وفي الثورة مدرسة أخلاقية


كتبت-تهاني القيعي: روح الثورة وما افرزته من سلوكيات ايجابية يمكن ان يكون لها افضل الأثر في تشكيل أخلاقيات الطفل خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة التي تتشكل فيها هذه الاخلاقيات ويكتسب فيها الطفل بشكل عام ما هو ايجابي وما هو سلبي‏.‏

 


هذا ما أكدته الدكتورة منال القاضي استشاري الطب النفسي وكان مبدأ الثواب والعقاب ضروريا جدا لتكوين المستوي الاخلاقي الاول لدي الطفل‏..‏ فهو مبدأ مهم تعليم ابنائنا السلوكيات الايجابية وخاصة قبل أن يبلغ الطفل سن السابعة من عمره حيث يفعل الطفل الصواب اتقاء للعقاب ورغبة منه في الحصول علي الثواب الذي لايشترط ان يكون ثوابا ماديا فقد يسعد الطفل بكلمة ثناء أو مديح أو كلمة حلوة‏,‏ أو الربت علي كنفه والابتسام له ويتمثل المستوي الثاني في فعل الصواب اتقاء لانتقاد الآخرين ورغبة منه في نيل استحسانهم ويصل الطفل إلي هذا المستوي في حوالي الثالثة عشرة من العمر‏,‏ حيث يبدأ في احترام القوانين وتقدير معان جليلة كالولاء والاحترام والثقة‏.‏
أما المستوي الاخلاقي الثالث فيتمثل في تقبل النقد واحترام الاختلاف ورأي الأغلبية وهو مستوي أخلاقي يصل إليه عدد قليل من الناس‏.‏
وتتطرق الدكتورة منال إلي نقطة أخري غاية في الاهمية وهي ضرورة ترسيخ القيم الايجابية في شخصية الطفل من خلال تقديم القدوة داخل نطاق الأسرة‏,‏ فالطفل يتعلم بالمحاكاة وأفضل طريقة لترسيخ القيم تتلخص في ان يكون الأب نموذجا لتطبيق هذه القيم‏,‏ فلا يجوز الكذب امام الطفل أو التلفظ بألفاظ مبتذلة‏,‏ أو معاملة الأضعف والأقل اجتماعيا بطريقة فظة وأفضل ما يمكن ان نقدمه للطفل اليوم صورة شباب مصر ثوار‏25‏ يناير الذين كانوا صادقين ومخلصين ولم يكن لديهم أي مطامع إلي جانب تعريف الطفل بالسير الذاتية لشخصيات حققت نجاحات في مختلف المجالات مثل رائد الاقتصاد الوطني محمد طلعت حرب الذي قام بإنشاء شركات وطنية‏,‏ وبنك مصري مائة بالمائة في وقت كانت الاعمال البنكية والشركات الكبري حكرا علي الأجانب وأيضا محمد يونس الذي أسس أول بنك للفقراء في بنجلاديش لدعمهم اقتصاديا من خلال اقامة مشروعات متناهية الصغر‏,‏ ومحمد عبده الذي قدم خطابا دينيا مستنيرا في عصر اتسم بالجمود الديني والتشبث بقشوره‏.‏
ومثل‏(‏ د‏.‏ مهاتير محمد‏)‏ الذي نقل ماليزيا من حال إلي حال رغم تعدد الجذور العرقية للماليزيين من هنود‏,‏ وصينيين وتعدد انتماءاتهم الدينية مطبقا شعار الدين لله والوطن للجميع علي أرض الواقع‏.‏
فلاشك أن كل هؤلاء وغيرهم يسهمون في ترسيخ القيم الايجابية في شخصيات النشء ويساعدونهم علي اطلاق طاقاتهم الابداعية وبالاضافة إلي ان تاريخ الوطن زاخر بابطال تفخر بها الاجيال جيلا بعد جيل‏.‏
الدكتورة زهرة استاذ علم التربية رجب تري أن ابناءنا كانوا يعانون من أمية الكلمة بل أمية التعامل والتفاعل وأمية ثقافة الحب والتسامح ولكن بعد ثورة‏25‏ يناير وبزوغ جيل جديد رفع علم مصر وقالوا‏(‏ تحيا مصر‏).‏
وإيمانا بدور المرأة الفعال في البناء الاجتماعي والنظرة السليمة التي خلق الله عليها المرأة لتكون بر الأمان داخل اسرتها ويتعاظم دورها في تنشئة أبنائها علي التمسك بالعادات والتقاليد والقيم بعد ان اصبح المجال مهيأ لغرس هذه القيم والمباديء فيهم وتتطرق د‏.‏ زهرة إلي الطريقة التي يتربي بها الابناء في مستوياتهم الاولي والتي تلعب دورا مهما في تكوينهم النفسي والاجتماعي أو بمعني أدق‏(‏ الشخص‏)‏ مؤكدة أن الاتصال النفسي الدائم بين الطفل ووالديه والتواصل المستمر بينهم يجعل الطفل يشعر بالامان والاستقرار النفسي‏.‏

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 102 مشاهدة
نشرت فى 4 مارس 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,515