طلابي الأعزاء.. مهلاً وكفي
بقلم : د.عزة أحمد هيكل
[email protected]
مأساة حقيقية يعيشها الوطن اليوم رسمت خطوطها من قبل مفاهيم خاطئة وفوضي عارمة عن الحرية والديمقراطية والتكنوقراط وإرادة الشعب التي كما يتناقلها الشباب واصحاب المصالح والأهداف تلك الإرادة التي اسقطت رئيس الجمهورية ورأس النظام الفاسد الظالم ومن ثم فلا مانع ولا أي عضاضة في اسقاط كل الأنظمة وكل الرءوس وكل الوزراء والمدراء والاساتذة والمعلمين والمحافظين وكل ما في طريق إرادة الشعب وهو ما أدي إلي أن الدولة العظيمة ارتخت وتفسخت وتقوضت اطرافها في لمح البصر من سويعات وأيام أوصلت مصر العظيمة إلي بلد بلا رئيس أو دستور أو مجالس نيابية وبلا أمن أو شرطة أو أمن دولة أو اقتصاد أو أي قيمة لدرجة ان الشعب في طريقه إلي التسلح بالبلطة والسنجة ومسدس الصوت والرصاص الحي وليس المطاطي وتباع الأسلحة علنا علي المقاهي وفي الحواري والعشوائيات وتحولت اللجان الشعبية إلي مافيا وبلطجية وعصابات مسلحة تقطع الطرق وتروع النساء والرجال وتهجم علي أتوبيسات الصغار ومدارسهم وتخطف الفتيات وتذل الرجال وتسلبهم رجولتهم وأملاكهم وعرباتهم ولا مجيب باسم إرادة الشعب الذي ما يزال يسكن التحرير!!
لدرجة ان السيد الدكتور المهندس العالم عصام شريف ينزل إلي التحرير ليستمد شرعيته من الشعب. أي شعب ذلك الذي يوجد في التحرير؟ ولماذا الصوت العالي هو المؤثر؟ وهل الأقباط أمام التليفزيون والإخوان أمام مجلس الدولة وعاملو أنابيب البوتاجاز أمام وزارة البترول والطلبة أمام وزارة التعليم هم الشعب وهم الإرادة؟ وهل من يقفون في ميدان مصطفي محمود أو الكربة أو روكسي هم الشعب فما بالك بالمحافظات وبدو سيناء وجنوب مصر والعائدين من ليبيا. هل سأل السيد رئيس الوزراء نفسه من هو الشعب الذي يريده ويخاطبه أم أن إرادة الشعب قد اختزلت في مخيمات التحرير وبائعي البطاطا والترمس والاعلام.
المأساة تتلخص في مظاهرات الأبناء الأعزاء طلاب الجامعة الأم. جامعة فؤاد الأول وطه حسين. جامعة العمالقة الذين ملأوا سماء مصر والعالم علما وأدبا وفنا واضاءوا شموع العلم والنور في ربوع الوطن العربي. هؤلاء الطلاب الذين كانوا في الماضي يثورون ضد الاستعمار ويطالبون بالجلاء ودستور جديد والغاء الملكية والدعوة إلي الاشتراكية وايدوا عبدالناصر وثاروا ضد السادات طلبا للحرب والنصر في حرب الاستنزاف. هؤلاء الطلاب الذين رفضوا معاهدة كامب ديفيد حتي وصولوا إلي شعار الإسلام هو الحل وكونوا خلايا دينية افرزت الارهاب في الثمانينيات والتسعينيات. هؤلاء الطلاب الذين تظاهروا ضد حرس الجامعة وأيدوا الانتفاضة وأطفال الحجارة ورفضوا حربي الخليج الأولي والثانية وعارضوا الاحتلال والحصار الإسرائيلي لغزة وارهاب أمريكا في لبنان والعراق. هؤلاء الكبار من الطلاب نسوا مواقعهم واهدافهم وواجباتهم وفي أول يوم دراسي بعد 40 يوما من ثورتهم البيضاء اهانوا من علموهم ووصموا الجميع بالعمالة وطالبوا باستقالة العمداء ورؤساء الجامعات لأنهم من العهد البائد!! يا ويلاه ويا مصيبتاه!! هل هذه هي الحرية والديمقراطية ومستقبل مصر في العلم والتعلم وهل هذه توصيات العالم الجليل أحمد زويل والبرادعي صاحبي الياقات البيضاء والجوائز النوبلية واللذين يمثلان العلم والعلماء والمفكرين القادمين من بلاد لاحرية والعدالة والتقدم؟ هل يرضي الدكتور زويل بأن يسمع صراخ أبنائه العلماء في المعامل يطالبون بسقوط اساتذتهم لتوجهات سياسية وهل في الجامعات العالمية ومراكز البحث في الدول الحرة الديمقراطية المتقدمة يسمح بالسياسة والدين؟ وهل في جامعة هارفارد أو كامبريدج أو السوربون يحق للطالب أن يسقط عميد الكلية لأنه يتبع الجمهوريين أو حزب العمال أو الحزب النازي أو الصهيونية العالمية؟ أرجو الاجابة.
اللجان الشعبية
مهمة الطالب تحصيل أكبر قدر من العلم والمعلومات ليتسلح بها في مهمته الصعبة للعمل في سوق التنافس والتقدم التقني والفكري وليس التسلح بالأسلحة والعصي في لجان شعبية مسائية ولجان تفتيش ومحاكمات كارثية صباحية لأساتذته ورؤسائه العلميين. الطالب له الحق في التعبير عن رأيه في الأستاذ وفق استقصاء منهجي له مواصفات عالمية تخص تقييم الأداء والمواظبة والمنهجية وعدالة التقويم الطلابي وما دون ذلك مهمة الطالب هي العلم والعلم فقط أما اختيار العمداء والرؤساء فهي من صميم اختصاص السادة الأساتذة وفق معايير مهنية عن توصيف الوظيفة ومهامها وايضا مؤهلاتها العلمية والشخصية والادارية وليس للطالب دخل في الادارة إلا إذا كان ممثلا لاتحاد الطلاب ورأيه صوت فقط في بعض الجامعات التي تشرك أحد ممثلي الطلاب في مجالس الإدارة والاقسام ولكن ليس في العملية التعليمية لخصوصية العمل وسرية الاختبارات والترقيات والابحاث.
ولكأننا في يوم القيامة حين تصبح الأمة أو الابنة سيدة أمها وأبيها والمتحكمة في مصير والديها وفي العلم والتعليم والتربية جزء كبير من فكرة الأبوية والقدوة لأن المدرس والأستاذ له أدوار علمية وأدوار تربوية لذا فإن ما يحدث من فوضي الثورة الشبابية يطيح بكل القيم والمباديء ويقوض أركان الهدف والغاية.
أبنائي الطلاب مهلا وعذرا لقد اخطأتم وتجاوزتم في حق ثورتكم واساتذتكم وبلادكم وقبل كل شيء في حق انفسكم.. فتدبروا قبل ان تأكل النار الأخضر واليابس.. استقالة الأستاذ تعني ضياع الطالب.
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 110 مشاهدة
نشرت فى 10 مارس 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,687,578