامعة الإسكندرية تجلس مع طالبات من الأخوات المسلمات.. وبالتالي رفضت الترقية..
الأوراق التي نجت من الحرائق في مقرات مباحث أمن الدولة بمدينة نصر. كشفت عن حقائق مؤلمة وممارسات وحشية قام بها ضباط مباحث أمن الدولة. حيث كانوا يعاملون المحتجزين بوحشية تفوق وحشية الحيوانات المفترسة.
في جريدة الأهرام صفحة كاملة عن أسلوب مباحث أمن الدولة في التعامل مع متهمين بلا تهمة.
وحتي لا أتسبب في إيذاء مشاعركم أكتفي بمقال واحد لشخص لم تكن له نشاطات سياسية كل تهمته أنه كان صاحب محل ملابس وكان يتبرع لمساعدة طلبة الأزهر من المغتربين.. اعتقل بسبب هذه التهمة وتنقل بين سجون متعددة.. نام علي مراتب مبللة وموصولة بالتيار الكهربائي.. أجبروه علي السباحة في المجاري. منعوه من النوم أياماً. بل شهوراً طويلة.
هذا الرجل يحكي أنه بعد أن وصل به الحال إلي اليأس. كان إذا طلب منه الضابط الاعتراف.. يقول له: "أنا معترف بأي جريمة تعجبكم.. والله العظيم عايزني أكفر بالله سأكفر. بس ارحموني".. ولكن الضابط لم يرحمه..
هكذا كان يتعامل ضباط مباحث أمن الدولة مع صفوة المجتمع المصري ممن لهم ضمير أو فكر أو دين!!!
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 12 مارس 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,687,545